أمراض رقمية
1-أيار-2024

محمد السراي
تعاني المجتمعات في مختلف دول العالم من تغيرات اسهمت في تغيير شكل ونوع التعامل مع الاحداث والتعاطي معها وفق اراء او تصورات شخصية لا تخلوا من العقد والاسقاطات الفردية في عالم فرض التواصل عليه ابداء الرأي دون قبول الرأي الاخر عن طريق استخدامات وسائل التواصل الرقمي تلك التي ازالت حواجز الخصوصية واتاحت الاباحية بمختلف اشكالها في مجتمع يعاني من ازمات مختلفة رسخت في مخيلته المثقلة بالتفاهة والانهزام ليجد في تلك الوسائل ما يتبنى تفكيره الضيق ووعيه القاصر نحو الاخرين اي من يختلف معه مستخدماً خطاب الكراهية الذي هو من اخطر الامراض فتكاً واكثرها خطروة في لما لها من اثار الاقصاء والعزل والتشفي لأشباع رغبات مكبتة من خلف اسوار الصفحات الشخصية والعامة فمن الغريب ان تهاجم شخص لكونه كان له رأي مختلف ومن المخجل ان نقيم حفلاً للتشهير باحداهن ومن غير الممكن ان نتشفى بشخص غادر الحياة طاعناً في شرفه فهذا يعكس الواقع المعقد للتفاعل الرقمي في مجتمعاتنا الفاقدة للاهلية الرقمية والتعامل معها فقد أدت التكنولوجيا الرقمية إلى توسيع المجال العام للرأي الفردي، ولكن في بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى استخدام الألفاظ العدائية أو الكراهية عبر مستخدمي الإنترنت والسؤال هنا هل اسهمت التكنالوجيا في تغيير قيم وتقاليد المجتمع ام اننا لانصلح للتعامل معها كوننا شعوب مستهلكة نعتاش على فتات الماضي واحقاد المستقبل نرتدي الفضيلة عند النقد نبتسم عندما تكون هنالك فائدة لا نعتذر عندما تخطأ نمارس العبادات بعيداً عن الدين ندعوا للقراءة ونحن ندمن استخدام الهاتف نخاف على ابناءنا ونسيء تربيتهم نبني جدران عالية وننشر يومياتنا على صفحات المواقع نتابع المشاهر وننتقد شهرتهم نركض وراء الفضائح ونتشاركها لا نقرأ الصحف ولا نتابع الاخبار نضيع اوقاتنا في متابعة التعليقات واليوميات نهتم بجودة الصورة عبر حساباتنا عسى ان تحضى باكبر عدد من الاعجابات نخفي اشياء ونظهر اخرى بفعل وسائل انتجت أمراض رقمية ادت بالافراد الى الانعزال الاجتماعي، والتشهير، وانتشار الكراهية وفقدان التركيز عن القضايا الحقيقية في الحياة. فيجب علينا أن نكون على استعداد للتعامل بشكل فعال مع هذه التحديات من خلال التثقيف وتعزيز الوعي وتبني سلوكيات إيجابية عبر استخدامنا للتكنولوجيا الرقمية التي اصبحت المحرك لجميع مجالات الحياة التي اوسعت الفجوة وبنت حواجز لمنع التركيز على تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل والقيم الأخلاقية والاجتماعية التي انغمرت في اساطير الروايات السحيقة والكتب المهملة ومثقفي الصدفة لينتج عن ذلك مصطلحات جديدة في المجال الرقمي مثل (بلوكر) و(مدون) وتسميات عدة تم صناعتها بفعل رواد التفاهة وعاشقي الابتذال والسذاجة فالكل اداة يحركها واقع رقمي وقودها عقول المستخدمين وغبائهم الذي اسهم في تكريس مبدأ التخلف والرجعية عن طريق استثمار الجهل وتقديمه وجبات ساخنة في عملية ممنهجة ادت الى سلوك غير سوي اشبه بغسيل الدماغ ‘ فمواجهة التحديات تتطلب جهودًا متعددة المستويات، بما في ذلك تعزيز الاطلاع والبحث ودعم النقد الثقافي البناء، وتشجيع القراءة والتعليم لكي لا نكون في عزلة عن المجتمعات الاخرى وبحاجة دائمة لهم.

بغداد ترسل 443 مليار دينار إلى اربيل
15-أيار-2024
بكلفة (200) مليار دينار.. محافظة بغداد تعلن عن خطة لتطوير مناطق شرقي القناة
15-أيار-2024
الداخلية تعلن افتتاح منظومة البطاقة الوطنية في السفارات العراقية
15-أيار-2024
رؤساء وأعضاء ثلاث لجان في الديوانية يواجهون الاستقدام القضائي
15-أيار-2024
وزارة العدل تعلن شمول 400 طفل وامرأة بالعفو الخاص
15-أيار-2024
بعد إنحسار الدور الأمريكي.. الصين تستخدم نفوذها للإستحواذ على صناعة النفط العراقية
15-أيار-2024
السوداني يؤكد انجاز ميناء الفاو الكبير في 2025
15-أيار-2024
كهرباء الرصافة: قسم السلامة والتفتيش الهندسي ينفذ جولة لتنفيذ اجراءات السلامة للعاملين على الشبكة الكهربائية
15-أيار-2024
انهيار المؤسسات وفوضى السلاح يفاقمان ظاهرة الهجرة غير النظامية في ليبيا
15-أيار-2024
الدوري السعودي: النصر يخطط لكسر السلسلة التاريخية للهلال
15-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech