مقدمة في علم الاقتصاد الحضاري «4»
2-كانون الأول-2023

محمد عبد الجبار الشبوط

لم تتعد المتطلبات المالية لاصدار مطبوع في ايران اكثر من توفير سعر الورق واجور الطباعة. الفائض المالي الذي تراكم عندي كان يكفي لتغطية هذه التكاليف لعدة اشهر. جمعت عددا من الاخوة من بينهم ابو ادريس ولست اتذكر ان كان ابو سليم من بينهم. قلت لهم هل تحبون ان نصدر مجلة على غرار مجلة "السياسة الدولية" المصرية؟ رحبوا بالفكرة. طرحت الفكرة في الاجتماع التالي للجنة الاعلام المركزي. وكالعادة استغرق النقاش عدة اجتماعات الى ان اقتنعت اللجنة بذلك، وفوضوني اصدار المجلة بعد توفير مستلزماتها. اخبرت الاخ ابو مالك بذلك، فطار فرحا. كان رحمه الله يحبني. وهكذا بدأت عجلة العمل تدور لاصدار مجلة "الجهاد للبحوث والدراسات" الشهرية. وتقرر ان يكون ابو سليم رئيسا للتحرير. وهو مؤهل لهذا المنصب. وكان شابا مثابرا ذا قلم باهر ونشاط متميز. قلت لهم لن تصدر المجلة قبل تجهيز عددين بالكامل. وهذا ما تم حيث تم اخراج عددين كاملين حافلين بالدراسات والمقالات مع افتتاحية للعدد الاول كتبتها بقلمي. كان ذلك فتحا بالنسبة لصحافة المعارضة الاسلامية في ايران، مازلت افتخر به، واعتبره منجزا كبيرا في وقته. قبل صدور العدد الاول، كنت قد عدت الى الكويت، مغادرا ايران الى الابد.
كنت اقول لنفسي انني أخطأت بذهابي الى ايران لانني عرفت او لمست اشياء ما كنت احب ان اعرفها؛ لكني اخطأت بمغادرتي ايران لانها دولة اسلامية يتعين البقاء فيها عملا بقوله تعالى:"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ * وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا * وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا". لكن لا فائدة من هذا القول فقد تحقق الامران معا!
عرفت امرين في ايران ما كنت احب ان اعرفهما، ولا اجد انه من المناسب انني اتحدث عنهما في هذه المذكرات. لكني سوف اتحدث عن سبب مغادرتي ايران وترك منصب رئاسة تحرير "الجهاد".
بعد فترة من صدور الجريدة بدأت الاحظ ان منصب رئيس تحرير الجهاد محسود، بمعنى ان الحاسد يتمنى زواله مني، وحصوله عليه. ولعل اسباب الحسد كثيرة، لكن يمكن اجمالها بامر واحد هو ان الحاسد يرى نفسه احق بالمحسود بالمنصب. لم يكن الحسد وحده ليزعجني، لكن محاولات الحاسد ازعاجي هي التي ازعجتني. فقد كان يستغل عضويته في لجنة الاعلام المركزي لممارسة رقابة شخصية متعسفة على الجريدة، كان اخرها انهاء محادثة بيني وبينه بكلمة "يصير خير". كلانا امضى شطرا من عمره في الخليج، وكلانا يعلم ان هذه الجملة والنبرة التي ترافقها تفيد معنى التهديد، تشبه في عدم كونها لائقة تلك التي يرددها ياسر خضر في اغنيته الشعبية:"ولك لوتسوه العتب جاعاتبيتك".
وجدت نفسي في معركة لا ارغب في خوضها، فضلا عن طبيعتي المسالمة منذ صغري، فما بالك بخوض معركة مع احد الدعاة رفاق الدرب والمصير. قررت الانسحاب بهدوء، والعودة الى الكويت، واخبرت زوجتي بذلك، وعدنا في شهر شباط او اذار من عام ١٩٨٣ الى الكويت، حيث تم اعتقالي وابعادي الى سوريا في شهر كانون الاول من عام ١٩٨٤. سوريا كانت ساحة اخرى لقصتي مع الدعوة. بقي ان اذكر ان "الجهاد" كانت تحمل اسم "سعيد توفيق" كصاحب امتياز، وهو اسم مستعار لاحد الدعاة الذين تم تسجيل الجريدة باسمهم، و"جواد سعدي"، كرئيس او مدير تحرير، وهو اسم مستعار للداعية الصحفي القادم من الكويت: محمد عبد الجبار الشبوط!
تم

رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech