في بيتنا عار!
25-تموز-2023
عامر بدر حسون

احتضن الزوج زوجته الخائفة واخبرها انه وجد لها الحل:
ساعديني في لف هذه المشنقة وعندما تكونين جاهزة في الصباح ضعيها في رقبتك واصرخي وسأقوم انا بإنقاذك!
كانت الزوجة تردد:
- ماذنبي انا؟ لقد كنت مع عشرات من نساء القرية اللواتي تم اختطافهن ويشهد الله وتشهد جراحي التي تراها كم قاومتهم، وعندما اتيتم وانقذتمونا رأيتم كيف انهم ربطونا بالحبال ووضعونا في الزريبة و..
قال الزوج وهو يلف الحبل:
اعرفك جيدا يا حبيبتي.. لكن ما العمل وقيم القرية لا ترحم؟ تعرفين انني لن اقتلك كما فعل بعض رجال القرية بنسائهم غسلا للعار..
دعينا نكمل خطتنا ونجعلهم يرون كيف انك حاولت الانتحار وانني انقذتك..
هيا انهضي لنجرب المشنقة حتى لا نخطيء في الصباح.
نهضت الزوجة وهي تبكي وتردد:
ما ذنبي انا وما ذنب النساء وهم خطفونا في معركة؟
ضعي الحبل هكذا واصعدي على الكرسي من اجل التجربة!
وكان يساعدها في كل خطوة..
وعندما احكم وضع المشنقة في عنقها قام بدفع الكرسي من تحت قدميها وغادر الغرفة! وعندما عاد وجد انها اصبحت جثة هامدة نادى على اهله وجيرانه كي يروا ان زوجته الشريفة لم تتحمل اختطافها وقامت بالانتحار.
وكان الكل يشيد بشرفها وشرف عائلتها!
وتلك خلاصة قصة، اظن انها تركية، قرأتها قبل اكثر من ثلاثين سنة، وكانت تلسعني كلما تذكرتها.. لكنها صارت تحرق القلب كلما سمعت بما فعله بعض الاهل لبناتهن من الايزيديات والتركمانيات والشبكيات اللواتي تم اختطافهن من داعش! قصة المخطوفات المحررات لم تنته بتحريرهن وعودتهن للاهل..
بل ان محنة اخرى هائلة، ولكن صامتة، بدأت بعودتهن الى البيت.
البيوت التي طالما حلمن بالعودة اليها بعد تخليصهن من الوحوش.
وبم تحلم البنت المخطوفة والمنتهكة اكثر من عودتها الى بيت الاهل؟
وكلنا نعرف انه تم تحرير الكثير من النساء المسبيات عند التنظيم الاجرامي وتم الاحتفال بهن.. وواحدة منهن (ناديا مراد) نالت جائزة نوبل لتبنيها قضية المخطوفات التي كانت منهن. وقرانا قصصا رائعة عن قيام عائلات ببيع بيوتهم لشراء بناتهم من اسواق النخاسة الداعشية.. وقرانا عن شباب قاموا بالزواج منهن لمنحهن حماية اجتماعية والبدء معهن ببناء حياة جديدة..
بل اننا قرانا عن قيام الحكومة بإصدار قانون خاص بهن، تم بموجبه تخصيص راتب شهري لهن. والراتب على تفاهته (500)الف دينار شهريا، الا انه شكل اعترافا بمحنتهن وحاجتهن الى الرعاية والتعويض عن مأساتهن.
الماساة المسؤولة عنها الحكومة والاهل والجيران والعشيرة والمجتمع.
وفجأة بدانا نرى الفضيحة والعار المخفي الذي هو من صنع ايدينا وتفكيرنا!
وبدأت الفضيحة عندما استطاعت بعض البنات ان يتحدثن باسمائهن الصريحة او بأسماء مستعارة. وعرفنا ان حالة كثير منهن، وخصوصا في المجتمع التركماني والشبكي، تشبه حالة تلك المشنوقة في القصة!
فهن يعشن كمنبوذات ومسؤولات عما جرى لهن.. وبعض مجتمعاتهن تنظر لهن نظرة دونية.
وهن لا يستطعن الحصول على الراتب لان العائلة لا تسمح لهن بذلك حتى لا يعرف الناس ان ابنتهم كانت مسبية ومختطفة..
والعائلة ان سمحت فان القانون يصعّب المهمة عليهن لأنه يحتاج الى اجراءات محرجة وشهود على ما حصل لهن..
وان فعلن هذا فان بعض الموظفين في دوائر الموصل ينظرون لهن نظرة منحطة ويسمعوهن اسوا الكلام وبشهادات موثقة
(ولا بد من استبعاد الرجال من التعامل معهن في اية مرحلة).
لكن المعاناة الاكبر هي في المجتمع الذي يعاملهن كخاطئات يحملن العار للعائلة والعشيرة!
وبعض السبايا ما زلن في مخيم الهول لرفضهن العودة الى عائلاتهن فهن عرفن بما حصل لبعض البنات و.. ما ينتظرهن!
والثقافة السائدة في مجتمعنا، بقيمها المنحطة، تقوم بلف حبل المشنقة على رقبة الضحايا فيما هي تتحدث عن الشرف!
ثقافة يعني الشرف عندها الاقتصاص من الضحية "غسلا" للعار!
وفي ثقافتنا وقيمنا وبيتنا.. عار!
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech