اتركه.. فهو ليس شيعيا!
25-أيار-2025

عامر بدر حسون

شاهد صدام حسين فلم القادسية قبل عرضه، فاعترض عليه وتم استدعاء سعاد حسني وبعض الممثلين والمخرج صلاح ابو سيف وطلب منهم اعادة تمثيل بعض محاور الفلم ومنها، دور شخصية تاريخية مثلتها سعاد حسني وهي شخصية اسلمت وماتت مسلمة بعد ان ساعدت المسلمين في حربهم ضد الفرس.
لكن صدام كان واضحا:
- هذا لا يجوز.. "فالعرق دساس" واسلامها لم يكن صحيحا لأنها فارسية!
وهكذا تمت كتابة تاريخ جديد تخون فيه سعاد حسني المسلمين وتنحاز الى اصلها الفارسي.
وانطلق صدام من روح عنصرية منحطة كانت تستولي عليه وتقود خطاه، وهو اوكل للفهامة عزت الدوري الاشراف اليومي المباشر على الممثلين والمخرج لتغيير مسار شخصية تاريخية حقيقية بأخرى متوهمة حسب نظرية العرق الدساس!
واذا اردت ان تعرف او تكتب عن اساس وجذور الطائفية الحديثة في المجتمع العراقي، فلا مفر امامك من الاقرار بان صدام حسين وضع حجرها الاساس رسميا في 31 اذار 1980 .
واي بحث يهرب للتاريخ البعيد للبحث عن جذور طائفية اليوم، هو تهرب من مواجهة هذه الحقيقة.
فالطائفية كانت موجودة في العراق منذ العهد الاموي حتى يومنا هذا، وهي حالة مرت بها المجتمعات الدينية المختلفة وليس الاسلامية فقط. لكن من وضع حجر الاساس للطائفية الدموية الحديثة هو صدام حسين دون منازع.
وكل شعور طائفي انتعش منذ سنة 1980 وحتى بعد 2003 (وخصوصا بعد 2003) هو نتاج ذلك القرار الذي كان مثل (او حتى اخطر من) ملايين الالغام المزروعة في ارض العراق، وهي تنتظر من يقترب او يدوس عليها لتنفجر.
والقرار المقصود هو القرار القاضي بإعدام كل من ينتمي لحزب الدعوة.
ولا جديد في القرار، فالإعدام كان بانتظار اي معارض للنظام، سواء كان متدينا ام ملحدا، فردا ام عضوا في حزب.
لكن الجديد والخطير فيه انه اسس للطائفية الحديثة التي عانى العراق، وسيعاني منها حتى في هذه الصفحة.
وكي اقرب الصورة لك سأذكر ان سورية اصدرت في العام 1980 قرارا يقضي بإعدام كل من ينتمي للاخوان المسلمين.
وجاءت الطامة الكبرى عند تنفيذ القرار السوري والعراقي.
ففي سورية تركز البحث عن الاخوان المسلمين في الوسط السني، اذ لا جدوى من البحث في صفوف المسيحيين او الدروز او العلويين او الشيعة عن الاخوان المسلمين.. وانجزت المهمة هناك. لكن النار التي ستندلع بعد عقود بقيت تحت الرماد، وستحرق الكثير الكثير من اليابس والاخضر!
وفي العراق حصل الامر نفسه لكن بشكل اكثر عنفا وبشاعة..
فقد تم اعتقال وتعذيب واعدام الالاف من الشيعة بحثا عن اعضاء حزب الدعوة. وهؤلاء تم البحث عنهم واخذهم من صفوف الشيعة تحديدا.. إذ لم يكن ممكنا العثور عليهم بين السنة او المسيحيين او الكرد او الايزيديين او الصابئة وغيرهم.
والواقع ان عملية البحث تلك وضعت الشيعة العراقيين تحت طائلة الاتهام واصبحوا يعاملون كطائفة متهمة!
ومثل اية مجموعة متهمة (بسبب لون البشرة او اللغة او الدين او الطائفة) وعجزها عن توفير دليل براءتها، لم يترك امامها دليل براءة سوى بالانتماء لصيادي حزب الدعوة، خصوصا بعد وضعهم امام السؤال البعثي الاشهر.

قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
الصدر يدعو إلى «تظاهرة سلمية» ضد الإرهاب الصهيوني
19-حزيران-2025
العراق في ذيل الدول ضمن مؤشر الصحة العالمي
19-حزيران-2025
أردوغان يشبه نتنياهو بهتلر: نقف مع ايران
19-حزيران-2025
مراقبون دوليون لمراقبة الانتخابات العراقية
19-حزيران-2025
فقدان 300 ميغاواط بأعمال تخريب طالت أبراج في البصرة
19-حزيران-2025
تفعيل محطات رصد الإشعاع النووي في عدّة محافظات
19-حزيران-2025
قياديون في فصائل المقاومة: ندرس تنشيط خيار «وحدة الساحات» بوجه الكيان الصهيوني
19-حزيران-2025
توقفت الإجراءات بعد تصفية الخلافات بين السوداني والحلبوسي
19-حزيران-2025
بينها تفعيل الرقابة.. التجارة: خطة وطنية استراتيجية لحماية الأسواق من التقلبات الإقليمية
19-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech