بغداد - العالم
في العدد السابع من مجلة الحاصد، كُتب مقالًا افتتاحيًا في العام 1936 يتحدث عن مهزلة الامتحانات التي يبدو أنها كانت تتكرر في كلّ مرة "نقول هذا ومهازل الامتحانات للسنوات الأخيرة ماثلة للعيان". وبشكل طبيعي ما زالت هذه المعاناة مستمرة حتى الآن.
مع المقال أترككم للإطلاع والمقارنة.
أصبحت الامتحانات الرسمية العامة على الأبواب وقامت الحركة في وزارة المعارف على قدم وساق وراح الموظفون المسؤولون يأخذون للإمتحان أهبته ويبذلون له ما يبذلون من نشط وحزم نرجو أن يكونا مثمرين بالثمر الطيب.
نقول هذا ومهازل الامتحانات للسنوات الأخير ماثلة للعيان. ينبو اللسان عن تكرار حديثها، أو أحاديثها على التعبير الأصح، وينفر الفكر عن تذكرها ولكن في الحديث والذكرة لمواعظ وشجون.
أجمع المتتبعون لشؤون المعارف على أن امتحانات العام الماضي كانت قد ضربت الرقم القياسي في الارتباط، فقد لابستها فضائح وأخطاء كانت حديث المحررين في صحفهم والناس في أنديتهم وبيوتهم من ذلك أن أسئلة أحد الامتحانات قد تسربت على تلميذ فبثها بين رفاقه حتى عمّت! ومنا أن الظروف المختومة الحاوية على أسئلة أحد الدروس المرسلة إلى منطقة غير منطقة بغداد ظهر عندما فتحت في قاعة الامتحان، أنها تضمنت أسئلة لدرس آخر، ومنها أن لجنة تصنيف نتائج الامتجان لدى إدخالها درجات إحدى المدارس أخطأت في تتبه الأرقام فقلبت النتيجة رأساً على عقب وإذا بالناجح قد سقط والساقط قد نجح وإذا بالغائب لسفر أو مرض قد حاز في امتحانه على أحسن درجة للنجاح.
هذه صور، على بشاعتها، لا نرى بأساً في استعراضها وأننا لا نذهب بعيداً إذا كنا نعلق أملاً كبيراً على أن امتحانات هذا العام ستجري بانتظام دقيق هو أهم ما تتطلبه قدسية الامتحان.
ولا ننسى أن نقول في هذا لاصدد أننا نرجو كذلك أن تكون الأسئلة معياراً حقيقياً لما يجب أن يعيه الطالب من دراسته لا لأصعب ما مر به من الدروس. ولنا من حكمة القائمين بأعباء المعارف خير كفيل لتحقيق النفع العام.