بغداد - العالم
نشرت صحيفة النور في العدد 144 في 22 كانون الأول 1929 مقالًا بعنوان "الجواهري بين الأمس واليوم.. أو من هو الجواهري!!" في المقال الذي كتبه مسؤول الصحيفة الشاعر عبد الرحمن البناء يمكننا أن نلاحظ لغة التخوين والطعن بالنسب، اللغة التي مع الأسف لا زالت سارية حتى الآن بين الناس. أدناه المقال كاملًا.
عجيب غريب نسال من محبيه ومناصريه بل من حفدته و... يقولون الجواهري رب القوافي؟ متى اليوم. ويقولون الجواهري عنوان الاباء؟ متى اليوم. ويقولون الجواهري تمثال الوطنية؟ متى اليوم. ويقولون الجواهري عربي قح؟ متى اليوم. ويقولون الجواهري عراقي مخلص؟ متى اليوم. ويقولون الجواهري غني النفس لا يمدح احدا وليس في ديوانه مدح البتة؟ متى اليوم. ويقولون الجواهري دافع عن القضية العربية؟ متى اليوم. ويقولون شجاع تلقى الرصاص بصدره دفاعا عن العراق، حر حبس ونفي؟ متى اليوم. ويقولون متى – قل – متى وظف وشبع وصار وطنيا ورأي بعينه القرش التي طالما ركض ليلا نهاراً ليرى شكلها ويلمسه بيده هذا هو الجواهري بالامس وأين منه الأمس وفي الأمي ربما كان يترقب بل ينتظر ورود الحجاج من مكة المكرمة وقت عودتهم لينظم قصيدة لأحدهم فعسى أن يتصدق عليه. هذا هو الجواهري بالأمس واليوم ولا بأس إذا ما خلعت عليه الألقاب الضخمة جريدة العراق لأن جريدة العراق لها خطة معلومة يعرفها كل أحد، أوليس كذلك يا حضرة (الغنام) وهل ينكر صاحب العراق أو حفدة الجواهري على الجواهري العربي؟ عمته الخراسانية ولفتها الشيرازية الحلوة. هذا هو الجواهري بالأمس ولكن ماذا يضر بجريدة كجريدة العراق هذه الوضعية ونحن أولاد اليوم والجواهري هو اليوم يشتغل ويأكل من عرق جبينه واليوم هو شاعر كبير لا يمدح. واليوم هو قوي الارادة، وهل بعد كل هذا يتمكن صاحب جريدة النور الذي أصبح غريبا في دارة لا يفارق قاموسه من أن ينشر كلمة انتقادية علمية أتى بها تلميذ يطلب نشرها فأحدثت ما أحدثت في قلوب زعائف الأدب الذين لفظهم الأدب ولم يبق لهم مكان يدخلونه سوى ما بقي بين الحجرين من مكان يلتدئ إليه (صرصر الأدب) أتعلم أيها القارئ من هو صرصر الأدب، هو حيوان يشبه الجرادة قفاز يكثر صياحه في الليل في الأمكنة الخالية والقاذرات حتى إذا ما راى خيالا أو أحس بحركة يختفي في بعض أحجر المقاذر كما يختفي الكويتب الذي يلتمس منه أن يكتب مثل ما كتب نهار الجمعة في جريدة العراق بتوقيع من نترفع عن ذكر اسمه تلك القطعة النذلة التي تولد الحزازة وليس فيها كلمة تستحق الذكر بالنقد الأدبي العلمي أو تحليل كلمة أو بيان معنى اللهم سوى أبيات للجواهري تلاها على منبر الثورة ومصطبة الحزب.
نحن نعرف الصرصر الذي قام من بين تلك الحشرات وأدخل نفسه فيما لا يعنيه وإنا لمنتظرون يوما يبدو فيه رأسه مرة ثانية فساحقون رأسه بنبذة من... أما الذي يدافعون عن الجواهري هم يعلمون بأنه لا يتمكن أن يجاوب سقطاته الشعرية ونحن من الآن فصاعدا واقفون بالمرصاد لشعره ولا نرد إلا عليه لأن الأذناب الذين يقدمون أنفسهم قرابا له على مذبح التزلف لا يهمنا لغطهم البتة، وإن نكروا فضل الزهاوي على الجواهري نحن لا ننكر فضل الكرملي ما دمنا أحياء فهل هم منتهون.