يوم عاشوراء.. مناسبة إيمانية وفرصةٌ للأجر والمغفرة
15-تموز-2024

د. علي محمد الصلابي
يوم عاشوراء يومٌ فضيل له خاصيته الدينية والتاريخية التي تميزه عن غيره من أيام السنة، ولهذا اليوم فضلٌ في الإسلام لارتباطه بمناسبة عظيمة في تاريخ النبوات، والدعوة إلى توحيد الله تعالى، فهو اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى وبني إسرائيل من فرعون وجنوده الذين كانوا يلاحقونهم، فكان أن أوحى الله تعالى إلى موسى أن يضرب بعصاه البحر فانفلق البحر ليتيح لهم طريقاً يعبرون منه إلى الضفة الأخرى، فعبروا بسلام آمنين، بينما أطبق البحر على فرعون وقومه فغرقوا وهلكوا جميعاً، وقد جاء تفصيل هذه القصة في القرآن الكريم، قال تعالى: ((فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلجَمعَانِ قَالَ أَصحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ (62) فَأَوحَينَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضرِب بِّعَصَاكَ ٱلبَحرَفَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرق كَٱلطَّودِ ٱلعَظِيمِ (63) وَأَزلَفنَا ثَمَّ ٱلأٓخَرِينَ (64) وَأَنجَينَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغرَقنَا ٱلأٓخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَة وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (68) )) ” الشعراء: 61-68.
فصام سيدنا موسى كليم الله (عليه السلام) في هذا اليوم شكراً لله تعالى على إنقاذه لهم، وإهلاك فرعون، وصَامه من بعده بنو إسرائيل، ثم أخذ صيامه بعض العرب في الجاهلية من أهل الكتاب فصاموه، وصامه من بعده رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحض الناس على صيامه، ففي الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: “قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ”. ]البخاري:1865[. وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتحرى صيام يوم عاشوراء؛ لما له من المكانة، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: “مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”. ]رواه البخاري: 1867[.
ولصيام يوم عاشوراء أجرٌ عظيم، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ” ]مسلم: 1162[. وقد قال النووي (رحمه الله) في شرح المهذب: ” صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ، وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ… كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ، وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ “.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن صيام عاشوراء واجب، واختلفوا بين قائلٍ بأن فرض صيام رمضان نسخ وجوبه، فصار صيام عاشوراء سُنةً، بينما قال البعض: صيامه لم يكن واجباً أصلاً، وإنما هو في إطار الاستحباب والسنية. وعلى كل حال، فإن صيام هذا اليوم الفضيل من الأمور التي لا ينبغي أن يغفلها المسلم الحريص على مواسم الطاعات والخيرات، والذي يطمع بمعرفة ربه ورِضوانه.

رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech