نحو اتفاقية مائية برعاية أممية
25-آذار-2023
عباس سرحان

تبذل الحكومة العراقية برئاسة محمد السوداني، جهودا استثنائية لمعالجة ملفات معقدة ورثتها عن سنوات طويلة من الحروب والإهمال والفساد وعدم المبالاة. فمن مشكلة البطالة وانعدام فرص العمل، إلى غياب التوزيع العادل للثروة وانتشار الفساد، مرورا بخضوع الاقتصاد الى الهيمنة الأمريكية وصولا الى أزمة الطاقة ونقص البنى التحتية.
هذه المشاكل وغيرها كبيرة وخطيرة وتحتاج الى مستلزمات اضافية لحلها كما تحتاج الى تخطيط وجهد حكومي بارع للقضاء عليها. لكن المشكلة الأبرز التي تواجه العراق مع كل صيف هي مشكلة المياه، وإذا كان العراق قد غض الطرف عنها في السنوات الماضية لأن أضرارها اقتصرت على قطاعه الزراعي.
فإن هذه المشكلة التي أخرجت 50% من أراضي العراق الزراعية من الخدمة، باتت تهدد حياة مواطنيه أيضا بسبب النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب وتحول ما بقي من مياه نهري دجلة والفرات الى مياه ملوثة لا تصلح للاستهلاك البشري.
ومردّ الصمت العراقي حيال التجاوز التركي على حصص العراق المائية، يعود الى كون البلاد عاشت اضطرابات وانقسامات سياسية، ولم تكن موحدة بما يكفي لترتيب أوراقها بوجه التجاوز التركي على حصة العراق المائية بشكل مجحف.
لكن المشكلة الآن تكاد تُفرغ أقداح العراقيين من الماء، وهو ما لم يعد باستطاعة العراق تحمله والصبر عليه وعلى الحكومة العراقية ان تبحث عن عناصر قوة للتحاور مع تركيا بغية توقيع اتفاقية برعاية اممية تلتزم بها كل الاطراف لضمان توزيع عادل للثروة المائية.
ومن أبرز أوراق القوة التي يمكن للعراق التلويح بها قبالة المواقف التركية المتشددة حيال ملف المياه، هي ورقة التبادل التجاري حيث يستورد العراق سنويا بضائع تركية بقيمة 11 مليار دولار تطمح تركيا لزيادتها الى 20 مليار دولار سنويا.
فمن غير المنطقي ولا هو من الانصاف في شيء أن يتحول العراق الى سوق للبضائع التركية بينما يعطش أبناؤه وتبور أرضه، فإذا كانت تركيا تحاول ان تجعل العطش العراقي قدرا، فعليها ايضا ان لاتنعم بموارد العراق المالية من خلال التجارة.
لكن قبل ذلك لابد ان تعمد الحكومة العراقية الى إيجاد مصادر بديلة لمياه الشرب كتحلية مياه البحر او استثمار المياه الجوفية لتقوية موقفها التفاوضي مع تركيا التي لن تتردد لحظة في قطع المياه بشكل تام عن العراق اذا ما وجدت جدية عراقية في متابعة هذا الملف وعرضه على طاولة القضاء الدولي.
وبان ذلك في الرد التركي على شكوى العراق من العطش التي حملها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حيث لم يكن الرد مطمئنا، إذ تجاهل الرئيس التركي المعاناة العراقية واكتفى بمنح العراق إطلاقات مائية اضافية لمدة شهر كنوع من المنّ والتفضّل يعود بعدها الحال الى ما هو عليه من السوء!
وتحجج أردوغان بالتقلبات المناخية والاحتباس الحراري وقلة سقوط الامطار، وتناسى عن عمد أكثر من 579 سد تقيمها تركيا على النهرين تحتجز ما مقداره 650 مليار متر مكعب من المياه أغرقت مساحات جبلية شاسعة من تركيا، ويكفي مليار متر مكعب منها لملء منخفضات العراق وأهواره وتوفير المياه للاستهلاك البشري والزراعة.
الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech