بغداد ـ العالم
سفيرُ الأغنيةِ العراقيةِ ناظمُ الغزالي يغني على خشبةِ المسرحِ الوطني في بغداد، ويطربُ الجماهيرَ الحاضرةَ للاستماعِ اليه ورؤيتِه، كما كان قبل ستين عاما من الآن. اذ توفي ناظم الغزالي في ستينات القرن الماضي، وتحددا في عام 1963. ناظم الغزالي هو مطربٌ عراقيٌ ذاع صيتُهُ في خمسينات القرنِ الماضي. حيثُ بدأَ رحلتَهُ الفنيةُ مُنطلِقا الى الدولِ العربيةِ، وصُنفَ صوَتُهُ بالصوتِ الرجالي الأولِ في التصنيفاتِ الغربيةِ حتى أنه اصبحَ سفيراً للاغنيةِ العراقيةِ في دولِ العالمِ كافة، ومن أشهرِ اغانيه (طالعة من بيت ابوها) (ويم العيون السود) و(فوق النخل) و(مرو عليه الحلوين) وغيرها الكثير.
ولجعل ذلك ممكنا استخدمَ فريقٌ كبيرٌ من الشبابَ تقنيةَ الهلوجرام لتحقيقِ ظهورِ الغزالي على خشبةِ المسرح، وقد استغرقَهم ذلك عاما كاملا من العمل كما تقولُ مديرةُ المشروعِ المهندسةُ التقنيةُ فاطمة سعود. وتضيف سعود، "لقد تمكنا بصعوبة من العثور على شخصية تجيد اغاني ناظم الغزالي، وعثرنا بالفعل على شخص مهوس بالغزالي هو وعائلته حتى ان والده اسماه "ناظم" تيمناً بسفير الاغنية العراقية . وكان الهدف من ذلك هو ضبط حركة الشفاه لعمل لبيسنك . اما بقية تفاصيل ظهور الغزالي كوجه وجسد في قد تم الاعتماد على تقنية الـ 3D، وقمنا بعمل مكس لتجسيد ظهور الغزالي على المسرح".
الحفل اقيم برعاية شركة ايرثلنك للاتصالات في العراق، وهي مبادرتها الأولى في دعم النشاطات الفنية.
يقول مدير التواصل الخارجي للشركة عبد الله نجم: إن "ايرثلنك هي شركة عراقية وتعمل بكادرعراقي، وجزء من أهدافها السعي الى مبادرات دعم أنشطة ثقافية وفنية ورياضية من شأنها رفع الثقافة والوعي في المجتمع". ويضيف نجم، أن أيرثلنك تسعى خلال العام الجاري الى تقديم عدد ليس بالقليل من المبادرات، وبشكل خاص الشبابية منها.
وكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار الدكتور عماد جاسم الذي كان حاضراً كعادته لدعم الحفل والشباب الذي عمل على انجازه تحدث عن تجربة الحفل والى اي مدى ستسهم وزارة الثقافة مستقبلا في دعم النشاطات الفنية المثيلة.
يقول جاسم، "نشعر بفخر كبير ففي السنوات الاخيرة تحقق حلمنا وسعينا لأستعادة ألق بغداد، والصورة المشرقة للتمدن، وهذا الجيل العاشق للموسيقى والفن. الزخم الذي شهده المسرح الوطني اليوم يدل على عشق العراقيين للموسيقى والفن بشكل عام، والجميل والرائع ان تنبثق مثل هكذا انشطة فنية بهذا الحجم من الابداع بدعم من شركات ومؤسسات ". ويوضح "مع الاسف نحن في وزارة الثقافة لانتملك القدر الكافي من الموارد المالية التي تمكننا في هذه المرحلة من دعم هكذا انشطة لانها تحتاج الى مبالغ كبيرة، ولكننا ناشدنا الحكومة العراقية من اجل دعم جهود وزارة الثقافة، ونتأمل ان يتحقق ذلك من خلال موازنة الدولة لعام 2023. لأننا نملك الكثير من خطط العمل في شتى المجالات الثقافية والفنية ". ويشير جاسم الى "نحن نسعى الى سد الخلل الحاصل، نتيجة لمحدودية موارد الوزارة التي لاتتجاوز تغطية رواتب الموظفين فقط، وذلك من خلال مد جسور تعاون مع الجهات الداعمة مثل رابطة المصارف والبنك المركزي وهيئة إلاعلام والاتصالات والشركات الخاصة. كي نقيم حفلات وانشطة متعددة وندعم الطاقات الشبابية الفنية والثقافية الرائعة لاننا نؤمن باهمية وضرورة ذلك ".
وكان للجمهورِ حضورُه الفاعل خلالَ الحفلِ فكان يهتفُ ويصفقُ معبرا عن مدى اعجابِه بما قُدم. وكان له رأيُه حيث قالت إحداهن "كان عرض جميل وتجربة جديدة وشيء مختلف وإحياء رائع للتراث، ونتمنى ان يكون هناك تجسيد لفنانيين قدماء نحبهم ". فيما عبرت أخرى عن مشاعرها اثناء الحفل، وكيف اعادها الى ذكريات جميلة عاشتها في شبابها، حيث تقول "الحفل بديع جدا وهو تجربة جديدة لم نرها سابقا وهي الهلوجرام، ونحن نفتخر بهكذا إنجازات نجد بانها عظيمة". الحفلُ كان بقيادةِ المايسترو مصطفى زاير واعضاءِ فرقتِه "اوركسترا السلام للعود العراقي" التي رافقت ناظمَ الغزالي اثناء غنائِه لاعطاءِ ايحاء كاملٍ للجمهورِ بواقعيةِ الحفلِ، زاير تحدث لنا عن تجربةِ فرقتِهِ الجديدة " نحن نحاول نقل التقنيات الحديثة في العالم الى العراق كي يتعود عليها الجمهور ونحن اليوم قدمنا تجربة جديدة بتقينة الهلوجرام، وان شاء الله تكون ناجحة، وسنعمل على تجسيد كامل لكل رموزنا العراقية الفنية المهمة في العراق".