بغداد _ العالم
يقضي عراقيون أيامهم في مخيم الأمل (الجدعة سابقاً) جنوبي مدينة الموصل، في أول محطات رحلة عودتهم إلى وطنهم بعد سنوات من المعاناة في مخيم الهول السوري الذي يؤوي آلاف الأشخاص، بمن فيهم عائلات مقاتلين مشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش.
وتصف سعيدة حسين (54 عاماً) لحظة عبورها الحدود العراقية بلحظة ولادة جديدة قائلة: "بمجرد أن عبرتُ الحدود العراقية واستنشقتُ الهواء، شعرتُ وكأن روحي عادت إليّ. ركعتُ وصليتُ".
وعند وصولهم إلى العراق، عادةً ما تُبقي السلطات العائدين من مخيم الهول لأسابيع أو حتى أشهر فيما يصفه المسؤولون بـ"مركز إعادة تأهيل نفسي" في مخيم الأمل، حيث يخضعون أيضاً لفحوصات أمنية قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية.
وتقول رنا، إحدى العراقيات العائدات: "الحياة هناك [في مخيم الهول] صعبة، حارة ثم باردة. كانت العائلات تعاني هناك. معظمهم يريد العودة إلى ديارهم".
وتضيف أن "الأهم هو الأمان، وهنا نشعر بأمان أكبر. هناك [في مخيم الهول]، كان الناس دائماً خائفين ومرعوبين من الصراعات والغارات".
وفي شهادة أخرى، تصف امرأة عراقية تبلغ من العمر 30 عاماً الفرق بين الحياة في المخيمين قائلة: "هنا نشعر بالأمان والراحة. هناك [في مخيم الهول]، كان كل شيء صعباً - شعرت وكأنني أُدفن حية".
وكان مخيم الهول في شمال شرق سوريا قد تحول إلى ما يشبه "مدينة خيام" تضم الآلاف من النازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال، بعد انهيار تنظيم داعش في عام 2019.
وتسعى الحكومة إلى إعادة مواطنيها تدريجياً من هذا المخيم، مع تطبيق برامج إعادة تأهيل تهدف إلى دمجهم في المجتمع مجدداً بعد سنوات من العيش في ظروف إنسانية صعبة.