وقال عباس ان "استغلال المنابر الدينية أصبح من أبرز أدوات تيارات الإسلام السياسي في العراق، وهو خطر على نزاهة العملية الانتخابية".
وأضاف ان "الدين وُجد لإصلاح النفوس لا لترويج الأحزاب، وعلى الدعاة أن يختاروا بين الرسالة الدينية والمعترك الانتخابي، فمن أراد السياسة فليترك المنبر لمن يحافظ على حياده"، محذرًا من أن "تلاعب الأحزاب بالمقدسات لا يهدد فقط نزاهة الانتخابات، بل يضرب أخلاقيات العمل الديني ذاته".
أما القانوني علي باشخ فيرى أن "محاولة زج المؤسسة الدينية في المشاريع السياسية قد تبدو مغرية على المدى القصير، لكنها تحمل مخاطر كبيرة على النسيج المجتمعي"، محذرًا من أن مثل هذه الممارسات "قد تعمّق الانقسامات داخل المجتمع".
وفي السياق نفسه، قال القيادي في تحالف العزم عزام الحمداني إن "محاولة تصوير ما جرى لرئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي على أنه استهداف للسنة هي لعبة سياسية مكشوفة تهدف للكسب الانتخابي، لكن الشارع السني بات أكثر وعيًا من الانجرار خلف هذه السرديات".
وأكد الحمداني أن "الادعاء بتمثيل مكوّن كامل من قبل جهة واحدة محاولة خطيرة قد تؤدي إلى تفجير الخلافات داخل البيت السني".
ولم تعد ظاهرة تسييس المنابر مجرد نقاش فكري أو إعلامي، بل تحوّلت إلى واقع مأزوم تجلّى مؤخرًا في الحادثة المأساوية التي شهدها جامع عبد الكريم ناصر في بغداد، حيث قُتل الإمام والخطيب الشيخ عبد الستار القرغولي في واقعة أثارت صدمة في الشارع العراقي.
وكشفت الحادثة، عن انقسامات حادة بين التيارات الساعية للسيطرة على المشهد الديني وتوظيفه انتخابيًا، لتحوّل المساجد إلى ساحات صراع سياسي بدل أن تكون بيوتًا للعبادة.
ويحذر مختصون في ختام الأمر من أن تسييس الدين يفقد المنبر قدسيته، ويحوّله من عنصر توحيد إلى أداة تعبئة وانقسام، ما يهدد السلم المجتمعي ويضعف الثقة بالمؤسسة الدينية في العراق.