النحت العربي وإشكالية تقليد الغرب وإهمال التراث
4-تشرين الأول-2022
زيد قطريب
رغم شهرة العرب تاريخيًا بفن النحت، إلا أن هذا الفن كثيرًا ما يقع في مطب تقليد الفنون الغربية، خاصة على صعيد النحاتين الشباب.
وتُعرف بلاد الرافدين والشام ومصر والمغرب، بأنها قدمت للبشرية أقدم وأجمل المنحوتات التاريخية، كما أسست القواعد الأولى لفن النحت.
وخلال تظاهرة نحتية أقيمت في دمشق، شارك فيها عشرون فنانًا سوريًا من مختلف الأعمار، تمت مناقشة علاقة النحت العربي بالتراث، ومدى تقليده للنحت الأوروبي.
ويقول الفنان أكثم عبدالحميد، ”أغلب نحّاتي اليوم لا يمتلكون ثقافة تراثية تخوّلهم إنجاز أعمال متصلة بالجماليات العربية ولا تقلد الغرب“.
ويؤكد أن التراث لا يعني الأعمال الموجودة في المتاحف، بل يشمل الشخصية الاجتماعية والفكرية وطبيعة النظرة إلى الحياة.
فيما يعيد الناقد سعد القاسم سبب انقطاع معظم النحت العربي الحديث عن الجماليات التراثية القديمة إلى تبدلات الحقب التاريخية التي حصلت بسبب الغزوات التي تعرضت لها المنطقة.
ويقول القاسم: ”في بداية الفتح الإسلامي، اختلفت النظرة إلى النحت بسبب الآراء الفقهية التي سادت في تلك المرحلة، واستمر هذا الفن في الكنيسة بحكم الحالة الدينية والحفاظ على أيقونات العبادة“. وفي مصر، نهل النحت في بواكيره الأولى من الفن الفرعوني، واشتهر من الرواد الفنان محمود مختار ”1891 – 1934“ بتمثال ”نهضة مصر“ الموجود في ميدان جامعة القاهرة.
ويقول الناقد المصري سيد هويدي: ”حالة النحت في مصر اليوم مزرية، وإذا لم نعترف بوجود أزمة في الإبداع الفني فلن نتقدم للأمام“. ونشب جدل في مصر بعد تنفيذ الفنان أحمد عبدالكريم عبدالنبي تمثالًا سمّاه ”مصر تنهض“ حاكى فيه تمثال الراحل محمود مختار، لكنه كان مليئًا بالأخطاء وأثار غضبًا وسخرية بين النقاد.
ويشير النحات السوري أكثم عبدالحميد إلى نقص في البحوث الفنية والفلسفية حول النحت القديم. ويقول: ”لا يوجد دراسات معمقة حول النحت الجنائزي التدمري مثلًا، واقتصرت البحوث على التوثيق ولم تدخل في علم الجمال والفلسفة“.
ويعيد النحات السوري حسام نصرة انتشار تقليد الغرب في النحت إلى انقطاع التواصل مع هذا الفن. ويقول: ”نشط النحت العربي الحديث بداية القرن الماضي، لكن النحاتين تأثروا بالمدارس الغربية الكثيرة ولم يطّلعوا على تاريخهم جيدًا“.
ويقول الناقد سعد القاسم: ”معرفة الفنانين الشباب بالنحت الشرقي ضعيفة، لكن هناك تجارب متميزة مثل أعمال محمد بعجانو وأكثم عبدالحميد، اللذين استندا إلى النحت القديم وأضافا عليه من خصوصيتهما“.
ويعاني النحت العربي الحديث، في معظمه، من ضياع الهوية؛ بسبب الإغراق في التجريد وتركيزه على الأشكال الهندسية الخالية من الجماليات.
ويضيف القاسم: ”يعتبر سعيد مخلوف شيخ النحاتين السوريين؛ لأنه ربط النحت القديم بالحديث، لكننا نفتقد من يلتقط الإزميل من آخر نحات سومري، مثلما حدث في مصر عندما التقط محمود مختار الإزميل من آخر فنان فرعوني“.
ويحمّل النقاد الجامعات الأكاديمية المسؤولية لعدم إيلاء تدريس علم الجمال في حضارات العرب القديمة الاهتمام الكافي، إضافة إلى قلة اشتغال الفنانين الشباب برويّة بحثية تتيح الاطلاع على ينابيع التراث النحتي.
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
مجمع بزركان النفطي في ميسان يعلن إنشاء وحدة كبس بطاقة تصل إلى 70 مقمق
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech