بغداد ـ العالم
منحت جامعة سيزار فاييخو في دولة بيرو، شهادة الدكتوراه الفخرية للناشطة الإيزيدية العالمية نادية مراد، تقديرًا لدورها البارز في الدفاع عن حقوق الإنسان وكشف الجرائم والانتهاكات الجنسية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق النساء الإيزيديات خلال سنوات سيطرته على مناطق واسعة من العراق.
وجاء تكريم مراد خلال مراسم رسمية أُقيمت في مدينة بيورا بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس الجامعة، بحضور أساتذة وطلبة وعدد من الشخصيات الأكاديمية والمؤسسات المدنية، في حدث وصفته الجامعة بأنه “احتفاء بواحدة من أبرز المدافعات عن كرامة الإنسان في العالم”.
وفي بيانها الرسمي، أكدت الجامعة أن منح شهادة الدكتوراه الفخرية – أحد أعلى الأوسمة الأكاديمية في العالم – يأتي اعترافًا بالدور الريادي لمراد في إيصال قضية الإيزيديين إلى المجتمع الدولي، ودعمها المستمر لضحايا العنف الجنسي في الحروب والنزاعات.
وأشارت الجامعة إلى أن اختيارها لمراد لم يكن لكونها شخصية معروفة عالميًا فحسب، بل لأنها نجحت في تحويل قصتها الشخصية، التي بدأت بالاختطاف والاستعباد من قبل عناصر داعش عام 2014، إلى منصة دولية للدفاع عن حقوق النساء المضطهدات في مختلف أنحاء العالم. وخلال كلمتها في الاحتفال، تحدثت نادية مراد عن أهمية التعليم بوصفه “القوة الأساسية لتمكين المجتمعات وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات وإعادة بناء حياة أفضل”. وأكدت أن حماية النساء من العنف، وتوفير فرص التعليم للناجين والناجيات، يمثلان حجر الأساس لبناء مستقبل آمن ومستقر. وأضافت مراد أن دعم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لقضايا حقوق الإنسان، يمنح الناجيات منصة لرفع أصواتهن، ويقدّم اعترافًا عالميًا بمعاناتهن وجهودهن في مواجهة ثقافة الإفلات من العقاب. من جانبه، عبّر حزني مراد، شقيق الناشطة، عن سعادته بهذا التكريم، مؤكدًا أن ما تحققه نادية من إنجازات عالمية يمثل “فخرًا لكل العراقيين بكل أطيافهم”. وقال في تصريح لوكالة شفق نيوز إن العائلة تفرح لأي نجاة تحصل على تكريم دولي، لأن هذه التكريمات تعيد الاعتبار لما عاشته الناجيات من تعذيب وعنف واعتداءات جنسية مهولة على يد تنظيم داعش. وبيّن أن الجهود الدولية في تكريم الناجيات تعكس إصرار المجتمع الدولي على عدم نسيان الجرائم التي وقعت وعلى ضرورة محاسبة مرتكبيها. وتُعد نادية مراد اليوم واحدة من أبرز الشخصيات العالمية المدافعة عن حقوق المرأة وحقوق الأقليات، إذ تحولت قصتها المأساوية إلى قضية دولية، دفعت الأمم المتحدة ومنظمات عالمية إلى اتخاذ خطوات لحماية ضحايا الاتجار بالبشر والعنف الجنسي في النزاعات المسلحة. وفي عام 2018، حصلت مراد على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الطبيب الكونغولي دنيس موكويغي، تقديرًا لدورها في مكافحة العنف الجنسي كسلاح حرب، بعدما كانت الحكومة العراقية قد رشحتها للجائزة قبل ذلك بعامين. كما أسست مراد عدداً من المبادرات والمنظمات، أبرزها “مبادرة نادية”، التي تعمل على مساعدة الناجيات وإعادة إعمار المجتمعات المتضررة، خاصة في مناطق الإيزيديين شمال العراق. ويمثل منح الدكتوراه الفخرية في بيرو إضافة جديدة إلى سلسلة طويلة من الأوسمة والجوائز التي نالتها مراد خلال السنوات الماضية، لتصبح واحدة من أكثر النساء تأثيرًا وإلهامًا في العالم، وشخصية عراقية استطاعت أن تحوّل الألم إلى عمل عالمي منظم من أجل العدالة والكرامة الإنسانية.