اثار تجسيد شخصية لورنس في الفيلم الكثير من الجدل. فما قد يجهله الكثيرون ان لورنس اعجب ب(نقاء) البدو وكان مفتونا بالانبياء عموما. وفي الفيلم اشارات كثيرة توحي انه كان يتصرف كنبي جديد ظهر ليعيد امجاد العرب. من ذلك قول فيصل له: "نحن بحاجة الى معجزة" وكانت المعجزة هي مسيرته عبر صحراء النفوذ واحتلاله لدرعا. وكان عبوره لصحراء سيناء وقوله لعوده ابو تايه ان موسى قد اجتاز هذه الصحراء فاجابه عوده ان موسى كان نبيا. من جهة احرى هناك اشارات واضحة في الفيلم تلمح لميول لورنس المثلية - وهو امر اثار جدلا واسعا بين كتاب سيرته - بالاضافة الى ماسوشيته. وفي عام 1960 انتجت مسرحية شهيرة بعنوان "روس" كتبها ديفيد راتيغان كسيناريو فيلم في البداية ثم تحولت الى مسرحية عن حياة لورنس وركزت اساسا على مثليته وجسد اليك غينيس دور لورنس فيها.
من بين اشارات الفيلم لهذا الجانب حادثة درعا التي يشكك بعض المؤرخين في وقوعها اصلا - ذهابه متنكرا الى درعا ومحاولة ضابط تركي اغتصابه ثم جلده. وفي لقاء تلفزيوني قال ديفيد لين ان العلاقة بين لورنس والشريف علي كانت علاقة حب مثلية. وهناك اشارات اخرى تتعلق بخادميه. كما ان هناك دلائل اخرى مثل اطفائه النار باصيعه وغيرها. اهمل الفيلم جوانب من سيرة لورنس مثل رحلاته الاستكشافية الاثرية في سيناء وسوريا وشبه الجزيرة العربية قبل الحرب ومحاولته فك الحصار التركي للكوت في عام 1916 بالاضافة الى نشاطاته كجاسوس. وهناك من شكك بمشاركة لورنس شخصيا في اعمال القتل الانتقامية بحق القافلة العسكرية التركية المهزومة. كما دمج الفيلم حادثتي انقاذه للعربي التائه في الصحراء ثم اعدامه له بشخصية واحدة لاغراض درامية.
كما اخطأ الفيلم في ما قاله الجنرال النبي بعد وفاة لورنس حيث انه قال انه فقد صديقا ورفيقا. وكانت العلاقة بين الرجلين اكثر ودا مما اظهرها الفيلم. من جهة اخرى استائت عائلة النبي من مشهد الفوضى في دمشق الذي صور الجنرال وقد ترك المدينة لفوضى المجلس العربي الذي يسوده الانقسام والصراعات القبلية.
كما صور الفيلم ضابطا اخر هو موراي بما يظهر امتعاضه من لورنس في حين كانت الحقيقة انه كان يقدر مواهب لورنس كضابط استخبارات.
وكان تجسيد شخصية عوده ابو تايه كشيخ لا يدفعه الا المال والنهب مغايرا للحقيقة. فقد اصبح عودة من دعاة الاستقلال العربي بعد معركة العقبة ورفض عدة محاولات تركية لرشوته - اخذ المال منهم وخدعهم واستمر بتمرده عليهم! ووصل به الامر الى قلع اسنانه الاصطناعية التي حصل عليها في تركيا.
كما كان فيصل الاول في ثلاثينيات عمره وليس في اواخر الاربعين كما بدا اليك غينيس.
اما شخصية الشريف علي فهي شخصية متخيلة جمعت عدة شخصيات كان اهمها الشريف ناصر بن علي. بعد عرض الفيلم شن شقيق لورنس وهو استاذ جامعي حملة شعواء ضده وقال ان لورنس كان انسانا لطيفا وليس ساديا متعطشا للدماء كما صوره الفيلم. كما تقدمت عائلة الجنرال النبي بشكوى لشركة كولومبيا للافلام. وقاضت عائلة عوده ابو تايه والشريف ناصر شركة كولومبيا واستمرت دعوى عائلة عودة 10 سنوات. يظهر لورنس العرب تأثر ديفيد لين بفيلم الباحثون لجون فورد. ومن ذلك مشهد ظهور الشريف علي الاول وكثير من مشاهد الصحراء ومشهد الخروج من وادي رم. وبينما كان من المفترض تصوير الفيلم بالكامل في الاردن في ظل دعم الملك حسين للمشروع, ادت اصابة العديد من كادر الفيلم بالامراض وانزعاجهم من الاجواء الحارة - اضطر مدير التصوير فريدي يونغ لوضع منشفة مبللة على الكاميرا ال 70 ملم الثقيلة لخفض حرارتها - الى نقل تصوير الفيلم الى اسبانيا والمغرب.
وكان هناك امر اخر: فقد اعترضت الحكومة الاردنية على قراءة اية من القرأن بالانكليزية خلال الفيلم ولم توافق الا بحضور امام لذلك المشهد ليتأكد من دقة ترجمة الاية. وهذا المشهد له قصة اخرى. حيث بالغ الممثل الذي قرأ هذه الاية في اظهار تعابير وجهه الدرامية وحينها انفجر عمر الشريف وبيتر اوتول في نوبة ضحك هستيرية لساعتين اعاقت تصوير المشهد واغضبت اليك غينيس منهما! وفي النهاية روى عمر الشريف لديفيد لين ما جرى فضحك لين ايضا وقرر منح الجميع اجازة في ذلك اليوم. وفي جنوب اسبانيا بنيت بلدة من 300 مبنى لتجسد معركة العقبة. كما صور مشهد اعدام جاسم والهجوم على القطار ومشاهد بلدة درعا في المرية في اسبانيا. اما مجزرة طفس فقد صورت في ورزازات بالمغرب حيث ارتدى الكومبارس المغاربة زي الجيش العثماني. تأخر التصوير لعدم اكتمال السيناريو حيث غادر الكاتب الاول ثم استعين بكاتب اخر مؤقت ثم جيء بروبرت بولت لكن الاخير اعتقل بسبب اشتراكه في مظاهرة ضد الاسلحة النووية واضطر منتج الفيلم شبيغل لاجباره على توقيع تعهد بحسن السلوك لاخراجه من الحبس!
يتبع