التجريف يخنق رئة النجف وخفض الخطة الزراعية الى «28 %»
28-تشرين الثاني-2023

بغداد ـ العالم
لم تعد بساتين وأراضي قضاء الكوفة، التي تعد "رئة" محافظة النجف، مثلما كانت، بعد ان تعرضت الى عمليات تجريف واسعة للأراضي الزراعية، من دون رادع حكومي وقانوني بحق يقف وراء هذه العمليات التي أثرت على مساحة الأرضاي الزراعية وعلى الواقع البيئي في الكوفة.
الكوفة تتبع إدارياً إلى محافظة النجف في منطقة الفرات الأوسط جنوب العاصمة بغداد، وتبعد عنها بنحو 156 كيلومتراً و10 كيلومترات شمال شرق النجف، وكانت المدينة عاصمة للخلافة الإسلامية في زمن الامام علي بن أبي طالب (ع) والمركز الرئيسي لوجود الكثير من العلماء المسلمين، حيث اتخذها علي بن أبي طالب عاصمة لحكومته بعد الانتقال من المدينة إليها.
تقع المدينة على الضفة اليمنى لنهر الفرات الأوسط (شط الهندية القديم) وترتفع عن سطح البحر بنحو 22 متراً، ويحدها من الشمال قضاء الكفل التابع لمحافظة بابل، ومن الشرق ناحيتا السنية والصلاحية التابعتان لمحافظة الديوانية، ومن الغرب كري سعد، ومن الجنوب قضاء أبي صخير وناحية الحيرة.
بخصوص الواقع الزراعي فيها، يقول مدير الزراعة في محافظة النجف منعم الفتلاوي، لشبكة رووداو الاعلامية ان "تجريف الاراضي مستمر في النجف وعموم المحافظات العراقية، والتي أثرت كثيراً على البساتين، حيث أخذ طابع التجاوز الشديد وغير المسبوق في البلاد".
ويوضح منعم الفتلاوي أن "المساحات التي تعرضت الى التجريف في محافظة النجف كثيرة، حيث تم تجريف بساتين عديدة، فيما لم يكن هنالك رادع قوي من قبل المحاكم، او السلطات المسؤولة الأخرى سواء الادارات المحلية في الاقضية أو النواحي او من داخل المحافظة نفسها".
مدير زراعة النجف، يشدد على انه "كان ينبغي اتخاذ قرارات قوية وصارمة كي لا يصل التجريف الى هذا المستوى"، لافتاً الى أن "بساتين الكوفة عملاقة، وكان لها دور في خفض درجات الحرارة، حيث تختلف في النجف عن قضاء الكوفة بنحو 2 الى 3 درجات مئوية، وكانت البساتين في الكوفة اقل حرارة من النجف، بينما النجف رياحها شمالية غربية وهي تواجه الصحراء، وبالتالي فإن التجريف أسهم كثيراً بارتفاع درجات الحرارة في المحافظة بشكل عام، وكذلك بخفض كمية انتاج التمور ومحاصيل أخرى مثل العنب والتين وغيرها".
ونوّه منعم الفتلاوي الى أن "تجريف مساحات واسعة من بساتين الكوفة أدى بها الى أن تكون مناطق سكنية، ولم تعد فيها معالم الزراعة"، مؤكداً أن "عمليات التجريف لازالت مستمرة، فيما لا توجد احصائية لمساحات الاراضي التي تم تجريفها، لكنها كبيرة".
"أغلب البساتين والاراضي الزراعية التي تم تجريفها في الكوفة تحولت الى مناطق سكنية، وهنالك مناطق عشوائية في النجف والاقضية والنواحي التابعة لها، هي في الأساس كانت مناطق زراعية، حيث استفحلت هذه الظاهرة".
ويرى مدير زراعة النجف أن "قرار رئاسة مجلس الوزراء بخصوص تمليك أراضي التجاوزات للمواطنين، لم يحل مشكلة، وانما زاد من عمليات التجريف، بسبب طمع الأهالي بحصولهم على سندات، رغم انه تم تحديد المناطق التي سيتم تمليكها للاهالي".
على مدى العقدين المقبلين، من المتوقع أن تشهد البلاد 272 يوماً من الغبار سنوياً، بسبب تناقص المساحات الخضراء، وفي عام 2050 ستصل الأيام المغبرة إلى عتبة 300 يوم، حيث تعرض العراق في عام 2022 الى العديد من العواصف الغبارية، وتم نقل 5000 شخص إلى المستشفى، وتمَّ إيقاف الرحلات الجوية من عدد من المطارات.
أما بخصوص اجراءات الحد من ظاهرة التصحر في محافظة النجف، يقول منعم الفتلاوي أن "مديرية الزراعة وبلدية النجف والزراعة النسيجية التابعة لدائرة البستنة تقوم ببيع شتلات الأشجار بأسعار مدعومة، في سبيل قيام الاهالي بزراعتها في مناطقهم، حيث لا يتجاوز سعر الشتلة الواحدة 500 دينار، اما لدوائر الدولة والمدارس فيتم منحهم اياها مجاناً".
ويضيف أن "هنالك عملية بيع لشتلات النخيل من الأصناف النادرة، حيث تقوم دائرة البستة التابعة لوزارة الزراعة ببيع فسيلة من صنف البرحي ينحو 100- 125 الف دينار للشتلة، بينما في الاسواق يصل سعرها الى 250 الف دينار"، مؤكداً أن "مديرية زراعة النجف تقوم ببيع شتلات شجرة الاكاسيا المصرية والكالبتوس وغيرها بأسعار مخفضة".
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
بشأن الخطة الزراعية الشتوية في المحافظة، يشير منعم الفتلاوي، الى أن المديرية تتابع الموضوع بشكل يومي، منوهاً الى "حصول تخفيض بمساحات الاراضي الزراعية في الخطة، بنحو 28% من مجموع الاراضي الصالحة للزراعة في السنوات الماضية".
وينوّه منعم الفتلاوي الى أن "مساحة الأراضي الطينية المسموح لنا بزراعتها وفق الخطة الجديدة هي 60 الف دونم، وفي الصحراوية التي تعتمد على الآبار والمرشات 58 الف دونم"، مردفاً أن "هناك أسلوباً لدى المديرية لادارة المياه بهدف زراعة المساحة المقررة، من دون التجاوز على حصة المحافظات الأخرى، والتي تتضمن زراعة محصولي الحنطة والشعير".
وينوّه منعم الفتلاوي الى أن "مساحة الأراضي الطينية المسموح لنا بزراعتها وفق الخطة الجديدة هي 60 الف دونم، وفي الصحراوية التي تعتمد على الآبار والمرشات 58 الف دونم"، مردفاً أن "هناك أسلوباً لدى المديرية لادارة المياه بهدف زراعة المساحة المقررة، من دون التجاوز على حصة المحافظات الأخرى، والتي تتضمن زراعة محصولي الحنطة والشعير".
من المتوقع أن تصبح ظاهرة الطقس الغباري شائعة بشكل متزايد بسبب الجفاف والتصحر وتناقص هطول الأمطار، وازدادت تلك العواصف في العراق لعدة أسباب منها التغير المناخي لأن العراق يعد من الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر بسبب تزايد الجفاف، مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في الصيف الخمسين درجة مئوية.
قِلّة هطول الأمطار أدت إلى جفاف قوي وإلى قلة الغطاء النباتي، لاسيما للمناطق المكشوفة، وهي ممتدة إلى دول تحد العراق، مما يتطلب جهداً مع الدول المجاورة لمكافحتها لتقليل هذه المشاكل.

بغداد ترسل 443 مليار دينار إلى اربيل
15-أيار-2024
بكلفة (200) مليار دينار.. محافظة بغداد تعلن عن خطة لتطوير مناطق شرقي القناة
15-أيار-2024
الداخلية تعلن افتتاح منظومة البطاقة الوطنية في السفارات العراقية
15-أيار-2024
رؤساء وأعضاء ثلاث لجان في الديوانية يواجهون الاستقدام القضائي
15-أيار-2024
وزارة العدل تعلن شمول 400 طفل وامرأة بالعفو الخاص
15-أيار-2024
بعد إنحسار الدور الأمريكي.. الصين تستخدم نفوذها للإستحواذ على صناعة النفط العراقية
15-أيار-2024
السوداني يؤكد انجاز ميناء الفاو الكبير في 2025
15-أيار-2024
كهرباء الرصافة: قسم السلامة والتفتيش الهندسي ينفذ جولة لتنفيذ اجراءات السلامة للعاملين على الشبكة الكهربائية
15-أيار-2024
انهيار المؤسسات وفوضى السلاح يفاقمان ظاهرة الهجرة غير النظامية في ليبيا
15-أيار-2024
الدوري السعودي: النصر يخطط لكسر السلسلة التاريخية للهلال
15-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech