سيادة بارزاني المحترم اهلا.. روابطنا أعمق
2-تموز-2024

حسين فوزي
أنا من جيل بصري عراقي استقبل السفينة السوفيتية البيضاء التي نقلت البرزانيين وبقية الكرد أواخر عام 1958، ممن شاركوا في الانتفاضة المسلحة بقيادة والدكم المغفور له الملا مصطفى، وهي تمخر شط العرب متوجهة إلى ميناء المعقل، هاتفين "زعيمنا الثاني ملا مصطفى البارزاني."
نحن جيل يكن كل الاحترام للكرد، ويؤمن، مع بقية العراقيين، بالقيمة الكبيرة للأخوة العربية الكردية، في ضمان فرص بناء مستقبل أفضل لكل أطياف الشعب العراقي، بلا استثناء.
وانت تحل في بغداد، بعد انقطاع عن العاصمة الاتحادية طال امده، وكل الأمل في تذليل الإشكالات التي تعكر صفو العلاقات بين الدولة الاتحادية وسلطات الإقليم، التي لحزبكم العتيد الدور الرئيس في صياغة سياستها، بالأخص ما يتعلق بـشروط "استخراج النفط وعوائده"، وحصة الإقليم من موارد البلاد، وحقوق السيادة على المنافذ الخارجية في الإقليم.
إن الأخوة العربية الكردية ليست شعاراً عاطفياً بين العراقيين، بل هو شعار يجسد الوعي العفوي بطبيعة الضرورات الاقتصادية والاجتماعية بالتالي السياسية الضامنة لمسار البناء والتقدم، ذلك أن الكثير من مرافق الحياة الاقتصادية في الإقليم تعتمد على بقية السوق العراقية:
- في المقدمة حجم السياحة من قبل ارجاء العراق إلى سفوح كردستان العراق. بكل ما يعنيه من موارد للخدمات السياحية القائمة والمنظورة، بجانب تسويق محلي قريب للكثير من منتجات الإقليم الزراعية لتغذية الحشد الكبير من اخوتهم السواح.
- كانت وستظل السوق العراقية الأقرب والاقل كلفة في تسويق غالبية منتجات الإقليم، بدون رسوم كمركية ولا معرقلات إدارية، بجانب ما توفره الدولة من منافذ اقتصادية، لعل مشروع طريق التنمية واحد من معالمها الواعدة الرئيسة.
- إن الوشائج التاريخية بين كرد العراق وبقية مكونات الإقليم عميقة، بحكم التعاملات السائدة حتى قبل قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1920. وهي وشائج صاغت مشتركات نفسية واجتماعية راسخة، بحكم شريان الاقتصاد وطريق المرور عبر سهول الرافدين إلى بقية العالم.
- بجانب طبيعة المعتقد الديني المشترك بين العراقيين جميعاً، ضمنهم الكرد، الاسلام، بغض النظر عن أي تخندق طائفي، حيث المشتركات تجسد عمق الدعوة إلى سلطة وطنية رشيدة تضمن حقوق المواطنين.
- إن خبرتكم السياسية المبكرة، جعلتكم تكتبون عن هاجس لازمكم أيام القتال ضد الحكومة العراقية بزعامة عبد الكريم قاسم ومشاعر التحفظ بشأن جدوى حمل السلاح في حينه ضد سلطة شخصت شراكة الكرد في الوطن، وهو القتال الذي اودى بكل العراقيين، دون قصد من قبل زعامة والدكم، ضمن عوامل أخرى، إلى منزلق التمهيد لمجيء سلطة 8 شباط الدموية. فالقتال ضد الزعيم عبد الكريم لم يؤدِ إلى ضمان حقوق الكرد المشروعة، إنما قاد إلى مذبحة لم تستثنِ الكرد. وهو المخطط الذي كانت تقف خلفه المصالح الامبريالية في نهب ثروات العراق والمنطقة، في مقدمتها شركات النفط الكبرى التي استهدفت وآد قانون رقم 80 لسنة 1961.
- إن خبرتكم السياسية المتراكمة، وتاريخ نضال كردستان وبقية الشعب العراقي، تستدعي تجسيد الوعي بحقيقة أن الغرب، ضمنه واشنطن وباريس وحاميتهم المتقدمة في المنطقة إسرائيل، ليسوا معنيين بالديمقراطية وحقوق الشعوب، إنما هم يسعون لتوظيف أي حراك لمنع اتحاد قوى حركة التحرر الوطني في امتلاك الثروات الوطنية وبناء اقتصادات وطنية منتجة، وليس مجرد مناطق تصدير الخامات واستهلاك منتجات صناعات وزراعة الدول المتقدمة.
سيادة الرئيس،
لكردستان العراق روابط وثيقة اقوى حتى من الروابط التي تشدها بالكرد في تركيا وإيران وسوريا، وهي روابط يمكن البناء عليها بحنكتكم وبقية القيادات العراقية، ليكون العراق والإقليم قوة جذب لإقامة إقليم تعاون عراقي عربي تركي إيراني وبقية المنطقة، لتكوين قوة اقتصادية متنوعة الموارد، قادرة على أنتاج وتسويق منتجاتها، الزراعية والصناعية، بما يواجه هجمة قوى إنتاج العولمة المتقدمة، التي تخنق فرص بناء اية اقتصادات تسعى إلى انهاء اعتمادها على ريع تصدير الخامات. والخطوة الأولى هي إقامة دولة المواطنة في العراق أولاً.
اهلاً بسيادتكم في عاصمة وطنكم العراق، وعسى يكون واضحاً ان النفط العراقي الذي ساهم بأكبر قدر في تطوير الإقليم، يمكن تضافره مع موارد الإقليم من الخامات مع بقية موارد العراق، ليكون الفرصة الأمثل لتحقيق طموحات الكرد، ضمن الطموحات الوطنية العراقية، وستظل مخططات اضعاف الدولة العراقية هدفاً لقوى دولية طامعة تريد الاستفراد بالأطراف المشتتة.
واسمح لي بترديد "هربجي كرد وعرب رمز النضال"...عسى نواصل مسيرة بناء وليس منازعات يتضرر فيها العرب والكرد وبقية العراقيين جميعاً.

رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech