بغداد ـ العالم
قال 3 مسؤولين إيرانيين مطلعين على خطط الطوارئ للحرب إن المرشد الأعلى الإيراني سمّى 3 من كبار رجال الدين كمرشحين لخلافته في حالة مقتله، في دلالة على اللحظة الحرجة التي يواجهها حكمه الممتد لثلاثة عقود، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".
ويستعد كبار المسؤولين في إيران بهدوء أيضًا لمجموعة واسعة من النتائج مع اشتداد الحرب.
وتلفت الصحيفة إلى أن "سلسلة القيادة الإيرانية"، رغم الاغتيالات، لا تزال تعمل، ولا توجد علامة واضحة تُظهر أي معارضة للنظام في الصفوف السياسية، وفق المسؤولين.
وبحسب التقرير، فإن خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، يُدرك أن أو الولايات المتحدة قد تُحاول اغتياله. وفي ضوء هذا الاحتمال، اتخذ آية الله قرارًا غير مألوف بتكليف مجلس خبراء القيادة - الهيئة الدينية المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى- باختيار خليفته بسرعة من بين الأسماء الثلاثة التي اقترحها.
وأضافت الصحيفة الأمريكية "عادةً، قد تستغرق عملية تعيين مرشد أعلى جديد أشهرًا، إذ يختار رجال الدين من قوائمهم الخاصة، لكن مع دخول البلاد حالة حرب، قال المسؤولون إن آية الله يريد ضمان انتقال سريع ومنظم للسلطة والحفاظ على إرثه".
وفي تلك الاثناء، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الطريق إلى استئناف المسار الدبلوماسي يمر عبر "مكالمة هاتفية واحدة من واشنطن إلى تل أبيب" لوقف التصعيد.
وأضاف عراقجي، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية، أن إيران لن تدخل في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت الهجمات الإسرائيلية مستمرة عليها.
وشدد على أن تخصيب اليورانيوم يمثل خطاً أحمر بالنسبة لطهران، قائلاً: "لقد أوضحت مراراً أن صفر أمر غير ممكن، فهذه التكنولوجيا هي ثمرة جهود علمائنا، وهي مسألة ترتبط بالفخر الوطني".
وكشف عراقجي أن بلاده تتبادل بعض الرسائل المباشرة وغير المباشرة مع الجانب الأمريكي، بهدف تجنّب سوء الفهم وتوضيح المواقف، "لكن هذا لا يعني أننا في حالة تفاوض"، بحسب تعبيره، مؤكداً أن إيران "لن تقبل مفاوضات تفرض عليها إملاءات".
وانتقد وزير الخارجية الإيراني "ضعف مصداقية" الطرف الأمريكي، وتحدث عن المبعوث الأمريكي المسؤول عن الملف الإيراني، ستيف ويتكوف، بالقول إنه رغم أنه "جنتلمان"، بحسب وصفه، فإنه كثيراً ما يغيّر أقواله. ورأى أن ذلك ربما يعود إلى "عدم قدرته على تنفيذ الوعود التي يقدمها".
وفيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية، قال عراقجي إن "الدفاع عن النفس حق مشروع لكل دولة"، مشدداً على أن طهران سترد في حال شاركت الولايات المتحدة في الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد أن تدمير منشآت نووية لا يعني نهاية، قائلاً: "يمكننا إعادة بناء ما يتم تدميره، فالمعرفة باقية، والتكنولوجيا لا تُقصف".
وفي إشارة إلى زعامة المرشد الإيراني علي، قال عراقجي إن "العدو لا يستطيع أن يفعل شيئاً، فقائد الثورة لديه ملايين الأنصار داخل إيران وخارجها".
ووصف تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "أقرب إلى الإهانة منها إلى التهديد"، مشيراً إلى أن طهران لطالما التزمت خطاباً محترماً تجاهه.
واختتم عراقجي حديثه بالقول إن إيران، التي صمدت في حرب طويلة ضد العراق، ستصمد أيضاً في وجه التصعيد الحالي.