عزام صالح
المشهد الأول: افتتاح الجلسة
(قاعة محكمة حديثة، القضاة والمحامون يرتدون ملابس رسمية. ابن رشد يقف بملابسه الأندلسية التقليدية، تبدو عليه علامات الوقار والثقة. القاضي يقرع المطرقة معلنًا بدء الجلسة.)
القاضي:
ابن رشد، فيلسوف الأندلس، أنت متهم بنشر الفكر الفلسفي وتأويل النصوص الدينية بطرق أثارت الجدل، مما أدى إلى زعزعة العقيدة. كيف تدافع عن نفسك؟
ابن رشد (بهدوء وثقة):
سيدي القاضي، ما قدمته ليس إلا محاولة لفهم الدين والعقل معًا، فهل يُعقل أن يتناقض وحي الله مع نور العقل؟
(تبدأ همهمات في القاعة، المدعي العام يتقدم.)
المدعي العام:
لكن ألا ترى أن تفسيرك فتح الباب أمام موجة من الفكر الذي يتجاوز النصوص المقدسة؟ ألم تؤثر كتاباتك حتى في أوروبا، حيث استخدمت في تبرير فصل الدين عن الدولة؟
ابن رشد:
العقل هبة إلهية، ولا يمكن أن يتعارض مع ما جاء به الوحي. وإذا استخدمه الآخرون لأغراض مختلفة، فهل أحاسب على ذلك؟
القاضي:
المحكمة تستدعي أول شاهد: الإمام أبو حامد الغزالي.
المشهد الثاني: شهادة الغزالي
(الإمام الغزالي يدخل، يرتدي ملابس العلماء الفرس، يبدو عليه الحزم.)
المدعي العام:
يا إمام، لقد هاجمت الفلاسفة في كتابك "تهافت الفلاسفة"، واعتبرتهم خطراً على العقيدة. هل ترى أن ابن رشد كان من هؤلاء؟
الغزالي:
نعم، لقد سعى إلى تفسير الدين بمنهج عقلي يفتح الباب للشكوك، وهو أمر خطير على العامة.
ابن رشد (مقاطعًا بابتسامة هادئة):
ألم تكن أنت من درَس الفلسفة قبل أن تنتقدها؟ ألا يعني ذلك أنك استخدمت العقل أولًا، ثم اخترت طريقًا آخر؟
(الغزالي يصمت للحظة، ثم يرد بحزم.)
الغزالي:
لكنني أدركت خطرها، فعدت إلى التصوف والزهد. العقل أداة مفيدة، لكنه لا يستطيع استيعاب كل شيء.
القاضي:
المحكمة تستدعي الشاهد الثاني: الفقيه الأندلسي ابن حزم.
المشهد الثالث: شهادة ابن حزم
(ابن حزم، بملابسه الأندلسية، يدخل بثقة ويجلس في منصة الشهود.)
المدعي العام:
يا ابن حزم، كيف ترى فكر ابن رشد؟
ابن حزم:
كان واسع العلم، لكن مشكلته أنه اعتقد أن الفلسفة يمكنها أن تحل محل الوحي، وهذا خطأ. الشريعة واضحة، ولا تحتاج إلى التأويلات الفلسفية.
ابن رشد:
يا سيدي، ألم تستخدم أنت المنطق في كتاباتك للرد على خصومك؟ فلماذا يُسمح لك بذلك ولا يسمح لي؟
ابن حزم (مترددًا للحظة):
الفارق أنني استخدمت المنطق للدفاع عن العقيدة، بينما أنت استخدمته لتأويلها!
القاضي:
والآن، المحكمة تستدعي شاهدًا من العالم الآخر…
المشهد الرابع: شهادة توما الأكويني (من أوروبا)
(يظهر رجل بملابس رهبان القرون الوسطى، يدخل القاعة بتردد.)
المدعي العام:
أيها الأب توما الأكويني، كيف أثر فكر ابن رشد في أوروبا؟
الأكويني:
ابن رشد كان معلمًا للفلسفة والعقل، وألهمني في الجمع بين اللاهوت والفلسفة. فكره لم يفسد الدين، بل ساعد في فهمه بشكل أعمق.
المدعي العام (مستفزًا):
لكن كتاباتك مهدت الطريق لعصر النهضة الأوروبية، الذي قاد إلى علمنة المجتمعات!
الأكويني:
هذا تطور طبيعي للمعرفة، ولا يمكن لأحد أن يوقف عجلة الفكر.
لمشهد الخامس: مشاهد تاريخية فلاش باك
(يتم عرض مشاهد درامية لمساندة الحوارات:)
مشهد 1: ابن رشد في مكتبة قرطبة، يناقش أفكاره مع طلابه.
مشهد 2: ابن رشد أمام الخليفة يعرض أفكاره ويدافع عنها.
مشهد 3: إحراق كتب ابن رشد ونفيه.
المشهد السادس: النطق بالحكم
القاضي:
بعد استماع المحكمة إلى الشهادات، نجد أن ابن رشد لم يكن زنديقًا، بل مفكرًا حاول التوفيق بين الدين والعقل. لكن، هل كان تأثيره إيجابيًا أم سلبيًا؟ هذا ما يقرره التاريخ… المحكمة ترفع جلستها!
(تنتهي المحاكمة وسط انقسام الجمهور بين مؤيد ومعارض، بينما يظهر ابن رشد مبتسمًا وهو يغادر القاعة.)
نهاية المشهد.
تمت صياغة المشهد الأول من محاكمة ابن رشد بصيغة درامية كاملة، متضمنة شهادات من شخصيات تاريخية، ومشاهد فلاش باك داعمة للحبكة. هل ترغب في إضافة شخصيات أخرى أو توسيع بعض المشاهد؟