بغداد ـ العالم
استعرض رئيس تحرير صحيفة "العالم" مهدي الهاشمي، في ندوة حوارية أقامها مجلس الأمجاد الثقافي، التحديات والآفاق المحيطة بواقع حرية الإعلام والتعبير في العراق، مسلطا الضوء حول الصحافة الورقية في عصر تكنولوجيا المعلومات.
وقال الهاشمي، ان كثيرا من الصحف المحلية وجدت نفسها عاجزة عن مواجهة الضغوط المالية الناتجة عن انخفاض مبيعات التوزيع، وعوائد الإعلانات وغيرها: "لكننا نحاول ان نتعايش مع التطور التكنولوجي، ونصنع في عالمه نافذة مهمة لورقتنا السمراء".
وأضاف، ان العصر الرقمي جعل نمط الحياة سريعا: جمهور يبحث عن أخبار مختصرة. كما أن المعلنين صاروا يميلون إليه، بسبب انتشاره الواسع، وأيضا انخفاض قيمة إعلاناته مقارنة بتكلفة الإعلان في الصحف المطبوعة. وهذا الامر انعكس على مضمون الصحف، تحريريا وفنيا، الامر الذي يستلزم تدخل الحكومة لدعم الصحافة كمبادرتها لدعم الدراما والمسرح والأدب وغيرها.
وتابع الهاشمي، ان "العالم" تعتمد اليوم نافذة الكترونية نشطة في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال التحديث المستمر لموقع "الويب سايت"، ولحسابات الصحيفة في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يجري الاشتغال حاليا على قناة خاصة بالمؤسسة تحمل عنوان "العالم" ايضا، للانطلاق بعدد من البرامج السياسية والثقافية، بهدف فتح نافذة رقمية لصحيفتنا الورقية التي نواصل توزيعها بشكل يومي في جميع محافظات العراق.
واختتم الهاشمي حديثه بالقول: تبقى الصحافة الورقية وسيلة إعلامية مهمة في اعداد التقارير الاستقصائية ونشر البحوث والملفات والمقالات التحليلية وتوثيق القضايا الاجتماعية والسياسية، لتشكل وثيقة ومصدراً يمكن الرجوع إليه في أي وقت، من قبل الباحثين والمتخصصين، مشيرا الى انه حين ظهر الراديو راهن البعض على زوال الصحف، ومع ظهور التلفزيون وضعوا مستقبل الإذاعة على المحك، لكن كل هذه الوسائل موجودة حاليا وتعمل بقوة.
ومن جانب آخر، استعرض الدكتور علي يوسف، مدير دائرة المتابعة وشؤون المحافظات في هيئة الاعلام والاتصالات (التنظيم القانوني والدستوري للإعلام في العراق)، فيما سلط الاعلامي والمترجم مؤمل مجيد الضوء على (إعلام الدولة: بين الاستقلالية والتدخلات الحزبية). كما ناقش منتدى الاعلاميات، خلال الندوة، دور المجتمع المدني والمنظمات الدولية في دعم حرية الإعلام (رصد وتقييم).