الخفي والمعلن في الموقف العربي من غزة
2-تشرين الثاني-2023

ان ما صدر من بعض الدول العربية من مواقف تجاه العدوان الصهيوني على غزة، لا يعكس بطبيعة الحال مواقفها الفعلية التي تعبر عنها خلف الكواليس، رغم انها بالاساس تعد مواقف خجولة ومتخاذلة ولم تتعدى الشجب والاستنكار وتتنافى مع القيم والواجب الانساني والديني والاخلاقي والقومي، الذي يتطلب استخدام كافة الوسائل التي تضمن ايقاف الكيان الصهويني لجرائمه تجاه المدنيين في غزة.
لكن تعمدت اخفاء موقفها الحقيقي من اجل احتواء الغضب الشعبي العربي المتصاعد تجاه ما يجري في غزة، لانها تدرك عواقب الافصاح عن سياستها ومواقفها الحقيقية في هذا الشأن، لاسيما في ظل تصاعد حجم التأييد الشعبي لما قامت به حماس في السابع من تشرين الاول، فضلاً عن تصاعد الغضب الشعبي العربي تجاه ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق المدنيين في غزة.
ورغم ان ما صدر من هذه الدول من مواقف لا يتعدى المطالبة بوقف اطلاق النار او السماح بفتح ممرات انسانية لتوفير الاحتياجات العاجلة لسكان غزة، لكن حتى هذه المطالب الخجولة ربما تبدو غير صادقة وتختلف عما يدور خلف الكواليس، وهذا بالتأكيد لا ينطبق على جميع الدول العربية بل ينحصر بدول معينة. وقد تقترب مواقف هذه الدول بشكل كبير من موقف دولة الاحتلال الصهيوني، لاسيما ما تعلق منها بحركة حماس، اذ يسعى الطرفان للتخلص منها، وتعد تحقيق حماس للنصر في هذه الحرب، يمثل خطرا عليها، تحت ذريعة مساهمة ذلك بزيادة قوة وتاثير ونفوذ ايران في المنطقة، اي ان رغبتها في القضاء على حركة حماس ربما تفوق رغبة الاحتلال الصهيوني نفسه. اما السبب الاخر الذي يدفع هذه الدول الى تبني هذه المواقف فانه يرجع الى الضغوط الاميركية والغربية التي تمارس على هذه الدول حتى لا تشكل مواقفها عقبة امام المشروع الصهيوني في فلسطين، اذ كانت الدول الغربية حريصة على نجاح دول الاحتلال في اجتياح قطاع غزة، وقدمت في سبيل ذلك دعما ماليا وعسكريا كبيرا، فضلاً عن قيادة حملة اعلامية تهدف من ورائها الى تغيير الحقائق، فضلاً عن ضمان توفير الحماية لدولة الاحتلال في المحافل الدولية.
ويرجع السبب الاخر الذي جعل هذه الدول تتخذ مواقف خجولة او متخاذلة من الجرائم الصهيونية في غزة، هو ارتباط هذه الاطراف باتفاقيات امنية وسياسية واقتصادية مع دولة الاحتلال الصهيوني، اذ نجحت دولة الاحتلال وبرعاية اميركية بجعل دول عربية عدة تقدم على تطبيع علاقتها بدولة الاحتلال الصهيوني، فضلاً عن اغرائها باتفاقيات دفاعية وامنية تجعل الدول الموقعة تدخل في تنسيق وتعاون امني وعسكري لمواجهة التحديات الامنية التي تواجه اطرافها، لكن في الحقيقة ان هذه الاتفاقيات ما هي الا قيوداً كبلت بها هذه الدول نفسها، ولن تجني من ورائها سوى الخذلان، الخذلان عينه الذي تشعر به السودان اليوم عندما تخلت عنها اميركا ودولة الاحتلال الصهيوني وتركتها تواجه مصيرا مجهولا يهدد وحدتها وسلامتها جراء الحرب الداخلية الجارية فيها، رغم تطبيع علاقتها بالكيان الصهيوني والدخول معه بتنسيق وتعاون في المجال العسكري والامني.
لكن في المقابل هناك مجموعة من الدول العربية كانت ولازالت تعد مواقفها مشرفة تجاه القضية الفلسطينية من خلال رفضها التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني، ورفضها ادانة حماس او وصف الاعمال التي يقوم بالعمل الارهابي، بل تعد ذلك حقوقا مشروعة وردة فعل طبيعية على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت وتخاذل دولي.
ان الصمت او التخاذل من بعض الدول العربية تجاه الجرائم التي ترتكب بحق اهل غزة، اثر بشكل كبير على صياغة موقف عربي يمكن ان يشكل ضغطا كبيرا على الولايات المتحدة والدول الغربية، وينعكس بالتالي على دولة الاحتلال الاسرائيلي من اجل ايقاف المجازر التي تقوم بها في غزة، لاسيما ان هذه المواقف جاءت من دول لها مكانة وتأثير في النظام الاقليمي العربي، مما يجعل التوصل الى موقف عربي موحد قادر على ايقاف الجرائم التي يتعرض لها سكان غزة مهمة اشبه بالمستحيلة.

قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
الصدر يدعو إلى «تظاهرة سلمية» ضد الإرهاب الصهيوني
19-حزيران-2025
العراق في ذيل الدول ضمن مؤشر الصحة العالمي
19-حزيران-2025
أردوغان يشبه نتنياهو بهتلر: نقف مع ايران
19-حزيران-2025
مراقبون دوليون لمراقبة الانتخابات العراقية
19-حزيران-2025
فقدان 300 ميغاواط بأعمال تخريب طالت أبراج في البصرة
19-حزيران-2025
تفعيل محطات رصد الإشعاع النووي في عدّة محافظات
19-حزيران-2025
قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
توقفت الإجراءات بعد تصفية الخلافات بين السوداني والحلبوسي
19-حزيران-2025
بينها تفعيل الرقابة.. التجارة: خطة وطنية استراتيجية لحماية الأسواق من التقلبات الإقليمية
19-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech