مفهوم التجديد!!
4-حزيران-2024

د-صادق السامرائي
التجديد مصدر جدد , وهو الإتيان بما ليس مألوفا وشائعا , كإبتكار مواد وأساليب تخرج عن النمط المعروف والمتفق عليه جماعيا , أو إعادة النظر في الموضوعات الرائجة , وإدخال تعديل عليها بحيث تبدو مبتكرة لدى المتلقي.
والسؤال , هل التجديد في الشكل أم المحتوى , أم فيهما معا؟
الموجودات ذات ملامح ومميزات تدل عليها , ولا يوجد مسمى دون شكل يدل عليه , وفي مملكة الحيوان أدلة واضحة على ربط الإسم بالشكل , فهذا عصفور , وهذه حمامة وغيرهما.
وعند البشر كل شخص له ما يميزه عن غيره , وإلا لتشابهت الأشكال وإنتهى الأمر.
وفي الإبداع الأدبي هناك أشكال لا يمكن القضاء عليها وإدعاء التجديد.
فما يميز الشعر عن النثر واضح , فكل جنس أدبي له خصائصه وعلاماته الفارقة.
فلا يمكننا أن ندّعي بخلق موجودات من حوامض أمينية ذات أشكال مرعبة وغريبة ونقول بأنها بشرية.
وكذلك في الشعر لا يجوز هدم عمارته القائمة المتواصلة المتوافقة مع إيقاعات الأعماق الإنسانية , وندّعي بأن ما أوجدناه هو الشعر.
بل الجائز مثلما يحصل في عالم البشر أن المميزات البشرية بينة ومشتركة , لكن كل شخص يختلف عن غيره في خصائص متعددة.
وهذه الخصائص بكليتها تسمى المحتوى , فكل شخص يختلف في محتواه عن الآخر , لكنه يشترك معه في ملامحه الآدمية وأجهزة بدنه , وما يحافظ على بقائه الجسماني , ولهذا فالطب البشري واحد.
ومن هنا فأن التجديد الحقيقي في الشعر هو المحتوى وليس الشكل , فالمحتوى هو القوة الدافعة لحركة العصر , والمؤثرة في الرؤى والتصورات والإنطلاقات الإنسانية.
ومنذ أكثر من سبعة عقود وما نسميه بالحداثة أو التجديد يركز على الشكل وحسب , أما الأغراض فهي وكأنها ما تغيرت إلا فيما ندر.
إنها أغراض رثائية بكائية غزلية وفخر وإمتداح , بل أضيف إليها التبويق والتهليل والتضليل , وما تواصلت مع إرادة العصر بل ناهضتها.
والجديد فيها أنها أمعنت بالدونية وراحت تتفاعل مع الأساطير الموروثة بسطحية , بعيدا عن العمق الفكري والمدلول الإدراكي , الذي أوجد تلك الملاحم والأساطير المعبرة عن معاني الوجود الكبرى. وتجدنا اليوم أمام ما نسميه بالشعر , وهو كلام فيه بعض الإيقاع المنفرط , لكنه فارغ المحتوى , ممعن بالغموض والرمزية الجاهلة , ويحسب الذي يسطره بأنه أبو الشعر ومنبعه.
وفي الحقيقة أنه إعتداء سافر على الشعر!!
وفيما تقدم لا يعني الإنحياز المطلق للبحور الشعرية والتمسك بها , بل على التجديد أن يأتي بأحسن منها ليكون تجديدا , أما أن لا ندانيها في روعة الإبداع والمحتوى والتأثير , فهذا ليس بالتجديد وإنما بالتخريد!!
فهل لنا أن نجدد؟
التجديد بحاجة لقوة فكرية ومعرفية موسوعية وخبرة فنية وأدبية وإنسانية عميقة ومتوهجة , أما أن نسطر ما نشاء ونحسب ذلك تجديدا , فأن الغث قد صار سمينا!!
ترى لماذا نتحدث عن التجديد والحياة تتجدد وفقا لحكمة الدوران الأبدية؟!!
و”يموت رديئ الشعر من قبل أهله…وجيده يبقى وإن مات قائله”!!

رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech