أنت ما تفكر به
21-أيار-2023
مروة الأسدي

ان اكتساب مهارة التفكير الابداعي تحتاج الى جهد ووقت كبير، كونه اولى خطوات النجاح، ومن خلاله يستطيع الإنسان التعامل بشكل أفضل مع المواقف والمشكلات التي يواجهها في حياته، فعندما يفكر الفرد بطريقة إبداعية يكون منتجاً متفائلا بالحياة، لأن التفكير الابداعي يزيد من نشاط الدماغ ويعمل على زيادة مستوى السيروتونين والدوبامين فيه مما يجعل الانسان يشعر براحة وسعادة، وعندما نفكر بطريقة إبداعية فان العقل الباطن يتقبل هذه الافكار من العقل الواعي ويبحث في مخزون الذاكرة عن كل الذكريات والمواقف التي تدعم هذا التفكير الابداعي فينعكس ذلك ايجابيا على حياتنا وصحتنا، فالعقل الباطن يقبل ما يزرع فيه ولا يفرق ما بين الصح والخطأ.
لذا تطوير الذات لا يقف عند مرحلة او فئة عمرية محددة للفرد فبإمكان كل انسان ان يسعى لتطوير ذاته في اي وقت يشاء طالما توفرت لدية الارادة والطموح، والتغيير يبدا من داخل الانسان، اي لا ينتظر المساعدة من غيره، والدليل على ذلك ما جاء في كتاب الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، فلابد للفرد ان يجمع قواه الداخلية وثقته بنفسه وبموهبته ويطلق العنان لقدراته ليحصل التغيير من خلال الايمان الفعلي بما يرمي اليه من اهداف وطموحات.
يمر مجتمعنا اليوم بكثير من الازمات وأشدها خطورة هي أزمة إهمال تنمية الذات وتطويرها، وبالأخص لدى فئة الشباب، فتجد الغالبية منهم ينتظرون أن تأتي فرص التغيير والإصلاح عن طريق غيرهم (من جيل جديد، من حاكم قوي، من دولة أجنبية عظمى، أو من حكومة جديدة قوية... إلخ)، وبالتالي لا يقومون ببذل أي جهد لتغيير أنفسهم، او دور يغير من واقعهم على مختلف الأصعدة.
فلابد للفرد ان يبتعد عن التفكير السلبي قدر الامكان، كونه يؤدي إلى خفض الإنتاجية والشعور بالتعاسة أو الاضطراب الانفعالي، وينعكس ذلك على الصحة العامة للفرد النفسية والبدنية على السواء، ويرى د . كارلتون سيمنتون أنه كلما طال إحساس المرء بالضيق مع ارتباط ذلك بوجود توجهات سلبية لديه كان أكثر عرضة للأمراض الخطيرة، وأثبت باحثون بجامعة ويسكونسن أنّ الناس الذين يمارسون التفكير الإيجابي يكافحون الأمراض بشكل أفضل، وتوصل علماء النفس إلى أن التفكير السلبي لا ينشأ مباشرة من خلال ما يواجهه الفرد في حياته من مشاكل وصعوبات في الحياة ولكن هو نتيجة تبعية وردة فعل لما تحدثه تلك المشاكل والصعوبات داخله من أفكار.
ومن أبرز مسببات الأفكار السلبية لدى الفرد: الفراغ، عدم الثقة بالنفس، الانطوائية، قلة المشاركة الاجتماعية، التركيز على السلبيات والعيوب الموجودة لدى الفرد، التنشئة الاجتماعية الخاطئة.
بينما من أهم النصائح التي تقود الإنسان للتفكير بإيجابية هي: إشكر الله على الاشياء التي تمتلكها ولا تفكر بالأشياء التي لا تمتلكها، اقرأ الموضوعات والكتب المهمة ومارس ما قرأته في حياتك، تذكر دائما الاحداث السعيدة والانجازات الناجحة التي قمت بها ولا تتذكر احداث الماضي السيئة ولا تعش في الماضي وانما فقط استفد من اخطاء الماضي، الثقة بالنفس، تقبل ذاتك وقدرها، مارس الهوايات المفضلة، تطوير المهارات والقدرات الشخصية، التخطيط الجيد للمستقبل وتحديد الأهداف المهنية والاجتماعية بدقة ووضوح والإصرار على تحقيقها.
خلاصة القول، ينبغي على الفرد أن يعرف الأفكار غير المنطقية لديه والتي أدت الى التفكير السلبي وأن يعمل على تحديدها ومراجعتها وتصحيحها ليستبدل بها أفكار إيجابية، وعادة ما ينشأ التفكير السلبي لدى الفرد بسبب التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي يسهم بها الآباء والمعلمون والمجتمع، وذلك من خلال الاستمرار في اللوم، والتركيز على السلبيات والأخطاء التي يرتكبها الطفل، وتكرار التحذير من الوقوع في الخطاء، والإسراف في العقاب.
ففي بعض الأحيان، يجب أن تتبدل بعض الأمور لتحصل على التغيير المطلوب، أحيانا يجب عليك أن تكسر حتى تلمح وتتعرف على تلك القوة الرهيبة القابعة داخلك، أحيانا يجب أن تخطئ لتكتسب الحكمة، أحيانا يجب أن يتملكك الحزن لتتمكن من السعادة في المستقبل، تذكر كل ما سبق أحيانا.
البرلمان الخامس: أضعف دورة نيابية منذ 2003
14-أيار-2025
العراق بشأن قرار العمال الكردستاني: فرصة لجهود السلام
14-أيار-2025
المجلس الوزاري للاقتصاد: انخفاض البطالة إلى 13.4%
14-أيار-2025
مياه العراق بين الشح والتسييس: أزمة قادمة أم كارثة حتمية؟
14-أيار-2025
البرلمان الخامس: أضعف دورة نيابية منذ 2003
14-أيار-2025
أزمة صامتة.. ارتفاع مقلق في معدلات الانتحار بين الشباب في العراق
14-أيار-2025
الـنزاهـة تضـبط 4 موظـفين في مصـرف حكـومي بديالـى لصرفهم ملياري دينار
14-أيار-2025
تنامي ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة بالعراق بين الاستعراض والمخاطر
14-أيار-2025
مستشار حكومي: التعاقد مع شركات التدقيق العالمية خطوة لتحديث البنية الاقتصادية
14-أيار-2025
الرافدين يُطلق المرحلة الثانية لتمويل مشاريع ريادة
14-أيار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech