شهادات وهمية تطيح بالهيبة العلمية
22-آب-2023
مصطفى ملا هذال

توجهت بسؤال عفوي الى أحد الدارسين في الخارج لنيل درجة الماجستير، والسؤال كان بالتحديد عن أي المراحل وصلها في الدراسة، فأجاب بصراحة مطلقة انه حاليا في مرحلة شراء البحث، بينما يعكف الباحثين الجادين الراغبين بالتفوق العلمي على الكتابة ليلا ونهارا.
تحريت عن الحالة وبطريقة غير مباشرة علمت ان اغلب الحاصلين على شهادات عليا اتبعوا نفس الأسلوب الذي اتبعه من توجهت اليه بالسؤال، وهي شراء البحث وتقديمه الى اللجنة العلمية وتمريره من قبل الأخيرة وبالتالي اجتيازه المرحلة والحصول على درجة ماجستير او دكتوراه والعودة الى ارض الوطن.
امام وضع البلد المتدهور من جميع النواحي لا عجب ان يصل الحصول على شهادة عليا من الخارج الى هذه المرحلة، فالكثير من الدارسين لم يشعروا بوخزة الضمير تجاه الرصانة العلمية أولا، وتجاه أنفسهم ثانيا، وبالتالي كثرت الشهادات على نحو غريب.
تحوّل العراقيون صوب الحصول على الشهادة يشعرك للوهلة الأولى بالسعادة لما يتوقع من انعكاس هذه التحصيلات العلمية على الواقع المجتمعي والوظيفي وما يرتبط بذلك من مخرجات، لكن حين الاصطدام بالواقع الحقيقي ومعرفة كيفية الحصول على الشهادة تصاب بخيبة امل وتشعر ان لا تغيير يمكن ان يحصل.
نيل العديد القاب العلمية بهذه الكيفية لا يقدم شيء سوى اشباع الحاجة المعنوية وتعزيز المكانة الاجتماعية، هكذا ينظرون، ويصل بالبعض منهم الى مشاركة هذا الإنجاز على مواقع التواصل الاجتماعي، يرافقه نوع من الافتخار والشعور بالتفوق على الاقران، وفي النهاية تبقى الشخصية فارغة من المحتوى العلمي.
من الواضح أن إصرار البعض على التفاخر بما نالوه من “شهادات وهمية” عبر مشاركتها على حساباتهم في الشبكات الاجتماعية، هو أشبه بالإشباع الغريزي لإحساسهم الداخلي بالنقص، حتى وإن كانت تلك الشهادات لا تعكس حقيقتهم على أرض الواقع، ولم يعملوا بجد واجتهاد لنيلها.
ان اثبات الذات العلمية الرصينة لا يمكن ان يقتصر بالحصول على الشهادة العليا، اذ يجب ان يكلل ذلك بقيمة علمية تتمثل بالمؤهلات الاكاديمية وقسط من المهارات المهنية، تجعل الفرد يواكب القفزات العلمية في مجاله والاطلاع عليها ليكون قادرا على ان يصبح ممرا علميا حقيقيا الى الآخرين.
ربما الوقع أسهل عليك حين السماع بالحصول على الشهادات بالشراء او المساعدة من قبل المكاتب، لكن ما لا يمكن استساغته هو ما يسمى في الفترات الاخيرة بالدكتوراه الفخرية، وهي التي تمنح بصورة عشوائية هنا وهناك، اذ أصبح هذا النوع من الدرجات العلمية اغراء يصعب مواجهته من قبل الأشخاص فاقدي الشخصية العلمية.
كثرة الشهادات الافتراضية افقدت حرف الدال الذي يسبق أسماء الشخصيات الاكاديمية هيبته، طالما كان الحصول على الشهادة بعيدا عن تحقيق الإنجازات العلمية والجهود الحقيقية التي يبذلها الأشخاص والمؤسسات الاكاديمية التي تتمتع بسمعة طيبة ورصانة في مختلف المجالات.
وفي هذه البيئة العلمية الوهمية يبرز نوع من الجهل الى جانب الأنواع الأخرى المتمثلة بامية القراءة والكتابة، تبعتها امية تقنية او رقمية، اما اليوم فيمكن الحديث عن امية الشهادات العليا التي اُخذت بطرق غير شرعية فبالتأكيد لا تكون النهاية مرضية او كما يتوقع منها بصرف النظر عن الذين سلكوا طريق العلم ووصلوا الى التفوق الباهر.
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech