قلب في مهب الحب
27-شباط-2025

فاجأني طبيبي امس بالقول:
- لم يبق امامنا سوى زرع قلب صناعي بدلا من قلبك المتعب هذا!
وهو احالني الى طبيب اخر ليتولى اعدادي للعملية ويجيب عن اسئلتي عن العملية.
وطيلة حديثه كنت ابتسم كطفل يراقب الارانب التي تخرج من قبعة الساحر دون ان يفهم شيئا من حديث الطبيب او من سر خدعة الساحر.
كان الطبيب يتحدث عن توفر هذه التقنية الجديدة في المستشفى الذي يديره، ويتحدث عن سهولتها وافاق هذا النوع من العلاج، فيما كنت افكر بخفقة قلبي الاولى عندما تلقيت اول قطرة من حليب امي.
وعبثا حاولت ان اخبر الطبيب انني قديم جدا، وانني ولدت قبل ولادة التلفزيون في العراق، وانني كنت اشرب الماء من "الحِب" و"التنكة"، وانني اعتدت ان اشكو "مصاعب الحياة" للملائكة التي كانت تحرسنا في طفولتنا وتعيش معنا، فتحمينا من الجني والطنطل والسعلوة.
وفي طريقي للطبيب الاخر كنت اسمع همهمات قلبي بأسماء من سكنوه طيلة 74 عاما من عمره وعمري.
وكنت اشعر بالخجل من سذاجة اسئلتي التي سأوجهها للطبيب الجديد:
هل سيمحى الحب القديم من قلبي؟
وهل ستختفي ذكريات خفقات الفرح والخوف واللهفة عند بداية الاشياء؟
وستعرف يوما، كما عرفت دائما، ان خفقات القلب في بداية الاشياء هي اروع ما في الحياة:
خفقات بداية الحب وخفقات اللهفة على الموعد الاول..
خفقات بداية الشروع بتنفيذ مغامرة او فكرة.. وخفقات النجاح في الحصول على وعد ما او تلويحة خجلى تأتي من بعيد..
اما ما يلي تلك البدايات، فهي مجرد تفاصيل تعتاش على خزين الوعود المبهمة.
وجراحو القلب يوصفون بانهم الاكثر غرورا وبرودا من بين الاطباء، وهم يظنون انهم يتحكمون بالحياة والموت بعملية واضحة لا تحتمل الثرثرة خارج الياتها..
وهم لا يرون في القلب سوى مضخة دم تمد الجسد كله بالحياة، فان تعطلت تعطل الجسد كله وانتهى.
وهم في اعماقهم يسخرون من قلة اهمية من يشتغل بشفاء المغص والصداع وانحناء الظهر والى اخر الامراض.. ويرون ان الامر اولا واخيرا بين ايديهم..
ولا شيء يثير سخريتهم، بالطبع، مثل حديث الحالمين عن المشاعر.
اخذت موعدا من عيادة الطبيب الجديد وخرجت وانا اردد مع الجواهري:
"أجب ايها القلب الذي لست قائلا
اذا لم اشاوره ولست بسامع"!
فهو كان يجيبني طيلة رحلتي..
لكنه احالني هذه المرة الى امنا فيروز وهي تغني منهكة:
"يا قلب آخرتا معك تعّبتني
شو باك دخلك صرت هيك وشو بِنِي"؟!
وسلامة قلوبكم.. الا من الحب.

قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
الصدر يدعو إلى «تظاهرة سلمية» ضد الإرهاب الصهيوني
19-حزيران-2025
العراق في ذيل الدول ضمن مؤشر الصحة العالمي
19-حزيران-2025
أردوغان يشبه نتنياهو بهتلر: نقف مع ايران
19-حزيران-2025
مراقبون دوليون لمراقبة الانتخابات العراقية
19-حزيران-2025
فقدان 300 ميغاواط بأعمال تخريب طالت أبراج في البصرة
19-حزيران-2025
تفعيل محطات رصد الإشعاع النووي في عدّة محافظات
19-حزيران-2025
قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
توقفت الإجراءات بعد تصفية الخلافات بين السوداني والحلبوسي
19-حزيران-2025
بينها تفعيل الرقابة.. التجارة: خطة وطنية استراتيجية لحماية الأسواق من التقلبات الإقليمية
19-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech