آه يا حكيمة!
23-آب-2023
عامر بدر حسون

عندما تحب لا يمكن ان تخسر..
واحساسك بالحب لا يعني شيئا اقل من انك فزت..
وفي الشام مثل يقول:
"اللي يلعب مع حالو يرجع ربحان"!
وفي البال قصة روتها لي ام نوار ونشرتها يوما واود ان اعود لها اليوم وانا "اطبّش" في مياه الذاكرة الراكدة، وعسى ان تذكر القارئ بشيء.
وقصتنا جرت في السبعينات ورغم انها كانت قصة حب من طرف واحد الا ان بطلها حولها الى مغامرة حياة رائعة.
لم يشرك احدا في لعبته بل لعب مع نفسه، وكان كل مرة يعود لحياته وفمه مليء بطعم احلى كاس شاي ذاقه في حياته ومن يد والد حبيبته.
وخلاصة قصتنا ان بطلنا كان فقيرا ومن محافظة فقيرة هي الديوانية يومها.
اما حبيبته "حكيمة" فهي "غنية" وفق مقاييسه لأنها ابنة صاحب مقهى صغير في الحلة!
وفي نهاية كل اسبوع، وعندما يعود طلبة المحافظات الى مدنهم كان هو يذهب الى الحلة وليس الى محافظته!
وما ان يصل الى الحلة حتى يبدأ السير تحت الشمس او تحت المطر باتجاه مقهى ابو حكيمة.
وعندما يصل كان يلقي قصيدة حبه التي لم تكن تحوي الا هذه الكلمات:
- عمي ابو حكيمة فد جاي!
وكان يتلذذ بشاي المقهى وكأن (حكيمة) هي من صنعته، وكانها هي من قدمته له!
وها هو في مقهى والدها وها هو يقدم له الشاي بيده، وها هو يسمع منه كلمة عمي دون ان يستغرب او يحتج!
هل توجد علاقة عائلية اوثق واكثر وضوحا من هذه العلاقة؟!
وهل توجد احلام يقظة مكتنزة بتفاصيل الحياة العائلية المبهجة بهذا الغنى والتنوع؟
هل يوجد شاي الذ من الشاي المقدم من يد العم شخصيا؟
وهل توجد رحلة احلى من رحلته الاسبوعية؟!
وفي نهاية كل اسبوع كان يذهب من بغداد الى الحلة.
وهو لم يتخلف مرة واحدة عن هذا الموعد المقدس طيلة سنوات الدراسة.
ينزل من السيارة ويتجه الى المقهى، كمن يتجه الى موعد حب.
وعندما يصل ويجلس كان ينتشي وهو يخاطب صاحب المقهى بكلمة عمي!
لقد وصل الى حبيبته وعائلتها على "سنّة الحب"، ما دام عاجزا كليا عن الوصول اليها على "سنة الله ورسوله"!
لم تعرف البنت "حكيمة" حتى اللحظة قصة صاحبنا. وانتهت الجامعة "ومضى كل الى غايته" كما تقول ام كلثوم، دون ان يتبادل معها كلمة او اشارة..
ولمَ يفعل هذا؟
انه يعرفها ويحبها ويعرف والدها، وهو سكر بالذّ شاي في الدنيا من يد ابيها الذي هو عمه، وسافر من اجلها في كل عطلة، وسبح في احلام لامثيل لها حتى في الاحلام! فما الحاجة لكلمة او اشارة تنزل بالواحد من علياء الحلم الى مرارة الواقع؟
وقد كتبت لك هذه السطور وانا استمع لمحمد عبد المطلب وهو يروي قصة حبه التي ربما كانت اغرب من قصة صاحبنا (اذا حسبنا المسافة بين حي الحسين وحي السيدة) فهو يقول مغنيا:
"ساكن في حي السيدة
وحبيبي ساكن في الحسين
وعشان انول كل الرضى
يوماتي اروح لو مرتين"!
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech