محمد السراي
الخوف من المجهول يجعل العقل أكثر عرضة لتقبل الايحاء فالسلوك هو صنيعة المدركات التي كونتها البيئة المحيطة تنتج عند ضياع الاحلام وإنحسار الثبات الانفعالي، فلا فرق بين مدرك وغافل نتيجة لعطل في التفكير وغياب المعنى، هو المفسر الوحيد للبقاء وتقبل الخرافة وشل القدرة على التصرف. وإحكام السيطرة على العقل ضرورة لتقنين الحريات العامة والخاصة لا بل لالغائها فالمجهول هي المساحة التي يتصرف بها صناع التخلف لتحقيق مكاسب ذات طابع سياسي يستندون على سرديات تأريخية كانت ولازالت محظ خلاف لدى الاخرين متبعين سياسات تغزوا المسامع لحكايات لا يقبلها عقل ولا ضمير لينعكس على على ذاتية الافراد وتطلعاتهم، وتمتلئ تلك الفجوة بسدود عابرة للمجرات الفلكية في ذاكرة التأريخ السحيق نحو المجهول الذي خطط على انه الخطر الاكبر تاركاً تلك التساؤلات عن الموت وما قبله والحاضر وما بعده والعلم وما خلفه والتقنية وصانعيها، فكلها ذات دلالات ضالة سكنت وعي المجتمعات الفاقدة للاهلية وسبل العيش المنفتح وتصدر التخلف والدجل وترميزه قسرياً واجتماعياً وتشريع وجوده كموروث شعبي له صبغة تأريخية تحتل مسامع الاجيال وتشغل حياتهم فالخوف من المجهول يمكن أن يؤثر سلباً على العقل والسلوك، حيث يجعل الأفراد أكثر عرضة لقبول الأفكار الخاطئة أو الخرافات بدلاً من التفكير النقدي.
ويمكن أن يؤدي هذا الخوف إلى تقييد القدرة على تقبل الحقائق بشكل منطقي كما ان غياب القدرة على التفكير يزيد الخوف من المجهول ويصبح من السهل استغلال هذه الحالة من قبل جهات عدة لترويج أجنداتها أو السيطرة على السلوك الجماعي، ويمكن أن تستخدم الأفكار الخاطئة أو الخرافات كأدوات للتحكم في توجيه التفكير بطرق معينة. هنا لابد ان نفهم ان النصب هي تماثيل شاخصة تعبر عن عمق زمني واسماء بعض الشوارع تعبر عن أصالة تكوينها، ومن الجنون ان ينساق الحديث إلى مهاجمة الحجر، وأن تبنى القناعات على زيف صفحات كتبت من وحي الزمن وما يثيرني ان هنالك من يصدق بعضهم مهرولاً تاركا كل حقائق اصل التكوين والوجود، تلك البذرة التي الهمت علماء الفيزياء والفلك في عالم يطفوا في الفضاء تشضى منه ملايين الكواكب والنجوم تم الوصول اليه بفعل معامل الابحاث ومختبرات العلم والتنقيب بعيداً.
ان اخذ الخيرة وتشغيل اعواد البخور لعقول لاتحتاج ان تضع الحناء على أبواب أحد المراقد الوهمية ولا يسعون سيراً للوصول من يمنحهم عوناً ولا يكترثون من أولى بالخلافة وملك اليمين وحسن الوضوء والتيمم فابصارهم لا تغض عن اقتناص المعرفة فالوجوب لديهم ليس على إلأحوط وعلاقتهم بالهلال كأي كوكباً اخر يسعون لمعرفة خصائصة ليس للنظر إليه عبر التلسكوب أو بالعين المجردة. الخلاف هنا في البيئة والروئية وطبيعة العيش وفهم الواجبات وتقسيم الادوار فنحن أبناء بلد له مكانة تأريخية وافرة نحتاج الالتفات لها بعيداً عن كل ما يروج من تزييف لكي نحاكي تلك الشعوب علماً ان الجميع لديهم عقول لكن هنالك من سلمه لغيره واخر عمل على تطويره واستغلاله.