توريط ترمب أميركا في إيران يمنح طهران ما تنشده
22-حزيران-2025

سام كيلي
في سياق الخطاب المحموم المنتشر في حقبة الفوضى الجديدة صعد دونالد ترمب الموقف إلى حد يكاد يلامس الهذيان من خلال تهديده باغتيال المرشد الأعلى في إيران - ليس بعد، لكن الاحتمال قائم - وترمب "يعلم" أين يختبئ الرجل.
في المقابل، ردت إيران كما هو متوقع بتهديد مقابل قائلة إنه في حال انضمام الولايات المتحدة إلى الهجمات الإسرائيلية، ستندلع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وتبدلت لغة ترمب من صانع سلام إلى كاوبوي يطلق تهديدات وكأنه نجم في برنامج تلفزيون الواقع الخاص به، هذا فيما استغلت إسرائيل أفضل فرصة سنحت لها في تاريخها من أجل شن حملة تخطط لها من وقت بعيد بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، وكلها أمل في إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية أيضاً.
ومن منظور عسكري واستراتيجي أميركي ربما تلقى ترمب نصائح من صقور البنتاغون – وهناك كثر من منتقديه الجمهوريين يوافقونه الرأي – بأن اللحظة الحالية هي الأنسب لتوجيه ضربة لإيران.
وقد قلل مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون من شأن جهوده في التفاوض على اتفاقية مع إيران كي تنهي برنامجها النووي، قائلاً "ليس الأمر أننا لم نعط فرصة للدبلوماسية، بل حقيقة أن الدبلوماسية كانت معدومة بسبب أهداف إيران". ويطالب بولتون، الذي أصبح الآن من معارضي ترمب، بتغيير النظام في إيران منذ سنوات عديدة.
لكن بعض مؤيدي "ماغا" داخل الدائرة الضيقة المحيطة بترمب يعارضون بصدق توريط الجيش الأميركي في دول أجنبية، إذ اعتبر كثر من مؤيدي ترمب محاولات تغيير النظام وإرساء الديمقراطية بالقوة في العراق وأفغانستان فشلاً مدوياً، وهم لا يرون أي أفضلية في مغامرة عسكرية أخرى في الشرق الأوسط.
من جهته قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة لدى جنيف علي بحريني إن "الاستهداف المتعمد للمنشآت النووية الإيرانية لا يشكل انتهاكاً خطراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فحسب، ولكنه يخاطر أيضاً بتعريض جميع الأشخاص في منطقتنا لتسرب خطر محتمل. هذا ليس عملاً حربياً ضد بلدنا، بل حرب ضد الإنسانية". كما انتقد تقاعس الدول في التنديد بالهجمات الإسرائيلية، مضيفاً "لا نسمع أي شيء تقريباً من هؤلاء الذين أعلنوا أنفسهم أنصاراً لحقوق الإنسان". وهذا ليس مفاجئاً. فلا أحد يرغب بأن تمتلك إيران سلاحاً نووياً ومعظم مناصري حقوق الإنسان لن يأسفوا لسقوط نظام يشنق معارضيه باستخدام الرافعات.
كثيراً ما كان ترمب مناصراً للسلام، صحيح أنه يحب الزعماء الأقوياء مثل فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو وكيم جونغ أون، لكنه بدا دائماً نافراً بصدق من الحروب.
ماذا يمنع ترمب من إعطاء إسرائيل القنبلة "المطلوبة"؟
ومن المعروف أنه رفض الهجوم على إيران خلال ولايته السابقة حين أسقطت قواتها مسيرة أميركية، مصراً على أن قتل أشخاص على خلفية الحادثة سيكون خطوة غير متناسبة.
ربما يتحمس ترمب لفكرة عدم امتلاك إيران القدرة على تنفيذ تهديدها بنشر الحرب في الشرق الأوسط. وهذا ما شجعه على المطالبة بـ"الاستسلام غير المشروط" - طلب لم يشترطه نتنياهو حتى.
فوق ذلك، أصدر تهديداً شخصياً بالقتل ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وقال ترمب "نعلم تماماً أين يختبئ من يسمى ’المرشد الأعلى‘. إنه هدف سهل، لكنه بمأمن هناك - لن نصفيه (نقتله!)، في الأقل ليس في الوقت الحالي".
وطلب من سكان العاصمة الإيرانية طهران - أي نحو 12 مليون نسمة - الهرب من المدينة فيما هددت إسرائيل بمهاجمة أعدائها في كل مكان.
ويزداد صوت طبول الحرب ثقة مع كل غارة جوية تغتال زعيماً إيرانياً وتقضي على منشأة نووية وتفجر مركز عمليات للدفاع الجوي أو تضرب مستودعاً للصواريخ.
يعتقد أن قنبلة "جي بي يو 57" أميركية الصنع هي السلاح الوحيد القادر على تدمير منشأة فوردو النووية في إيران (القوات الجوية الأميركية)
يعتقد أن قنبلة "جي بي يو 57" أميركية الصنع هي السلاح الوحيد القادر على تدمير منشأة فوردو النووية في إيران (القوات الجوية الأميركية)
وتمتلك الولايات المتحدة القنابل الخارقة للتحصينات التي قد تكون ضرورية من أجل ضرب المنشآت النووية المخبأة تحت الأرض.
وسبق أن أضعف "حزب الله"، وكيل إيران، في لبنان وسوريا، وقد يشكل بعض التهديد أسوة بالحوثيين في اليمن، لكنه ليس نداً للقوة النارية التقليدية التي يملكها سلاح الجو والبحرية الأميركية.
ربما يحسب ترمب أن الانضمام إلى عمليات إسرائيل العسكرية كفيل بسحق قدرة إيران على شن هجوم مضاد فعال، ويمكنه نظرياً أن يمنع إيران من إشعال الشرق الأوسط برمته، لكن الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس القوي خبراء في حروب العصابات. فقد مولوا وقادوا عمليات أسهمت في إخراج الولايات المتحدة من العراق. ولديهم عملاء وخلايا نائمة على امتداد الشرق الأوسط. كما كانوا رواداً في إنتاج العبوات الناسفة القادرة على اختراق وتهشيم أقوى المدرعات، ولا يهابون الموت في سبيل قضيتهم.
ولا ننسى أن قادة إيران ينعتون الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر وإسرائيل بالشيطان الأصغر. وعليه ربما تطيب لهم فكرة المواجهة الأخيرة الحاسمة، وقد يكون ترمب على وشك أن يمنحهم إياها.

صدامات قضائية - سياسية وسط تحذيرات من شلل انتخابي وفراغ دستوري خطير
22-حزيران-2025
السوداني يحيل كبار الضباط إلى المحاكم العسكرية على خلفية وفاة طلاب الأكاديمية
22-حزيران-2025
العراق خارج مؤشر تحول الطاقة العالمي لعام 2025
22-حزيران-2025
العراق ثاني الدول استهلاكا لوقود الطائرات في الشرق
22-حزيران-2025
أحمد بن علوي بن حفيظ باعبود: دعمنا مستمر للقضايا العربية
22-حزيران-2025
صدامات قضائية - سياسية وسط تحذيرات من شلل انتخابي وفراغ دستوري خطير
22-حزيران-2025
السيد علي خامنئي سمّى 3 شخصيات لخلافته في حال اغتياله
22-حزيران-2025
كشف آلية اختيار بدلاء القضاة المستقيلين من المحكمة الاتحادية
22-حزيران-2025
وزير الصحة: جميع المؤسسات الصحية على استعداد تام لمواجهة أي تلوث اشعاعي
22-حزيران-2025
غرفة التجارة الدولية: توسع نشاط الشركات الاستثمارية في ظل الأمن الذي يعيشه العراق
22-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech