بغداد ـ العالم
عقد عدد من رؤساء تحرير الصحف اليومية، في مقر جريدة البينة الجديدة، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً طارئاً لمناقشة التحديات والمصاعب التي تواجهها الصحف الورقية وإيجاد الحلول اللازمة لها، محملين نقابة الصحفيين العراقيين مسؤولية ما آلت اليه أوضاع الورقة السمراء، إثر تخليها عن واجباتها المهنية، و"مجاملة" الصحف الوهمية التي لا تطبع الا في أوقات الاعلانات، التي يفترض بها أن توزع بشكل عادل على الصحف ذات الإصدار اليومي والمعروفة بوطنيتها ومهنيتها وتعاطيها مع الأزمات بما يخدم الصالح العام.
ورأى المجتمعون، أن نقابة الصحفيين "لم تعد قادرة على اداء واجبها الصميمي، انما أصبحت مجرد اسم على غير مسمى"، بحسب محضر الاجتماع.
وفي مستهل الإجتماع نوقشت التطورات السياسية الجارية في الساحة العراقية ودعوا الأطراف السياسية الى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية العليا والاحتكام الى الدستور واحترام القضاء العراقي.
وفي ما يأتي نص محضر الاجتماع الطارئ:

بسم الله الرحمن الرحيم
محضر الاجتماع الطارئ لرؤساء تحرير الصحف اليومية لمناقشة التحديات التي تواجهها وإيجاد الحلول لها
على بركة الله تعالى اجتمع عدد من رؤساء تحرير الصحف الورقية اليومية بتأريخ (23/8/2022) في مقر جريدة البينة الجديدة وهم كل من الزملاء :
1- باسم الشيخ - رئيس تحرير جريدة الدستور
2- شامل عبد القادر- رئيس تحرير جريدة المشرق
3- عبد الوهاب جبار – رئيس تحرير جريدة البينة الجديدة
4- علي الدراجي – رئيس تحرير جريدة المستقبل العراقي
5- مهدي الهاشمي – رئيس تحرير جريدة العالم
6- الدكتور عدنان السراج – رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية
7- عبد الرسول زيارة الأسدي – رئيس تحرير جريدة الشرق
8- الدكتور مصطفى الناجي – اكاديمي ومستشار سياسي في البرلمان
9- عبد الخالق جبار – رئيس تحرير جريدة الصياد الجديد
10- حسين السومري – رئيس تحرير جريدة الوطن الجديد
11- عبد الزهرة البياتي – رئيس التحرير التنفيذي لجريدة البينة الجديدة
وقد ناقش المجتمعون في الاجتماع الذي امتد على مدى اكثر من ساعتين ونصف من الزمن الازمة السياسية الراهنة التي تعصف بالبلاد ووجهوا الدعوة لكل الفرقاء السياسيين للجلوس الى مائدة الحوار واعتماد لغة العقل والتهدئة للخروج من حالة الانسداد السياسي الراهن وتجنيب العراق المصائب والويلات ثم ناقشوا بعد ذلك ابرز التحديات التي تضرب خاصرة الصحافة الورقية في الصميم حيثُ ادلى كل بدلوه في بيان الأسباب والمسببات وتوصلوا الى حُزمة مقترحات وحلول من شأنها معالجة المشكلة التي تهدد مستقبل الصحافة الورقية التي تحتضر الان جراء تلك المصاعب والمعوقات ومن ابرزها:
1- ان نقابة الصحفيين العراقيين التي يُفترض ان تكون المظلة الراعية للصحافة الورقية لم تعد قادرة على اداء هذا الواجب الصميمي واصبحت مجرد اسم على غير مسمى وباتت نقابة ليست للصحفيين بل تعمل لأجل منفعة اعضاء مجلسها فحسب.
2- أن النقابة مع الاسف الشديد تمارس تهميش الصحف الورقية سواء أكانت تدري أم لا تدري وذلك بابتعادها عن لب الأزمات التي تواجهها ولم تتخذ إجراء او تحركاً جدياً لدعمها رغم وجود استثمارات عديدة للنقابة تدر عليها إيرادات مالية كبيرة كان يفترض ان تسخر لدعم الصحافة الورقية عبر طرق وأبواب متنوعة.
3- تفردّ النقابة خلال اللقاءات بكبار المسؤولين حيثُ يقتصر وفدها على اعضاء مجلس النقابة وحدهم دون سواهم من رؤساء التحرير وهذا ما حصل مؤخراً خلال اللقاء مع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي فائق زيدان كما انها ليست المرة الأخيرة بل سبق ذلك لقاءات لم يكن أي من رؤساء تحرير الصحف حاضراً فيها وهو ما يحرم الصحف من طرح مشاكلها ومعاناتها امام المسؤولين خلال تلك اللقاءات.
4- أن النقابة ساهمت في استفحال ظاهرة الصحف الورقية الوهمية التي تصدر حسب المزاج وحسب الإعلان التجاري من خلال منح الاعتماد لهذه الصحف بشكل رسمي دونما مراعاة توافر الاشتراطات المهمة منها:
أ- وجود مقر ثابت للجريدة مع وجود علامة او شارة دالة عليها .
ب- وجود ملاك تحريري وفني مثبت بالأسماء.
ج- وجود خط مهني وعناصر لها صلة مباشرة بالعمل الصحفي احتراماً لقدسية وشرف المهنة.
د- اعتماد الصحيفة في دار الكُتب والوثائق (صدور يومي).
هـ- على اللجنة المهنية في نقابة الصحفيين أداء واجباتها بعيداً عن المجاملات حيثُ هناك صُحف صارت تصدر من المنازل وبعض الصُحف تحولت إلى دكاكين والاتي اعظم.
5- التحرك على هيئة الاعلام والاتصالات لاستثمار الاموال المرصودة لها من قبل الحكومة والمخصصة أصلا لدعم الصُحف الورقية حيثُ اعادت هذه الهيئة لوزارة المالية مبلغ (6) مليارات دينار دون ان تقوم بتوزيعها على الصحف الورقية ما افقد تلك الصُحف الفرصة السانحة أصلا لاستثمار تلك المبالغ، وعليه لابد من تشكيل وفد لزيارة الهيئة المذكورة للتحاور بشأن هذا الأمر.
6- اعتماد مبادرات تشارك فيها الوزارات الحكومية او القطاع الخاص لدعم الصُحف الورقية الحقيقية وهذه لا تتحقق الا من خلال تشكيل وفد من رؤساء تحرير الصُحف يتولى هذه المهمة.
7- التصدي بحزم لمتعهدي الاعلانات في الوزارات والدوائر الحكومية وحتى القطاع الخاص حيثُ صار هؤلاء يمارسون الابتزاز والمساومة والسمسرة بحق الصُحف من خلال فرض نسب مئوية عالية ووصلت الوقاحة ببعض هؤلاء المتعهدين انهم صاروا يتحكمون حتى بموعد طبع الجريدة ويحركونها على مزاجهم وهو ما يفقدُ الصحافة هيبتها.
ومن هنا مطلوب التحرك على الوزراء والمسؤولين ومكاتب الاعلام لإيضاح هذه الحقيقة بُغية معالجتها فوراً لاسيما اذا ماعرفنا ان بعضاً من متعهدي هذه الإعلانات صاروا يقومون بإصدار صُحف وهمية لا تنزل للشارع بل لغرض نشر الإعلانات فقط.
8- هُناك (30) مليون دولار مخصصة من منظمة اليونسكو لأغراض دعم انشطة وفعاليات اعلامية وثقافية حيثُ توجد مادة قانونية تنص على دعم الأنشطة الصحفية وعليه مطلوب تشكيل وفد لزيارة هيئة الإعلام والاتصالات لهذا الغرض.
9- يجب اتخاذ قرار شجاع يتضمن فرز الصُحف الوهمية وإبعاد كل ماهو طارئ ومزيف كي يستقيم صدور الصُحف الورقية الحقيقية، بعيداً عن محاولات المخربين ومنتهزي الفرص.
10- تشكيل وفد من رؤساء تحرير الصُحف بغية لقاء محافظ البنك المركزي واستثمار مبادراته في هذا المجال لاسيما مبادرة (تمكين).
11- يجبُ محاسبة البعض من مسؤولي مكاتب الإعلام في الوزارات والدوائر الحكومية الذين تخلّوا عن واجباتهم المهنية.
12- تشكيل كيان صحفي جديد تحت مسمى (المجلس الوطني للصُحف العراقية)، وتحدّد في وقت لاحق مواعيد اجتماعاته واختيار مقرٍ لهُ واعلان اسماء الزملاء المشاركين فيه بشكل علني، لأنه ليس منظمة سرية بل واجهة صحفية تعمل على انتشال الصحافة الورقية من الخانق الذي هي فيه ومن الله التوفيق.