بغداد ـ العالم
أكد رئيس حزب تقدم، ورئيس مجلس النواب العراقي السابق، محمد الحلبوسي، يوم السبت، أن العراق ليس بمعزل عن العالم، بل يؤثر ويتأثر بمحيطه الخارجي، مشيراً إلى بعض أجنحة الحشد لا تخضع لأمرة القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني.
وقال الحلبوسي، في ملتقى حوار بغداد الدولي، إن "هناك ضرورة لإقرار وثيقة اتفاق سياسي تكون بمثابة موازنة للدستور، تُحدد أبرز التحديات التي تواجه العراق، وتلتزم بها جميع القوى السياسية والاجتماعية والمدنية ضمن إطار زمني غير قابل للتراجع".
وأضاف أن "هناك حاجة لوثيقة سياسية تحدد أسس النظام السياسي في العراق، وليس فقط وثيقة لتشكيل الحكومات"، لافتاً إلى أن "بعض بنود الورقة السياسية التي طُرحت بعد عام 2022 لتشكيل الحكومة قد نُفذت، بينما لا يزال البعض الآخر معلقاً".
وفيما يتعلق بملف السلاح، أشار الحلبوسي، إلى أن "الدستور العراقي يحظر على الأحزاب امتلاك أجنحة مسلحة"، مشدداً على أن "السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط".
وأوضح الحلبوسي، أن "الحشد الشعبي تأسس لمواجهة خطر أمني كبير تمثل بتنظيم داعش، لكن ليس كل أجنحته اليوم تخضع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة"، مبينا أنه "في حال تعرض العراق لتهديد أمني أو إرهابي، فسيتم الاعتماد على جميع أبناء الشعب، بما في ذلك مختلف القوات، لكن في ظل الظروف الحالية، لا يجوز وجود فصائل خارج إطار الدولة، ولا يمكن إصدار أي أوامر لها من خارج مؤسسات الدولة الرسمية".
وأكد الحلبوسي، على "الحاجة إلى وثيقة وطنية تُشخص هذه التحديات وتضع حلولاً عملية لحماية الدولة وضمان استقرارها".
وتابع الحلبوسي، إن "هناك مشكلة بين سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وتصرفات إيران في المنطقة"، مستطرداً بالقول "نحن لا نريد تدخل إيران وتركيا و اي دولة في الشؤون الداخلية للعراق".
وأوضح الحلبوسي، أن "العراق غير معني بتصرفات ايران"، مؤكداً أن "أي ضغط يُمارس على إيران يتعين إبعاد العراق عنه".
وأضاف، أنه "لا يجوز ان يدفع العراق ضريبة عن غيره وهذا اذا ما صار سيؤثر على البلاد، ويجب أن يصل العراق إلى مرحلة الاستقلال والاستقرار بالوضع السياسي والاقتصادي"، داعياً الدول إلى "إبعاد العراق عن ساحة الصرعات وتصفية الحسابات".
وأكد الحلبوسي، أنه "لاحظ فروقاً كبيرة في الوضع العام في البلاد".
وعن الشأن السوري قال الحلبوسي، إن "نظام بشار الأسد كان في وضع لا يحسد عليه، وغير قادر على إدارة الدولة بشكل فعال، إذ ظهرت ملامح الفقر بشكل واضح على الشعب السوري عندي زيارتي لها".
وأضاف أن "سوريا شهدت تغييرات سريعة ومفاجئة، من بينها زوال نظام بشار الأسد وتقلص نفوذ إيران في البلاد، وهو ما دفع العالم إلى التعامل مع الإدارة السورية الحالية بشكل مؤقت".
وأشار الحلبوسي إلى أن "الشعب السوري كان قد رحب بالوجود العراقي، وأن هناك عدداً كبيراً من العراقيين في سوريا حصلوا على رعاية صحية جيدة، وأن الحياة في سوريا كانت جيدة بشكل عام".
وأوضح أن "بعض المراقبين يرون إيجابية هذه التغييرات في أمرين رئيسيين الأول هو زوال بشار الأسد، والثاني هو تقليل نفوذ إيران في سوريا".