يوم القيامة بين الدين والعلم الحديث
22-تشرين الأول-2023

محمد عبد الجبار الشبوط

يجب ان يبحث الفكر الديني (الاسلامي والمسيحي خصوصا) مستقبل الحياة على الارض وبالتالي مسألة يوم القيامة بناء على معطيات العلم الحديث وعدم الاكتفاء بالاجابات السابقة عن موعد حصول ذلك.
غني عن الذكر ان يوم القيامة أحد المفاهيم الهامة والاساسية في الإسلام ورد ذكره حوالي ٣٣٤ مرة في القران الكريم.
عاش الانبياء جميعا في فترات طويلة سبقت كشوفات العلم الحديث. يُعتَقَد أن نوح عاش في فترة قبل الطوفان، و أن إبراهيم عاش حوالي 1800-1700 قبل الميلاد و أن موسى عاش في القرن الـ 14 أو الـ 13 قبل الميلاد، وعيسى ولد قبل ٢٠٢٣ سنة. أما النبي محمد، فقد عاش في القرن السادس الميلادي. وكل هذه التواريخ قديمة سابقة بالاف السنين عما توصل اليه الانسان من علوم حديث متعلقة بالكون.
العرب المعاصرون للنبي محمد سألوه عن يوم القيامة، ولسبب ما لم يجب القران عن هذه التساؤلات وابقى الامر في طي الغيب وعلم الله. "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا؛ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ." (الاعراف 187)
"يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ؛ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا؟" (الاحزاب 63)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا؛ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا؟" (النازعات ٤٢-٤٣).
والتزم المسلمون بهذه الاجابات ايمانا وتادبا ولم يشغلوا انفسهم بالبحث عن موعد يوم القيامة.
في المقابل قدم القران صورا لاحداث يوم القيامة جمعها وفسرها سيد قطب (١٩٠٦-١٩٦٦) في كتابه "مشاهد القيامة في القران" (١٩٤٧).
ويقدم القران صورة مرعبة مخيفة ليوم القيامة التي تحتوي على المستوى الكوني دمار الكون المادي المشهود، وعلى المستوى الاجتماعي تقطع العلاقات والروابط الاسرية التي كانت قائمة قبل ذلك. ونحن يهمنا في هذه المقالة النوع الاول من الاحداث. من ذلك ما يحصل للسماء: "يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا"، "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ"، "فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ" وما يحصل للارض "إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا"، وما يحصل للجبال كما في قوله تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا"، "فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ" إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ". وغيرها من الايات الكثيرة التي تحدثت عن الاحداث الكونية في يوم القيامة. وفي الانجيل "كما قال السيد الرب من قبل إن السماء والأرض تزولان"، وقال القديس يوحنا الرائي "ثم رأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا. والبحر لا يوجد فيما بعد"، وقال أيضًا "رأيت عرشًا عظيمًا أبيض والجالس عليه، الذي من وجهه هربت الأرض والسماء، ولم يوجد لهما موضع"، ويقول القديس بطرس الرسول عن نهاية هذه الأرض: "سيأتي كلص في الليل، يوم الرب. الذي فيه تزول السموات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها." والملاحظ ان هذه الاحداث تشبه ما يقوله العلماء من احداث سوف تقع بعد حوالي مليار سنة من الان، بالارتباط مع عمر الشمس الافتراضي. والمعروف ان دور الشمس مهم جدا في توفير بيئة مناسبة للحياة في الارض، خاصة فيما يتعلق بالمسافة الواقعة بين الارض والشمس وهي حوالي ١٥٠ كيلومترا بالمتوسط ، فاذا كانت المسافة اقل كانت الحرارة لا تطاق وتنعدم الحياة على الارض، واذا كانت المسافة اكثر اصبح البرد لا يطاق فتنعدم الحياة ايضا. لكن الامر اكثر خطورة من ذلك.
يتبع..

قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
الصدر يدعو إلى «تظاهرة سلمية» ضد الإرهاب الصهيوني
19-حزيران-2025
العراق في ذيل الدول ضمن مؤشر الصحة العالمي
19-حزيران-2025
أردوغان يشبه نتنياهو بهتلر: نقف مع ايران
19-حزيران-2025
مراقبون دوليون لمراقبة الانتخابات العراقية
19-حزيران-2025
فقدان 300 ميغاواط بأعمال تخريب طالت أبراج في البصرة
19-حزيران-2025
تفعيل محطات رصد الإشعاع النووي في عدّة محافظات
19-حزيران-2025
قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
توقفت الإجراءات بعد تصفية الخلافات بين السوداني والحلبوسي
19-حزيران-2025
بينها تفعيل الرقابة.. التجارة: خطة وطنية استراتيجية لحماية الأسواق من التقلبات الإقليمية
19-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech