بغداد – العالم
أفادت مصادر مطلعة في أربيل وبغداد أن وفدي الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان توصلا إلى اتفاق مبدئي بشأن استئناف تصدير النفط وحصة الإقليم من الاستهلاك المحلي، فيما لا تزال مستحقات الشركات النفطية العاملة في الإقليم دون حسم نهائي.
وبحسب التسريبات، فإن الاجتماع الذي عقد في بغداد، واستمر لعدة ساعات، شهد توافقًا على تسليم إقليم كوردستان يوميًا 280 ألف برميل من النفط للتصدير عبر شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، إضافة إلى 120 ألف برميل للاستخدام المحلي داخل الإقليم.
ووفقاً للمصادر، فإن الاتفاق الأولي يقضي بمنح الشركات النفطية 16 دولارًا عن كل برميل يتم إنتاجه، وذلك كمرحلة مؤقتة لحين تقديم شركة استشارية دولية تقييمًا دقيقًا لتكلفة إنتاج كل حقل. إلا أن الشركات العاملة لم تُبدِ موافقتها بعد على هذه الآلية، مما يجعل الملف مفتوحًا للنقاش خلال اجتماع مرتقب هذا الأسبوع، من المتوقع أن يُعقد بين وزارة الموارد الطبيعية في الإقليم وممثلين عن الحكومة الاتحادية، وربما بمشاركة أطراف اقتصادية ثالثة.
في غضون ذلك، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني صباح صبحي إن وفدي التفاوض بين أربيل وبغداد "اقتربا بشكل كبير من التوصل إلى اتفاق نهائي"، مشيرًا إلى أن هناك تفاهماً واسعاً قد يُفضي إلى حل جذري لمشكلة رواتب موظفي الإقليم.
وأضاف صبحي أن "جلسة مجلس النواب العراقي المرتقبة يوم الثلاثاء قد تشهد الإعلان عن هذا الاتفاق، والذي سيتضمن آليات جديدة لصرف الرواتب وضمان وصولها إلى الموظفين بشكل مباشر ومنتظم".
وفي السياق ذاته، أكد أن "الملفات المتعلقة بالإيرادات غير النفطية والنفط ورواتب الموظفين تتجه نحو الحسم، بما يتيح تحويل الأموال من بغداد إلى أربيل بشكل فوري".
وكان رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني قد صرّح مؤخراً أن رواتب الموظفين لم تُصرف بشكل قانوني خلال الشهرين الماضيين، معتبراً أن "ربط رواتب الموظفين بأي صراع أو خلاف سياسي يُعد خرقًا دستوريًا".
وأشار بارزاني إلى أن حكومة الإقليم أجرت مشاورات مكثفة مع شخصيات رفيعة في الحكومة الاتحادية، من بينها رئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى، مبينًا أنهما أبديا ترحيبهما بجهود حل الأزمة، وأكدا الاستعداد لإيفاد وفد رسمي إلى أربيل خلال أيام.
وفيما يخص تعليق صادرات النفط من الإقليم، أكد بارزاني أن "الخسائر الاقتصادية الناجمة عن توقف التصدير تجاوزت 25 مليار دولار، لم يُعوَّض عنها مواطنو كوردستان حتى الآن".
ويترقّب الشارع الكردي نتائج هذه المفاوضات، وسط آمال بتحقيق اختراق حقيقي في الملفات العالقة، وإنهاء أزمة الرواتب التي أثّرت بشدة على الوضع المعيشي في الإقليم.