الحرية والثورة نقيضان لا يلتقيان!
6-تشرين الثاني-2024

عامر بدر حسون
الحرية والثورة نقيضان لا يلتقيان!
لا يلتقيان رغم كل ما قالته لك ثقافتنا السياسية السائدة.
والثورة على نظام ديكتاتوري (وهي ثورة مباركة وحتمية ولا بد منها) لن تأتي بالحرية بشكل الي، ولكنها تشكل مرحلة انتقالية مهمة للوصول للحرية.
مرحلة قد تفضي الى الحرية والى ولادة نظام ديمقراطي، لكنها قد تؤدي الى استبدال الديكتاتور القديم بديكتاتور جديد، والامر اولا واخيرا مرهون بوعي الشعب ومستوى القوى الفاعلة فيه..
ومصر يحكمها اليوم السيسي وهو اكثر ديكتاتورية من الذين سبقوه دون شك، ان كنت بحاجة لامثلة.
ومستوى الحريات في العهود الملكية كان اكثر من مستواها في العهود الجمهورية سواء كنا نتحدث عن العراق او مصر او ليبيا وغيرها.
والثورة على نظام ديمقراطي، او يتبع اليات النظام الديمقراطي، ستقضي قضاء مبرما على الحريات الموجودة سواء كانت كافية او قليلة جدا.
ومرة اخرى مثال السيسي اوضح مثال في القضاء على الحريات التي توفرت حتى في نظام الاخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي، كأول رئيس منتخب في تاريخ مصر الحديث.
واكتب وانا اعرف ان في العراق من يتمنى رئيسا كالسيسي، ناهيك عمن يتمنى رئيسا كصدام مع تغيير اسمه وصورته!
والثورة على نظام ديمقراطي، ومهما كان حجم عيوبه ورايك فيه، تعني استبدال وضعنا السيء بوضع اكثر اسوأ.. وهي ستعبر عن نفسها وعن نجاحها بمجموعة من الخطوات ومنها:
وجود قائد "يمثل" الشعب ويتحدث باسم الشعب وباسم الثورة.
قائد سيعطل الحريات (باسم مصلحة الشعب والثورة) و يقرر "متى" وكيف تكون لنا كلمة في مصير بلدنا؟
وارجو ان تلاحظ، ومن تاريخ كل الثورات، ان سؤالك عن "متى" هذه سيحولك الى خائن وعدو للشعب.
والدكتاتورية قالت لنا، ولغيرنا، طيلة اكثر من نصف قرن انها ستمنح الحريات "متى" ما تأكدت من تطور وعي الشعب.
لكن في نهاية كل ديكتاتورية، وعبر تاريخ البشرية، يكون الشعب اكثر جهلا وتخلفا مما كان قبل الديكتاتورية.
بل انه يصبح في حالة انتظار لدكتاتور "افضل" واكثر ديكتاتورية!
الشعوب التي تطورت كانت جاهلة ومتخلفة بل ومتوحشة.. وهي لم تولد كما نراها الان.. بل كانت في مثل حالتنا واسوأ.
ان لم تعرف هذا فلا لوم عليك.. لكنك ستلوم نفسك كثيرا ان لم تبحث وتقرا كي تعرف.
وما نحتاجه اليوم هو ثورة فكرية واجتماعية على "ثوابت" ثقافة العبودية التي ترتع بها ثقافتنا السياسية السائدة!
وهذه الثورة هي التي تفتح الابواب والعقول للقيام بثورات صناعية وعلمية وكل ما تراه عند الاخرين.
وهي.. ان لم تقم داخل عقلك ونمط تفكيرك، فلن تقوم بها حكومة (حتى لو كانت منتخبة) ولن يقوم بها زعيم لحزبك وزعيم لطائفتك وزعيم لقوميتك.

قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
الصدر يدعو إلى «تظاهرة سلمية» ضد الإرهاب الصهيوني
19-حزيران-2025
العراق في ذيل الدول ضمن مؤشر الصحة العالمي
19-حزيران-2025
أردوغان يشبه نتنياهو بهتلر: نقف مع ايران
19-حزيران-2025
مراقبون دوليون لمراقبة الانتخابات العراقية
19-حزيران-2025
فقدان 300 ميغاواط بأعمال تخريب طالت أبراج في البصرة
19-حزيران-2025
تفعيل محطات رصد الإشعاع النووي في عدّة محافظات
19-حزيران-2025
قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
توقفت الإجراءات بعد تصفية الخلافات بين السوداني والحلبوسي
19-حزيران-2025
بينها تفعيل الرقابة.. التجارة: خطة وطنية استراتيجية لحماية الأسواق من التقلبات الإقليمية
19-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech