بغداد - العالم
كشفت مصادر في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، امس الاثنين (26 أيار 2025)، عن تفاصيل المبادرة التي طرحتها سلطنة عُمان مؤخرًا بهدف كسر الجمود في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.
وأشارت المصادر إلى أن المقترح يتضمن تعليقًا مؤقتًا لعمليات تخصيب اليورانيوم لمدة ستة أشهر مقابل استئناف المفاوضات بين الطرفين.
وقالت المصادر إن "الجانب العُماني نقل مقترحًا قبل أيام إلى المسؤولين الإيرانيين يتضمن تعليق التخصيب مؤقتًا والعودة إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة، مع إمكانية استئناف التخصيب بعد انقضاء المهلة"، مؤكدة أن "القيادة الإيرانية لم تبتّ بعد في هذا المقترح".
وأضافت المصادر أن "إيران تنظر بتوجس إلى مثل هذه العروض، استنادًا إلى تجارب سابقة تبيّن فيها ميل الطرف المقابل نحو المماطلة وفرض مطالب إضافية"، مؤكدة أن "طهران لا تنوي التنازل عن حقها في التخصيب بأي شكل من الأشكال".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن المقترح العُماني لا يشمل توقيع اتفاق مؤقت، بل يُنظر إليه كمبادرة تمهيدية لبناء الثقة وتوفير أرضية فنية وسياسية للتوصل إلى صيغة جديدة تفضي إلى اتفاق نووي شامل.
وتفيد تقارير محلية إيرانية وأجنبية بأن طهران تمتلك قرابة 300 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، وهو ما يعادل وفقًا للتقديرات القدرة على إنتاج 10 قنابل نووية.
وفي هذا السياق، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي صباح الإثنين، وجود أي اتفاق مؤقت مع الولايات المتحدة أو نية لتجميد التخصيب لثلاث سنوات.
وقال في المؤتمر، "نحن غير مخولين بإظهار أي نوع من الليونة فيما يتعلق بملف التخصيب، وهذه التقارير غير دقيقة".
وأكد بقائي أن مقترحات سلطنة عُمان لا تزال قيد الدراسة، ضمن مقاربة شاملة تضع المصالح الوطنية الإيرانية في مقدمة الأولويات.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد قال الأسبوع الماضي إن بلاده ترفض أي دعوة أمريكية لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم، معتبرًا أن الإصرار على ذلك من قبل المسؤولين الأمريكيين هو نوع من "الثرثرة".
بدوره، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقچي، على أن "موضوع التخصيب النووي غير قابل للتفاوض"، واصفًا مواقف الولايات المتحدة الأخيرة بأنها "غير منطقية واستفزازية".
وقد استطاعت سلطنة عُمان عقد خمس جولات تفاوضية بين إيران والولايات المتحدة منذ 12 نيسان/أبريل الماضي، دون الإعلان عن اختراق حقيقي في الملف النووي.