انتبهوا لنسبة المشاركة الحقيقية؟
21-كانون الأول-2023

منقذ داغر

انتهت يوم 18 ك1 عملية الانتخابات للمجالس المحلية في العراق. وبحسب المفوضية العليا للانتخابات فقد بلغ عدد المشاركين بالانتخابات 6 ملايين و599 ألفاً و668 ناخباً، من مجموع حوالي 16 مليون ناخب ممن يحق لهم التصويت. طبقاً لذلك فقد أعلنت المفوضية أن نسبة التصويت بلغت 41 بالمئة. وعلى الرغم من أن هذه أدنى نسبة رسمية معلنة للانتخابات منذ أول انتخابات عام 2005 لكنها من زاوية أخرى قد تحجب حقيقة نسبة المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار السياسي في العراق. هذا اذا نظرنا لعملية الانتخابات بأنها أحدى أهم أدوات المشاركة والتغيير السياسي في الديموقراطيات الحقيقية.
لقد حدد قانون الانتخابات العراقي رقم 4 لسنة 2023 الناخب الذي يحق له التصويت بأنه العراقي البالغ 18 سنة ممن يمتلك بطاقة الناخب البايومترية المحدّثة. بالتالي فأن من لا يمتلك بطاقة بايومترية لا يمكنه التصويت. لذلك وطبقاً لما أعلنته المفوضية العليا للانتخابات فقد تم إصدار حوالي 16 مليون بطاقة بايومترية.
تقديرات الجهاز
وبات هذا الرقم هو المعتمد عند حساب نسبة المشاركة في الانتخابات عموماً. لكن هذا الرقم يثير أسئلة مهمة عن المشاركة السياسية للناخبين في العراق ومدى شمولها. فبموجب تقديرات الجهاز المركزي للأحصاء في وزارة التخطط العراقية فأن عدد نفوس العراق بلغ 43,320,000 مليون نسمة في عام 2023. وأن أكثر من 52 بالمئة منهم يبلغون أكثر من 18 سنة عمراً. هذا يعني أن عدد المشمولين بالتصويت أو الانتخاب هو 22,638,000 عراقي، في حين ان المفوضية أصدرت 16 مليون بطاقة بايومترية!
ان هذا قد لا يعود لتقصير المفوضية في اصدار البطاقات أو توزيعها بل قد يعود لاسباب أخرى منها عدم رغبة المواطن في الحصول على البطاقـة أو أخطاء إدارية وفنــــية. لكن هذا يعني من جهة أخرى أن هناك بحدود 6.5 مليون ناخب محتمل لم يشتركوا في الانتخابات وهو عدد أكبر من عدد الذين صوتوا في يوم 18 ك1 والبالغ 6 مليون. واذا أفترضنا أن هناك 5 مليون عراقي يسكنون الخارج نصفهم فقط (2.5 مليون) يحق لهم التصويت فهذا يعني أن هناك 4 مليون ناخب محتمل داخل العراق لم يشاركوا في الانتخابات سواءً بسبب تقصيرهم أو تقصير المفوضية.
طبقاً لذلك فأن نسبة المشاركة التي يُعتّد بها من حيث المشاركة السياسية في الانتخابات ستكون بحدود 30 بالمئة فقط هذا اذا أخذنا بصحة رقم من صوتوا يوم أمس والبالغ 6 مليون بحسب المفوضية. ان الانتخابات هي أحدى أهم أسس الديموقراطية وأدواتها الهادفة لزيادة أشراك المواطن في عملية صنع القرار السياسي في دولة ما.
لذا علينا أن لا نهتم فقط بنسبة من شارك بل نهتم أكثر بنسبة من قاطع سواء كان مصيباً أو مخطئاً في قراره لأن الجميع في نفس القارب وأن عدم أشتراك 6.5 مليون عراقي عموماً (أو 4 مليون ممن يسكنون داخل العراق) في العملية الانتخابية ستكون له آثار سلبية كبيرة على عملية المشاركة السياسية التي صممت الانتخابات لزيادتها.
قراءة ارقام
صحيح ان الانتخابات بموجب القانون العراقي حق وليس واجب وبالتالي يحق لمن يريد أن ينتخب أو لا لكن علينا أن نقرأ الارقام جيداً ولا نعتقد أن 41 بالمئة قد شاركوا فعلاً رغم أنها بحد ذاتها نسبة ضئيلة. أعلم أن كل من فريق المقاطعين والمشاركين سيستخدم الارقام التي تدعم وجهة نظره لكن علينا أن لا ننخدع بلعبة الارقام ونقرأ ما ورائها وليس ما هي عليه كما نريد أن نراه.

رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech