بغداد ـ العالم
مع إصرار الديمقراطي على موافقه الخاصة بانتخابات كردستان، يبقى الخلاف الكردي ـ الكردي مستمرا، فلم يتمكن الحزبان من عقد اجتماع يمهد للتوافق بشأن ملفات عديدة، منذ أشهر، لكنهما يراهنان على ايجاد مخرج لـ"الاقتتال السياسي" بينهما.
يتركز الخلاف الرئيس حول المطالب بتعديل قانون الانتخابات واعتماد نظام الدوائر المتعددة بدلاً من الدائرة الواحدة، والمزاعم المتعلقة بسجل الناخبين لاحتوائه على "أسماء مكررة وأخرى لمتوفين"، فضلاً عن الإشكال المتعلق بعدم حسم أسماء مواطنين في السجلات الثانوية بخانة الجنسية التي تشكك حكومة بغداد في صحتها، إذ تقدر أعداد هؤلاء بنحو 140 ألفاً، منهم 124 ألفاً في أربيل ودهوك الخاضعتين لنفوذ حزب بارزاني، و17 ألفاً في السليمانية حيث نطاق نفوذ حزب طالباني. وأكد الاتحاد الوطني الكردستاني، امس السبت، تأجيل الاجتماع مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفيما كشف عن الأسباب وراء ذلك، بين أن هناك مساعي داخلية وخارجية لحل الخلاف بين الحزبين. وقال القيادي بالاتحاد احمد الهركي، إن "الاجتماع المقرر عقده، اليوم (امس)، تقرر تأجيله الى أشعار آخر؛ لان الاتحاد لم يصل الى تفاهمات حول بعض الملفات سواء كانت على مستوى إقليم كردستان او الساحة الوطنية". وأضاف، أن "الحزبين الى الان لم يصلا الى أي صيغة توافق حول ملفات عديدة"، موكداً أن "الاجتماعات بين اليكتي والبارتي من الممكن ان تعاود مرة أخرى في وقت آخر". وأوضح القيادي في الاتحاد الوطني، أن "اليكتي غير راض على بعض سياسات البارتي التي عادة ما تربك أي مسعى لإيجاد حلول بين الطرفين"، مشيرا الى أن "هناك جملة من الملفات التي تسببت بتأجيل هذا الاجتماع".
وبين الهركي، أن "الوساطات سواء كانت داخلية وخارجية تلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الاتحاد والديمقراطي"، مشيرا الى أن "تأجيل الاجتماع لا يعني وجود ازمة جديدة بقدر عدم التوصل الى تفاهم حول الملفات نفسها". وفي وقت سابق، عقدت قيادات الاتحاد الوطني مع قيادات الديمقراطي، اجتماعاً في محافظة السليمانية؛ لمحاولة الوصول الى صيغ حل وانهاء الخلافات حول ملفات عديدة أبرزها الانتخابات داخل الاقليم والواردات المالية. وابدى الاتحاد الوطني الكردستاني، استغرابه من توجه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لبغداد دون استشارة الاتحاد، مبينا ان الخلافات الكردية عميقة وكان الاجدر به حلها قبل الذهاب لبغداد.
وقال القيادي في الاتحاد غياث السورجي، إن "الأشهر الثلاثة الماضية لم تشهد أي اجتماع بين الاتحاد والديمقراطي الكردستانيين وسط مقاطعة من قبل الاتحاد لجلسات مجلس الوزراء في أربيل".
وأضاف السورجي، ان "الخلاف الكردي ما زال مستمرا ولا يمكن حله بسهولة سيما مع إصرار الديمقراطي على موافقه الخاصة بانتخابات كردستان".
وأشار الى ان "رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني كان الأجدر به الذهاب الى القادة الكرد وتوحيد المواقف بدلا من الذهاب بمفرده لتحقيق مصالح كردية ضيقة سيتم رفضها من بغداد".
القيادي البارز في الديمقراطي فاضل ميراني صرح بأن حزبه "لن يفرض شروطاً، كما لن يقبل كذلك شروطاً من أي طرف"، لكنه أكد أنه "لا خيار سوى التوصل إلى اتفاق"، محذراً من تبعات "عدم إجراء الانتخابات خلال العام الحالي على الثقة بالعملية الديمقراطية".
وتزامنت تصريحات ميراني مع جولة مباحثات يجريها، منذ أيام، وفد من حزبه مع القوى المختلفة، قبل أن يعقد اجتماعا ثانياً مع حزب طالباني.