سيف الله!
14-آب-2023
عامر بدر حسون

يروي الاستاذ ابراهيم الزبيدي، صديق طفولة صدام واول ايام شبابه، ان صدام حسين كان يقول، عقب ارتكابه جريمة القتل:
- قتله ليس مسؤوليتي فالله اراد له هذا وهو من وضعه في طريقي!
وهذا التنصل من الجريمة واثارها وعواقبها ليس من ابتكار صدام، بل هو نتاج تربية ريفية وبدوية لا ترى في القتل جريمة وانما شجاعة ورجولة.
وهذه التربية تنتمي بشكل مشوش او مشوه الى فقه اسلامي مدمر تم وضعه تحت سيف السلطان.
وخلاصة هذا الفقه تقول:
* ان الحاكم هو سيف الله، يصيب به من يريد الله عقابه ولا يتحمل الحاكم وزر افعاله!
* وبعضهم يعتبر ارتكاب جرائم القتل حسنات لهذا الحاكم لانه ينفذ امر الله!
* وثمة احاديث "نبوية" تم تاليفها لتبرير سلوك الحكام القتلة ومنها ما يقول
"سيكون بعدي حكام.. قلوبهم قلوب الشياطين وعليك ان تطيعهم وتسمع لهم وان ضربوا ظهرك واخذوا مالك"!
* و"الحاكم الظالم هو عدل الله، او سوط الله، في الارض ينتقم به ممن يشاء"!
ولا اقول، ولم يقل صدام نفسه، انه كان متفقها في الدين وانه بنى جرائمه على اساس ديني..
بل هو كان قرويا اكتفى من الدين بمعرفة ما يحتاجه أي قاتل او قاطع طريق.. تماما كما كانت تفعل عندنا ولوقت قريب بعض القبائل وهي تؤدي صلاة غريبة اسمها "صلاة الضحى" لتيسر غزوتهم وسرقتهم لفبيلة اخرى. اذ الاساس عند هذه القبائل هو الغزو والسرقة والقنل، كما عند صدام، وبعدها تقوم القيم بما فيها من دين كاذب بتبرير الجريمة وتحرير مرتكبها من عقوباتها واثارها.
هذا المفتاح يمكن اعتباره المفتاح الاساسي في قراءة شخصية صدام وخصوصا من زاوية تجرؤه على القتل دون احساس بتانيب الضمير.. بل وافتقاره الكلي للضمير في أي فعل يقدم عليه.
وهو عندما اصبح الحاكم لم يجد صعوبة في ارتكاب اية جريمة مهما كبرت لان في اعماقه تكمن تلك التربية المناسبة لقاتل محترف او اجير.
وهو قال في اجتماع مع ضباطه عقب هزيمته في الكويت ان قرار غزوها كان ارادة الله وليس ارادته!
وهو في هذه المرحلة وصل لليقين بانه سيف الله الذي يضرب به من يشاء.
وتجاوز هذا اليقين فيما بعد وبدأ يتصرف وكانه الله فعلا وليس المنفذ لارادته!
ولا بد لكل طاغية من فلسفة خفية ودفينة في اعماقه يقتل بها اول ما يقتل ضميره او أي حس انساني عنده.. وليس بالضرورة ان تكون تلك الفلسفة منطلقة من منطق كلام ديني.
فالطغاة هم في الاساس قتلة وعالمهم السفلي المنحط يوفر الغطاء "الاخلاقي" او "الديني" او "الاجتماعي" او "السياسي" لما يرتكبونه من جرائم.
ومرة تحدث صدام علنا عن انه لن يرف له جفن حتى لو قتل مئات الالاف من "الخونة" فمصلحة الثورة تتطلب هذا.. وهذا الموقف موجود عند طغاة اخرين مرجعيتهم غير الفقه الاسلامي.
ولقد كتبت مرة وفي سياق مختلف عن خطورة وضع الشعار السياسي او الديني مكان الضمير.
ومن يعمل في الحركات والاحزاب المتطرفة يعتبر الشعار هو الاهم، وهو الذي دفع اباء لقتل ابنائهم او تسليمهم للحكومة كي تعدمهم، وهو الذي جعل الاخ يكتب تقارير على اخيه دون شعور بالذنب.
بل ان داعش كانت تختبر ولاء اعضائها الجدد بالطلب منهم قتل اقاربهم "الكفار" ليثبتوا "ان الله ورسوله" احب اليهم من اهاليهم!
وسنرى مستقبلا، كما نرى الان، في حركات سياسية او دينية تطرفا كهذا يضع الشعار محل الضمير فيقتل دون تانيب من ضمير.
وان كنت ترى في هذا مبالغة فاخبرنا كم مرة سمعت صراحة او مواربة من يدعو للتضحيات القصوى (حتى لو بلغت الملايين) من اجل خلق مجتمع متجانس ومنضبط.. ويؤمن باهدافك؟
وبالمناسبة فان المقولة الشائعة:
"ذبها براس عالِم واطلع منها سالم" ليست بعيدة عن اجواء هذا المنشور!
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech