بغداد - العالم
أقيم الجمعة في المملكة العربية السعودية عرض أزياء لملابس البحر، في حدث غير مسبوق في الدولة الخليجية التي لم يكن يُسمح للنساء فيها بالخروج من منازلهن من دون عباءاتهنّ السوداء. وارتدت عارضات الأزياء خلال الحدث ملابس سباحة لمصممة الأزياء المغربية ياسمينة قنزل، كشفت عن أذرعهن وأرجلهن، ضمن العرض الذي نُظّم قرب حوض سباحة.
وقالت قنزل لوكالة فرانس برس "عندما حضرنا إلى هنا، أدركنا أن عرض أزياء لملابس البحر في السعودية يمثّل حدثا تاريخيا في هذا البلد". وأقيم العرض في اليوم الثاني من "أسبوع الموضة في البحر الأحمر" بنسخته الأولى، في فندق فخم كبير في جزيرة أمهات الشيخ الواقعة قبالة الساحل الغربي للسعودية والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب أو المركبات المائية.
وكانت جزيرة أمهات الشيخ الأوفر حظا بين مجموعة جزر أخرى اختارتها هيئة الأزياء لإقامة فعاليات هذا الأسبوع فيها، لاسيما وأن هذه الفعالية تمثل واحدة من الفعاليات والمبادرات التي تتبناها وتنفذها الهيئة سعيا منها إلى تمكين العلامات التجارية السعودية، على صعيد الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، ما يمنحها موقعا مهما على خارطة أهم وأعرق المحافل الدولية وعروض الأزياء العالمية، جنبا إلى جنب مع العلامات التجارية الأبرز والأهم في مجال صناعة الموضة بشكلٍ خاص، وعلى مستوى قطاع الأزياء عموما.
وانطلقت فعاليات أسبوع الموضة في البحر الأحمر، الذي تنفذها هيئة الأزياء، على مدى ثلاثة أيام، بمنتجع سانت ريجيس، في السادس عشر من مايو الحالي من جزيرة أمهات الشيخ. وشهد أول أيام هذا الأسبوع عرضا افتتاحيا للأزياء لسبع علامات تجارية، منها خمس علامات تجارية سعودية، واثنتان أجنبيتان، وتستعرض بقية الفعاليات الجانبية عروض أزياء تضم مجموعة متنوعة من الأزياء، تشمل المجوهرات، والملابس الجاهزة، وأزياء المنتجعات لمصممين ومصممات سعوديين إلى جانب خبراء ومتخصصين في مجال صناعة الأزياء من حول العالم.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة بوراك شاكماك أن هيئة الأزياء تسعى من خلال تنظيم أسبوع الأزياء الأول في البحر الأحمر إلى صياغة منصة تجسد التواصل بين الثقافات وتحتفي بالإبداع. وشدد شاكماك، وفق وكالة الأنباء السعودية، على أن هذا الحدث الثقافي يجسد التزام الهيئة الثابت بدفع صناعة الأزياء في المملكة إلى الأمام، وتعزيز بيئة جاذبة تلتقي فيها مواهبنا من أبناء وبنات هذا الوطن مع شخصيات وكيانات دولية، ذات سمعة وخبرة في مجال الموضة وصناعة الأزياء، وفق خطة واضحة وجدول زمني معدّ بعناية، ومجموعة متميزة من العلامات التجارية السعودية والعالمية، القادرة على تزيين منصاتنا في مختلف المحافل وصالات العرض محليا وإقليميا ودوليا.
ولفت الانتباه إلى الإستراتيجيات والخطط التي تعمل الهيئة وفقها، والهادفة بشكل أساسي إلى تنمية المواهب المحلية ودمجها مع الساحة الدولية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية “السعودية 2030″، ذات العلاقة بإثراء النسيج الثقافي للمملكة، مع الاهتمام بمواكبة ذلك والسير في خط متواز مع توسيع آفاقنا الاقتصادية، بحيث تشكّل الثقافة جانبا مهما من الناتج المحلي، وذات إسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية.
وتعيش السعودية، خلال السنوات الأخيرة، على ضوء الانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية "السعودية 2030"، فبفضل الإصلاحات المجتمعية التي بدأتها المملكة تم دعم المبدعين السعوديين، بالإضافة إلى التخفيف من حدة القيود المفروضة على النساء إلى جانب تنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية كثيرة.
ولطالما كانت أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم تفرض قواعد صارمة جدا على النساء، بينها حظر قيادة السيارة وفرض ارتداء العباءة والحجاب. وقد رُفعت هذه القيود قبل بضع سنوات، لكنّ قانون الأحوال الشخصية الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2022، لا يزال يتضمّن أحكاما يُنظر إليها على أنها تنطوي على تمييز تجاه المرأة.
وقالت قنزل "صحيح أن هذا البلد محافظ جدا، لكننا حاولنا إظهار ملابس سباحة أنيقة تمثل العالم العربي". ويرى رافاييل سيماكورب، وهو مؤثر فرنسي عبر الشبكات الاجتماعية حضر عرض الأزياء، أن هذا الحدث "نجاح كبير" للسعودية، متابعا “إنها شجاعة كبيرة منهم أن ينظّموا حدثا كهذا وأنا سعيد جدا لأنني حضرته".