الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: هل تفتح بابًا نحو سلام دائم في فلسطين الكبرى؟
19-حزيران-2025

محمد عبد الجبار الشبوط

قد يبدو الربط بين الحرب والسلام تناقضًا صارخًا، لكنه ليس كذلك دائمًا. فللحروب الكبرى عبر التاريخ لحظات انعطاف تتيح إمكانيات جديدة، وتكسر الجمود السياسي، وتعيد تشكيل الخيال الجمعي بشأن ما هو ممكن. ولعل الحرب الراهنة بين إسرائيل وإيران -بما تحمله من تداعيات إقليمية متصاعدة وارتدادات داخلية في الطرفين- تفتح نافذة تاريخية نحو ما كان يُعد سابقًا مستحيلًا: حل الدولة الواحدة في فلسطين الكبرى، على أسس علمانية تضمن المساواة والعدالة لكل سكانها، من عرب ويهود وأقليات.
نهاية وهم “الحلّين”: منذ عقود، عُرف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بأنه مأزق بلا مخرج. فـ”حل الدولتين” يتآكل يومًا بعد يوم تحت وطأة الاستيطان والتهويد، و”حل الدولة اليهودية” يواجه رفضًا فلسطينيًا وعالميًا متناميًا. في المقابل، بات حل الدولة الواحدة -رغم ما يثيره من حساسية سياسية في إسرائيل- هو الخيار الوحيد الباقي القادر على الجمع بين الاعتراف بالواقع الديموغرافي، والعدالة التاريخية، وحقوق الإنسان.
الدولة الواحدة: من خيار أخلاقي إلى ضرورة استراتيجية: تسارعت التحولات في السنوات الأخيرة: انفجار التمييز العنصري في الداخل الإسرائيلي، تعمق عزلة تل أبيب الدولية، صعود التيارات الرافضة للصهيونية بين اليهود أنفسهم، وتعاظم الوعي الفلسطيني المدني والديموغرافي. ومع اندلاع الحرب المفتوحة مع إيران، فقدت إسرائيل أهم أوراقها: وهم التفوق الدائم، والدعم غير المشروط من الغرب، وهيمنة الرواية الصهيونية على الوعي العالمي. تأتي هذه الحرب كحدث قد يُعيد صياغة المشهد كله، شريطة أن يُطرح مشروع بديل جامع وإنساني وعملي، لا يُقصي أحدًا، ولا يقوم على الهيمنة أو الثأر، بل على الشراكة والمواطنة.
فلسطين الكبرى: الأرض للجميع: حين نتحدث عن “فلسطين الكبرى”، فإننا لا نتحدث عن استعادة الماضي بصيغته النقية، ولا عن إلغاء الآخر، بل عن إعادة تأسيس الكيان السياسي على قاعدة جديدة كليًا: لا دولة يهودية، ولا دولة فلسطينية دينية، بل دولة علمانية ديمقراطية مدنية على كامل التراب الممتد من البحر إلى النهر، يعيش فيها الجميع كمواطنين متساوين، يُصان فيها الدين، وتُفصل فيها المؤسسة الدينية عن الدولة، ويُبنى نظام مدني يقوم على الحرية، والعدالة، وسيادة القانون. لماذا الدولة العلمانية بالذات؟: الدولة العلمانية ليست عداءً للدين، بل ضمانة لحريته. في السياق الفلسطيني-الإسرائيلي، الدولة العلمانية هي الإطار الوحيد الممكن الذي يمنح اليهود حق الوجود دون استعلاء، والفلسطينيين حق العودة دون استبعاد، والمسيحيين حق البقاء دون تهميش. هي الإطار الذي يُنهي الاستيطان، والتمييز، والصراع الديني، ويحوّل المشروع من هيمنة قومية إلى شراكة حضارية. إيران، إسرائيل، والمعادلة الإقليمية الجديدة
ربما تدفع الحرب الحالية إسرائيل إلى لحظة مواجهة تاريخية مع ذاتها: إما أن تستمر كقلعة محاصَرة، تعيش على حافة الحروب الدائمة، أو أن تنخرط في تسوية كبرى تعترف بكل مَن يسكن الأرض، وتُعيد صياغة مفهوم الوطن والدولة والسيادة. وهنا، لا بد من تأطير التدخل الإيراني (السياسي والعسكري والإعلامي) ضمن مشروع حضاري لا مذهبي، يتجاوز الردع والتوازن إلى إعادة تعريف المستقبل المنشود. الطريق إلى السلام: مشروع سياسي، لا فقط ميداني
ما نحتاجه الآن ليس فقط وقف إطلاق النار، بل مشروعًا فكريًا وسياسيًا جديدًا، يستثمر اللحظة التاريخية ويطرح على العالم، وعلى شعوب المنطقة، بديلاً متكاملًا:
دولة واحدة على كامل فلسطين
علمانية، ديمقراطية، تعددية
تضمن الحقوق والحريات لكل ساكنيها
وتنهي الصراع الدموي عبر بناء السلام من الأساس لا من القمة.
خاتمة: من رماد الحرب تخرج بذور السلام
قد تُخيف فكرة “الدولة الواحدة” البعض، لكنها -بالمقارنة مع واقع الاحتلال، والحصار، والانقسام، والعنصرية، والحروب المتكررة- هي الخيار الأكثر واقعية، وإنسانية، واستقرارًا. وما لم نطرحها اليوم، فمتى؟
إن كانت هذه الحرب كاشفة لشيء، فهي تُظهر نهاية المنظومة القديمة، وضرورة الدخول في مرحلة جديدة، يكون فيها العقل الجمعي العربي والإسرائيلي والإيراني، أمام فرصة فريدة لصياغة سلام دائم… لا يقوم على تقسيم الأرض، بل على توحيدها.

قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
الصدر يدعو إلى «تظاهرة سلمية» ضد الإرهاب الصهيوني
19-حزيران-2025
العراق في ذيل الدول ضمن مؤشر الصحة العالمي
19-حزيران-2025
أردوغان يشبه نتنياهو بهتلر: نقف مع ايران
19-حزيران-2025
مراقبون دوليون لمراقبة الانتخابات العراقية
19-حزيران-2025
فقدان 300 ميغاواط بأعمال تخريب طالت أبراج في البصرة
19-حزيران-2025
تفعيل محطات رصد الإشعاع النووي في عدّة محافظات
19-حزيران-2025
قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
توقفت الإجراءات بعد تصفية الخلافات بين السوداني والحلبوسي
19-حزيران-2025
بينها تفعيل الرقابة.. التجارة: خطة وطنية استراتيجية لحماية الأسواق من التقلبات الإقليمية
19-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech