صحافة للإثارة أو للفهم
29-حزيران-2025

وليد غالب

لماذا نستعيد مقالات قديمة صدرت في بداية القرن العشرين؟
سأقول: لغرض الإثارة.
لا أحد ينكر أن صراعات الماضي تثير في القارئ نوعًا غريبًا من الإثارة. لكن خلف هذه الإثارة أستطيع أيضًا أن استخرج الكثير من الأنساق التي ستساعدنا على فهم الواقع العراقي في ذاك الزمن.
نستطيع أن نفهم كيف تتعامل الصحافة مع الشخصية المشهورة، فتمسح بها الأرض أو ترفعها للسماء، حيث لا مقدس في ذاك الوقت، أعني منذ بدايات القرن العشرين وحتى العام 1958 وما بعده، حيث لا يجرؤ أحد على نقد النظام. وحيث اختفى بشكل تام فن مهم من فنون الصحافة العراقية وهو "الكاريكاتير" الساخر، لنتخيل فقط أن نوري السعيد برغم بطشه ودكتاتوريته كان يُرسم بفانيله مقطعة وهو يرقّع حذاءً في كناية عن ترقيعه للإنتخابات. وفي كاريكاتير آخر في العام 1948 رُسم فيه السعيد وساسة العراق وكُتب تحته عنوان "خوازيق تنتظر الحكومة المقبلة".
كانت الصحافة تتجرأ على الملك، وعلى رئيس الحكومة، على الأديب الكبير والعالم، فتعرض ما تراه صحيحًا، وأحيانًا تعتذر وأحيانًا كثيرة لا. فكيف خُلق هذا العالم الحر؟!
طبعًا لن نستطيع أن نفهم كيف خلق هذا العالم الحر إلا بالتوثيق، وبتحليل ما كان يُكتب، ومقارنته بما لدينا اليوم من حرّيات. ومن هذه المقارنات ستنتج لنا صورة قد نفهم من خلالها سبب تراجعنا كعراقيين، وسنفهم كيف ساهمت الصحافة في خلق التقديس بعدما كانت من أشد أعداء السلطات.
وبرأيي أن المقارنة ستنجح وستُنتج معطيات حقيقية، لأن المشاكل في الدولة العراقية منذ العام 1921 عام تأسيس الدولة العراقية وحتى الآن، متشابهة بشكل كبير جدًا. كمثال: في العدد 5 من صحيفة الوطن في 30 تشرين الثاني 1930 نُشر خبر يتحدث عن قانون للاستغناء عن الموظفين بإعطائهم نصف الراتب. حدث هذا بسبب الأزمة المالية للدولة العراقية، أيضًا في مجلة العالم المصور كًتب خبر ساخر عن معاناة الموظفين حيث قللت الحكومة رواتبهم وفرضت عليهم استقطاعات بسبب أزمة مالية في العام 1926.
عشرات بل مئات من الحوادث متشابهة بين الماضي واليوم، عن انحطاط المسرح والأدب والفنون، عن الانتخابات ودعوات المقاطعة وعن مهاجمة المقاطعين، عن العملاء التابعين لجهات خارجية، عن الصحفيين أبناء السفارات، وحتى عن التسول وانتشار القمار والمخدرات بين البالغين وتلاميذ المدارس.
وأزعم أن القارئ سيستطيع من خلال قراءة وتحليل ما كان يُكتب في الصحافة العراقية وبإجراء المقارنات، سيفهم لماذا لم يتغير شيء في طريقة عمل الدولة منذ 1921 إلى 1958 وحتى الآن. أما إذا لم يستطع القارئ العزيز إجراء مقارنات، فهو في أقل احتمال سيحصل على الإثارة.

الإنفاق العسكري يتجاوز حاجز 6 مليارات دولار
1-تموز-2025
تمديد مهلة تحديث البطاقة الإلكترونية حتى 1 آب
1-تموز-2025
العراق يدشن أكبر توسعة للعناية بحديثي الولادة بـ360 سريراً
1-تموز-2025
القاضي منذر إبراهيم حسين رئيسا للمحكمة الاتحادية العليا
1-تموز-2025
تأخير رواتب الحشد الشعبي.. أزمة مستمرة وقلق متصاعد
1-تموز-2025
مصدر يكشف مكان وزمان تنفيذ أولى مراحل نزع السلاح من «PKK»
1-تموز-2025
واسط تعقد اتفاقا مع إيلام على تسهيل دخول الإيرانيين
1-تموز-2025
منتدى يكشف معاناة ذوي الإعاقة مع مكاتب تحديث البطاقة
1-تموز-2025
النزاهة توقع بـ6 موظفين بالسماوة اختلسوا 36 مليار دينار
1-تموز-2025
خطة شاملة لمكافحة التسول في العراق تشمل برامج دعم وإيواء للمتسولين
1-تموز-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech