بغداد كما تتصورها مدام كوري
7-تموز-2025

بغداد - العالم
في العدد المرقم 38 من مجلة الحاصد، والصادرة بتاريخ 7 نيسان 1931، نُشرت مقابلة مع مدام كوري – كما تدّعي المجلة – تتحدث مدام كوري في المقابلة عن نظرتها للعرب وعن المرأة الشرقية، ومراسل الصحيفة يصحح لها هذه الأفكار.. فيما يأتي المقابلة كاملة:
امرأة صغيرة الجسم، براقة العينين، بسيطة الملبس، تكاد إذا تنظر إليها تطالع على جبينها آيات الذكاء والعبقرية، تلك هي مدام كوري مكتشفة الراديوم ذلك الاكتشاف الذي كان له أكبر رنّة في أنحاء العالم حتى أن أميركة قامت نحوها بمراسم الإجلال والاحترام فنحتت لها التماثيل، وشيدت باسمها المعاهد وهنا أن انكلترة والمانية تحذوان حذو أميركة.
ومدام كوري أول امرأة فرنسية حازت على لقب بروفسور، وهي رئيسة معهد الراديوم الملحق بكلية باريس الطبية والذي لا يقبل فيه سوى عدد محدود من الطلاب الوافدين من أنحاء العالم.
أخذت أتحين الفرص للحصول على حديث خاص من المكتشفة العظيمة أتحف به قراء الحاصد فكان لي ما أريد في صباح أمس بعد أن فرغت الاستاذة من إلقاء محاضرة على طلابها عن أشعة الراديوم..
س: اسمحي لي أيتها الاستاذة أن أقابلك باسم مجلة الحاصد البغدادية.
الاستاذة: أنا لا أقابل الصحافيين لأن أشغالي كثيرة، ولا أريد تضييع وقتي في الثرثرة.
فبهت لهذا الجواب غير أنني شجعت نفسي وقلت مبتسمًا
قد تكونين سيدني على حق في رفض أية محادثة مع الصحافيين الغربيين غير أنني لا أعتقد أنك تضنين بحديث قصير على صفحة تصدر في قطر بعيد، متحفز للوثوث، وهو القطر العراقي الفتي الذي يصبو أبناؤه إلى اقتباس كل صالح من المدنية الغربية، أتبخلين سيدني بحديث أزفه إلى أبناء بغداد، عاصمة العراق الناهض؟
الأستاذة: وقد تهلل وجهها، لا بأس لم ما تريد على شرط أن لا توجه إلي أي سؤال يتعلق بالراديوم، وحسبك أن تعلم أنني فيما مضى كنت مغرمة جدًا بمطالعة كتاب ألف ليلة وليلة، حتى أني أعدت قراءته ثلاث أو أربع مرات، ولقد اكتسبت من مطالعتي تلك الصورة الخيالية لبغدادكم.
س: هل لك يا سيدتي أن تتفضلي بوصف هذه الصورة؟
الاستاذة: ولم لا.. إنني أتصور بغداد المثل الأعلى لمواطن السعادة، وها هي بغدادكم تتماثل أمامي ببيوتها الجميلة الصغيرة المفروشة بأغلى الطنافس وأفخر السجاجيد، ببخوها العاطرة، المتكاثف دخانها السحري برائحته الزكية وبرجالها المضطجعين على الأرائك والوسائد وحواليهم النساء الفاتنات يرقصن ر"قصة البطن".
سمعت هذا الكلام من مدام كوري لكني فاستولى عليّ اندهاش وذهول ولكنني تجلدت وقلت:
س: ولكن بغداد اليوم، يا سيدتي، ليست كما تتصورين، وليس هنا أي أثر لهذه الصورة الخيالية وهي لا تختلف عن البلاد الأوربية إلا بفروق معينة نعمل على إزالتها قريبًا، أتسمحين أن اسألك أيتها الاستاذة عن رأيك بالمرأة الشرقية؟
الاستاذة: أعتقد أن المرأة الشرقية بحاجة قصوى إلى المطالبة بحقوقها، فهي عندكم على ما أعلم لا رأي لها ولو تركتموها تهذب نفسها لما كان بعيدًا أن تنبغ عندكم النابغات. والمرأة لا تختلف عن الرجل في شيء مطلقًا، ولربما تفوقه بقوة إرادتها.
فهمت أن الرجل عندكم بإمكانه أن يطلق زوجته متى شاء، وأن يعدد زوجاته ولا أدري مبلغ ذلك من الحقيقة.
س: قد يتمكن الرجل عندنا من الطلاق، ولكن مآسي الطلاق في بلادنا أهون شرًا بكثير مما هي عليه في أميركة وأوربا والرابطة العائلية أمتن مما هي عليه في بلاد الغرب. وإني أكون شاكرًا لطفك إذا تفضلت بإبداء رأيك عن أنجع الوسائل لتهذيب المرأة العراقية.
الأستاذة: نهضة المرأة عندكم يجب أن تكون تدريجية، لا يجب أن تقلدوا الغربيين في كل شيء، إن المرأة الغربية لا تصلح لأن تكون مثلًا لنسائكم، افتحوا المدارس للبنات ولتقتصر دروسهن بادئ الأمر على تدبير المنزل وتربية الطفل، أما العادات الغربية كالدانص وغيره فابتعدوا عنها. إن هذه على خراب العائلة في الغرب، فلا يجب أن تكون علة خراب العائلة الشرقية أيضًا.
يدعي البعض أن الدانص رياضة وهذا عذر بارد، إذ هناك عدة رياضات حقيقية منها الركض والتسلق والسباحة الخ.
إني أعتقد أن تفشي الدانص في الشرق يجر الويلات لأن من المشهور عن الرجل الشرقي أنه "غيور". كان لي صديفة تزوجت من أحد المصريين فطلقها بعد سنة لأنه راقصت أحد الافرنسيين في القاهرة، ولقد حدثتني هذه الصديقة كثيرًا عن الرجل الشرقي، ولذا أنصح نساءكن بالابتعاد عن هذه العوائد.
وهنا تململت الاستاذة فاستمحتها عذرًا وودعتها منصرفًا.
وربما يكون من الفائدة أن أكتب بهذه المناسبة كلمة موجزة عن الراديون فأقول أن الراديون معدت من عائلة الباريوم اكتشفته مدام كوري عام 1907 بعد أن سعت في ذلك مع زوجها الذي توفي قبل التمكن من اكتشاف هذا المعدن.
ومن خواص الراديوم أنه يعطي قوته بطريقة الإشعاع الكهربائي أو الحرارة وهو لا يفقد خواصه حتى إذا استعمل مدة 1800 سنة فلا يفقد سوى نصف قوته، يستخدم اليوم في المستشفيات كما تستعمل أشعة أكس وأشعته تستطيع أن تخترق بضع مليمترات من الرصاص لذا يمكن انفاذه إلى أعماق الجسم فتداوي بها الأمراض الجلدية والداخلية ويستعان بها في الجراحة ومداواة السرطان وهو المرض المتفشي اليوم في أوربا كثيرًا.
ويستخرج الراديوم من بعض المناجم الواقعة في النمسا على الأخص، حيث يستخرج غرامات فقط في السنة، وكذلك يوجد منه في مقاطعه بييرة الواقعة في غربي البرتغال. أما قيمة الغرام الواحد من الراديوم فتساوي اليوم ما يقارب الـ 50000 روبية.

خطة حكومية:إعادة 16 ألف عراقي من مخيم الهول
7-تموز-2025
«عراقيون» تُحذّر من فقدان شرعية الانتخابات
7-تموز-2025
الزراعة تواجه آفة التصحر بجملة مشاريع
7-تموز-2025
اتفاق بغداد وأربيل: النفط للإقليم و50% من الإيرادات للاتحادية
7-تموز-2025
الإنفاق العسكري للعراق يتجاوز 6 مليار دولار في 2025
7-تموز-2025
مشروع ماء البصرة الكبير.. البصريون يشربون وعودا منذ ١١ عاماً
7-تموز-2025
أزمة مياه خانقة: إطلاقات تركيا لا تكفي ومخاطر تهدد الأمن الغذائي
7-تموز-2025
ميمي يقتنص لقب الهداف ويعتلي عرش دوري النجوم
7-تموز-2025
محافظ نينوى: ملعب جامعة الموصل سيكون جاهزاً لاستضافة مباريات دوري النجوم
7-تموز-2025
تغيير المعسكرات من «التظاهرات» إلى «الميليشيات» حوار مع أصدقائي «المشجّعين»
7-تموز-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech