البيئة وما ادراك ما البيئة
4-تشرين الأول-2022
عزام صالح

عندما نتحدث عن البيئة بالدراما ولا اقصد ريفية او بدوية او مودرن او تاريخي فقط او غنى او فقر وليس البيئة هي في خلفيات الصورة (البك راوند) او ما نراه من بنايات او حيوانات او حتى ملابس الممثلين او الادوات والعربات وغيرها.
البيئة هي بالإضافة لما أسلفت تراكمات بنية الشخصية وايقاعها من واقع ما، كأن يكون من واقع حربي او واقع مأساوي لأسباب اقتصادية واجتماعية او حتى ثقافية او قد يكون العكس.
اختيار شكل الممثل هو من ضمن خيارات البيئة فمثلا الشخصية العربية البدوية هل من الممكن ان يجلب لها ممثلا ابيض واشقر، هناك ملامح معينة للبدوي معروفة، ليس هذا المقصود فقط هناك كيف يتحرك ابن البيئة وهو متعلم مثلا على ركوب الخيل او على الزراعة او على الجلوس في مكتب فاخر، هناك تاثير بيئي على الشخص الذي يعيش فيها من ايقاع وتفكير وحركات. ومثل شرطي المرور الذي يحرك يديه لتنظم السير تشاهده في البيت او المقهى وهو يتكلم مع اصحابه يحرك يديه بعفويتها المعتادة وهكذا هي البيئة. وخير مثال على ذلك عندما يقدم لنا سيد السينما شارلي شابلن في فيلم (الأزمنة الحديثة) وهو يحرك يديه الاثنتين اللتين تحملان مفاتيح الآلة عندما يخرج من المعمل تتحرك يداه كما اعتادت الحركة، كوميديا جميلة ورائعة.
نشاهد هذه الايام بيئة هجينة وخصوصا في الدراما التي تمول من الخارج واختيار اصحاب الرصيد في السوشيل ميديا كممثلين، ولان المخرج غير ضليع بالجو والبيئة العراقية والمخاضات التي مر بها العراق وتاثيرها على المجتمع العراقي من صراعات سياسية وفساد و تفاصيل اخرى تجعل المجتمع العراقي مختلفاً جدا عن محيطه الاقليمي الذي لم يذق ما عاناه وبالنتيجة علينا ان ندرس كل تفاصيل البيئة لا كمكان فحسب وانما كسلوك وكيفية نطق الكلمة وايقاعها وموسيقاها، وفي الدراما الهجينة تجد الامور تختلف، ولا يحس المشاهد بالانتماء؛ فالمخرج والنص والملابس والمباني والأدوات والافكار كلها تختلف عن تطلع وما يحس به ابن العراق، لانه في تماس يومي وواقعي مع كل شيء يحدث ومن هنا تجد ابناء العائلة في المسلسل الهجين كل واحد من طينة، لعدم قدرة المخرج على الاختيار الصحيح والذي تملي عليه جهة الانتاج ما تريد، فتجد وقار الرجل وشكله ينتمي للطبقة الأرستقراطية بينما تجد زوجته التي تقل عنه جمالا بكثير وشكلها ريفي، لا ينتمي لنفس البيئة، ما يجعل المشاهد لا يقتنع. اما الإخوة (من كل قطر أغنية مشكل يا لوز).. تبقى البيئة اساسا للاقناع في خلق جو الدراما والسير بأحداثه من خلال الافعال وردودها لشخصيات الدراما والتي يشاهدها المشاهد. ومشاهدنا ذكي ويمتلك الذوق والإصغاء فيركز على ابسط حركات الممثل وتعابيره وشكله وانتمائه البيئي، علما ان الذين اختيروا من اعلام السوشل ميديا لا يمتلكون أدوات الممثل من قراءة الشخصية بشكل مدروس ولا يمتلكون أدواتهم الحسية او كيف يتعامل مع النطق او كيف يحرك جسده او كيف يتعاطى مع الممثل الذي يقابله في نفس المشهد او كيف يدير ايقاع شخصيته.
ومن هنا علنا ان نصنع دراما خاصة ونروي بها حكايات هذا البلد وبطولاته وشخصياته التاريخية التي اثرت بالإنسانية ونستلهم الأدب من رواية وقصة وان نحسن اختيار البيئة وسحرها وتأثيرها على المشاهد.
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech