بغداد _ العالم
أصبحت الهجمات على المنشآت النووية المدنية في أوكرانيا جزءًا لا يتجزأ من العدوان العسكري الروسي. ولأول مرة في تاريخ البشرية، استولت دولة معتدية بالقوة على محطتي الطاقة النووية - تشيرنوبيل (محطة الطاقة النووية) وزابوريزهيا (محطة الطاقة النووية) - في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وقالت السفارة الأوكرانية في بغداد، انه منذ بداية الغزو الشامل، عسكرت روسيا محطات الطاقة النووية الأوكرانية المحتلة، مستخدمةً إياها لأغراض عسكرية وسياسية.
واضافت، ان الحوادث العديدة التي تعرضت لها هذه المنشآت - بما في ذلك القصف المتكرر للبنية التحتية النووية من قبل القوات الروسية - شهدت تهديدًا خطيرًا ليس فقط لأمن القارة الأوروبية، بل للسلامة العالمية أيضًا. وقعت إحدى أحدث الحوادث ليلة 13-14 فبراير 2025، عندما شنت روسيا هجومًا باستخدام طائرة بدون طيار قتالية من طراز "جيران-2" على هيكل الاحتواء الآمن الجديد في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، والذي يحمي مفاعل الوحدة 4 المدمر. ألحقت ضربة الطائرة بدون طيار أضرارًا بالغة بالهيكل الخارجي والداخلي (قوس NSC) لهيكل الاحتواء، وأضرت بمعدات نظام الرافعة الرئيسية.
وفي مارس 2025، أفاد فريق الرصد التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بوقوع انفجارات متعددة في محطة زابوريزهيا للطاقة النووية. وتعرض خزان وقود ديزل، كان يزود مولدات الطوارئ في المحطة بالكهرباء، لأضرار في المنشأة المأهولة مؤقتًا في 26 مارس. وكان هذا الحادث نتيجة مباشرة لقيام روسيا باستبدال الخبراء الأوكرانيين المرخصين بموظفين غير مؤهلين.
واشارت الى ان هذا يمثل تصعيدا آخر للإرهاب النووي من جانب روسيا، التي ارتكبت جرائم مماثلة مرارًا وتكرارًا خلال حربها العدوانية المستمرة على أوكرانيا. لافتة إلى ان العالم شهد حالات لا حصر لها، قامت بها روسيا عمدًا بتدمير المدن الأوكرانية، وقتل الأطفال، وتدمير البنية التحتية المدنية الحيوية. يتطلب استعادة السلامة النووية العالمية من أوكرانيا استعادة السيطرة الكاملة على جميع المنشآت النووية الواقعة على أراضيها السيادية.
وذكرت، رئيس أوكرانيا اكد مرارًا وتكرارًا، إن ضمان السلامة النووية والإشعاعية في البلاد أمرٌ أساسي، مضيفة إنه شرطٌ أساسيٌّ لسلام مستدام ودائم وعادل. باستيلائها على محطتي تشيرنوبيل وزابوريزهيا للطاقة النووية، انتهكت روسيا جميع الركائز الأساسية للسلامة والأمن النوويين التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشددت السفارة في بيانها، عاى انه لا يحق لأي دولة ابتزاز العالم بالتهديد بكارثة إشعاعية. يجب استعادة السلامة النووية.
ورات ان مثال تشيرنوبيل يظهر مدى تهور قوات الاحتلال في مثل هذه المواقع الحساسة. لقد تجاهلت روسيا جميع المبادئ الأساسية للسلامة النووية.
وواصل البيان، انه لا يزال العدوان الروسي يُسبب أضرارًا بيئية جسيمة في أوكرانيا. منذ 24 فبراير/شباط 2022، تُقدر الخسائر البيئية بحوالي 85 مليار يورو.
وخلصت الى ان هذه الخسائر تشمل تلوث المسطحات المائية والهواء، وحرائق الغابات واسعة النطاق، وتدمير المحميات الطبيعية. وتعوّل أوكرانيا على تزايد الضغط الدولي لضمان التحرير السريع لمحطة زابوريزهيا للطاقة النووية المحتلة، واستعادة أوكرانيا سيطرتها الكاملة على جميع المنشآت والمواد النووية المدنية داخل حدودها المعترف بها دوليًا. وتحثّ أوكرانيا المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حازمة ومبدئية لضمان معاقبة الاتحاد الروسي سياسيًا واقتصاديًا وقانونيًا على جرائمه التي تقوّض السلامة النووية العالمية.