فلم «العراب» وصدام وجريدة الفكر الجديد
21-كانون الأول-2023

عامر بدر حسون

من الافلام التي لا احبها فلم "العراب" وهو الاكثر شهرة وشعبية منذ بداية السبعينات.
فهذا الفلم، بجميع اجزائه، يمجد المجرمين ويحببهم لنا ويجعلهم قدوة لتصرفنا وتفكيرنا.. وهو يمثل من جهة اخرى القيم المنحطة في ثقافتنا السائدة التي تقدم صورة الاب والعائلة بطريقة قبلية ولا ترى عيبا في العيش من خلال القتل والتهريب والسرقة والابتزاز.
ومما زاد في رفضي للفلم انه الوحيد الذي كان صدام حسين معجبا به، وكان يكثر من مشاهدته، واعتقد انه تأثر به اكثر مما تأثر بستالين او بهتلر.
ومن يتذكر بدايات صدام وازيائه وحركاته في بدايات صعوده، سيجد انها كانت تقليدا فجا لأناقة رجال المافيات الايطالية من حديثي النعمة، وهو كان يقلدهم في كثير من حركاتهم وتصرفاتهم.. وايضا في اعتماده القتل بدم بارد وقسوة.
وفكرت في بدايات عملي الصحفي في السبعينات بان العنف الزائد في الافلام هو سياسة رسمية للبعثيين، وحملت اوراقي والتقيت بالذين سمحوا وشجعوا عرض افلام العنف المنفلت بدور السينما في العراق.
وكان ممن التقيتهم الدكتور صبحي انور رشيد مدير المتحف العراقي.
وعثمان محمد فايق مدير دار الثقافة الكردية (الذي اغتالته فيما بعد ببغداد منظمة "الصقر الاحمر" الكردية في باب وزارة الثقافة والاعلام باعتباره خائنا للشعب الكردي.. وقد تم اعتقال المجموعة التي اغتالته في وضح النهار). كما التقيت بعبد الامير معلة مدير عام مؤسسة السينما والمسرح ومؤلف المهزلة الروائية "الايام الطويلة" التي تتحدث عن قيام صدام بالتخطيط والتنفيذ لاغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد عام 1959، في حين ان دوره كان ثانويا وتم ضمه لفريق الاغتيال في اللحظات الاخيرة بسبب غياب احد المنفذين.
وسبب لقائي بهؤلاء ان لجان الرقابة على الافلام كانت برئاسة المدراء العامين في الحكومة وبغض النظر عن صلتهم بالسينما او بنوع ثقافتهم.
واتاحت لي تلك اللقاءات فرصة التعرف عن قرب على طريقة تفكير هؤلاء كممثلين للبعث، وكيفية اختيارهم للأفلام المعروضة او الممنوعة من العرض. وكانت فكرتي تقوم على دراسات علمية تقول ان القليل من العنف في السينما قد يمتص طاقة العنف عند الجمهور فيسربها ويبددها، في حين ان وجبات العنف الكبيرة في تلك الافلام تجعل الجمهور عدوانيا.
وعندما واجهتهم بهذا قالوا، ويا لهول ومسخرة ما قالوه:
ان شعبنا يحتاج ان يكون عنيفا لان التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه كبيرة.. وقال لي الدكتور صبحي انور رشيد مدير المتحف يومها:
نحن نعرض افلام الكاوبوي العنيفة لأنها تعلم شعبنا الرجولة وتقضي على الميوعة السائدة في اوساط الشباب!
وقال لي اخر ان افلام العنف افضل من افلام البلدان الاشتراكية لأنها تجعل الجمهور شيوعيا!
ونشرت التحقيق في صفحتين من جريدة الفكر الجديد وبعنوان "افلام القتل والكاوبوي تعلمنا الرجولة"!
وقامت دنيا البعث ولم تقعد.. وجاءنا رد غاضب وعنيف من مؤسسة السينما والمسرح يطالب الجريدة بالاعتذار عما كتبته، وقالوا ان احدا من المدراء المذكورين، وبعد الاتصال والتحقق منهم، اعلنوا انهم لم يصرحوا بذلك ابدا! وفيما كنت "اقط" قلمي لكتابة رد عنيف، مدعم بالوثائق، يثبت كذب رد المؤسسة قالت لي الدكتورة سلوى زكو ان ارفع يدي عن الموضوع لان الحزب قرر كتابة رد هاديء وعميق.. وانه تم تكليف الصديق صادق الصائغ بكتابة الرد المطلوب وهو ما حصل.
ولا شك عندي ان الصائغ كتب ردا هادئا وعميقا وصفى حسابه مع مؤسسة الافلام ولكن بطريقة افضل من طريقتي "البطولية" التي ستكلف الجريدة غاليا.
ويا لها من ايام..

الأمن الوطني يعلن تفكيك إحدى أخطر شبكات تجارة المخدرات والتهريب
18-أيار-2024
مكتب السوداني: جسر "غزة" من أهم المشاريع لتنظم حركة النقل بين بغداد والمحافظات القريبة
18-أيار-2024
محافظة بغداد: خطة لتنفيذ 40 مشروعاً بأطراف العاصمة
18-أيار-2024
العراق وتركيا يبحثان تطوير البرامج الدراسية المتبادلة بين البلدين
18-أيار-2024
الصحة تحيل إدارة المستشفيات الحديثة من قبل الشركات المتخصصة
18-أيار-2024
بموافقة العراق.. تركيا تحضّر لهجوم بري واسع والهدف السليمانية
18-أيار-2024
البرلمان يفشل في اختيار الرئيس.. الكتل تبحث تأجيل جلسة التصويت
18-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
18-أيار-2024
مانشستر سيتي يسعى لكتابة التاريخ بلقب رابع تواليا في البريميرليغ
18-أيار-2024
فوزي كريم.. الهادئُ الذي مرّ بنا فشذّبنا
18-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech