حالة إنذار لدى الفلسطينيين في لبنان بسبب أزمة الأونروا
12-شباط-2024

بغداد - العالم
شعر شادي شقير باليأس مثل العديد من زملائه المقيمين في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث سمع خلال الأسبوع الماضي أن دولا أوقفت تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وقال لمؤسسة تومسون رويترز في متجر البقالة الصغير الذي يديره بمخيم مار إلياس للاجئين في بيروت، “إنها كارثة. لقد مكنتنا المساعدة التي حصلنا عليها من الأونروا من البقاء على قيد الحياة”. ويعيش في المخيم مع عائلته منذ أكثر من عقد.
وأوقفت أكثر من عشر دول مانحة (شملت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا) تمويلها لوكالة الإغاثة إثر ادعاءات الحكومة الإسرائيلية بأن 12 من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألفا في غزة متورطون في هجمات 7 أكتوبر.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن مساعدات الأونروا تعتبر شريان حياة للفلسطينيين في قطاع غزة مع احتدام القتال بين إسرائيل وحماس.
ويمكن أن تقوّض التخفيضات توفير الخدمات الأساسية لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان وسوريا اللتين ضربتهما الأزمة. وتمتد الخدمات التي قد تتضرر من التعليم إلى إدارة النفايات.
وقالت الأونروا الأسبوع الماضي، إنها قد تضطر إلى إغلاق عملياتها في الشرق الأوسط، بما في ذلك غزة إذا لم يُستأنف التمويل.
ويتلقى شقير مساعدات نقدية من الأونروا لدعم دخله الضئيل من متجر البقالة. وقال إنه يخشى ألا يتمكن من دفع الإيجار وشراء أدويته إذا توقف التمويل. كما يخشى توقف التعليم المجاني الذي يتلقاه أحفاده التسعة.
وصرّح “تريد أن تفعل شيئا حيال ذلك، لكن ليس باليد حيلة. الأمر خارج عن نطاقنا”.
عواقب كارثية
تأسست الأونروا لمساعدة 700 ألف لاجئ من الحرب الناتجة عن تأسيس إسرائيل في 1948. وتوفر الوكالة الخدمات الأساسية من التعليم والرعاية الصحية إلى القروض الصغيرة وإدارة الصرف الصحي في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
دوروثي كلاوس: من دون الأونروا، لن يكونوا ربما قادرين على تحمّل تكاليف العلاج الباهظة
دوروثي كلاوس: من دون الأونروا، لن يكونوا ربما قادرين على تحمّل تكاليف العلاج الباهظة
ويشير موقعها على الإنترنت إلى أن أكثر من نصف مليون طفل مسجلون في مدارسها وأن حوالي مليوني شخص يستفيدون من خدماتها الصحية.
ويتزامن انقطاع التمويل مع مرحلة عصيبة للاجئين في لبنان وسوريا، وهما بلدان غارقان في أزمات اقتصادية عميقة، على حد تعبير ريكاردو بوكو، الخبير في شؤون اللاجئين في معهد جنيف للدراسات العليا.
وقال بوكو “من سيهتم بصحة الفلسطينيين في لبنان بخلاف الأونروا؟ لا أحد”.
وفتحت الأونروا تحقيقا وقطعت علاقاتها مع أعضاء يشتبه في تورطهم في هجمات حماس إثر الادعاءات الموجهة ضد موظفيها في غزة، وحثت المانحين على مواصلة دعمها.
وانضمت مختلف وكالات الإغاثة إلى دعواتها، حيث حذر مدير منظمة الصحة العالمية من أن وقف التمويل سيخلف “عواقب كارثية” على سكان غزة.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الذي شن ردا على هجمات 7 أكتوبر عن مقتل أكثر من 27 ألف فلسطيني، وشرّد جل سكان غزة، ودمّر العديد من المنازل والبنية التحتية المدنية، وتسبب في نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن آخر مرة سُمح فيها للوكالة بتسليم إمدادات إلى المنطقة كانت في 23 يناير.
وكتب لازاريني على موقع إكس “منذ بداية العام، تم رفض نصف طلبات بعثاتنا لإرسال مساعدات إلى الشمال”.
وقال “لقد حددت الأمم المتحدة جيوبا عميقة تعاني المجاعة والجوع في شمال غزة”، مضيفا “يعتمد ما لا يقل عن 300 ألف شخص يعيشون في المنطقة على مساعداتنا من أجل بقائهم على قيد الحياة”.
وشدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على موقف المملكة الداعم للأونروا، “والداعي إلى اضطلاع كافة المانحين بدورهم الداعم لمهامها تجاه الفلسطينيين”، وذلك عقب استقباله للازاريني.
وأكد الوزير “موقف المملكة الداعم للوكالة والداعي إلى اضطلاع كافة المانحين لوكالة الأونروا بدورهم الداعم للمهام الإنسانية تجاه الفلسطينيين، للتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية التي تشهدها فلسطين المحتلة”.
ما وراء غزة
الأونروا: قد نظطر إلى إغلاق عملياتنا في الشرق الأوسط، بما في ذلك غزة إذا لم يُستأنف التمويل
الأونروا: قد نظطر إلى إغلاق عملياتنا في الشرق الأوسط، بما في ذلك غزة إذا لم يُستأنف التمويل
يهدد توقف التمويل مساعدة الأونروا الحيوية التي يتلقاها حوالي ستة ملايين لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء الشرق الأوسط خارج غزة.
وأكّد أيهم السهلي، الباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومقرها بيروت، أن كثيرين يعانون من صعوبات اقتصادية بالفعل.
وفر الفلسطينيون إلى لبنان ودول عربية أخرى خلال “النكبة” عندما طردوا من منازلهم حين تأسست إسرائيل في 1948. وتعارض إسرائيل النقطة التي تقول إنهم أجبروا على المغادرة.
وفتحت الخيام التي التجؤوا إليها في البداية الطريق لمخيمات مثل مار إلياس، المكتظة بالمباني الخرسانية الهشة التي تفصلها أزقة ضيقة.
لكن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من الناجين من أيام الحرب الأولى أو أحفادهم، لم يتغير على مر العقود. ولا يزالون عديمي الجنسية، ولا يمكنهم التملك، وتعدّ قائمة الوظائف التي يمكنهم شغلها محدودة.
وقال سهلي إن هذا يعني أنهم تضرروا من الانهيار الاقتصادي المستمر منذ أربع سنوات في البلاد بشكل خاص، ولا يزال الكثيرون يعتمدون على مساعدات الأونروا.
وأكّد أن الوكالة “منغمسة في كل تفاصيل حياة اللاجئين الفلسطينيين”.
ودمرت الحرب الأهلية الممتدة لأكثر من عقد سوريا. ويعيش حوالي 90 في المائة من سكانها تحت خط الفقر. وتقدم الأونروا حسب موقعها على الإنترنت لأكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني مساعدات نقدية وتنفذ مشاريع تنموية وصحية بيئية في مخيمات اللاجئين.
إلى الشارع
متجر للألعاب في مار إلياس، قالت اللاجئة السورية هنادي اليسري، المتزوجة من فلسطيني، إنها محبطة من الأخبار حول تخفيضات تمويل الأونروا، وينتابها القلق من كيفية تأثير ذلك على طفليها. وقالت “سيُترك الأطفال بدون لقاحات”.
وأضافت هنادي، البالغة من العمر 27 عاما أنها تعتمد المساعدات، حيث تدعم مساعي عائلتها في دفع الإيجار والكهرباء في شقة مكونة من غرفة نوم واحدة. وتابعت “لم نتوقع أبدا حدوث ذلك، ما زلنا في حالة صدمة”.
وغادر حسين أحمد، البالغ من العمر 62 عاما، منزله في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين خوفا على سلامته. وانتقل للإقامة مع أقاربه في مار إلياس بعيدا عن القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان.
وقال إنه يخشى التأثير المحتمل لتخفيضات دعم الأونروا للمدارس في المخيمات، حيث يتعلم الأطفال عن تراثهم والنكبة التي كانت سببا في نزوحهم.
وصرّح بينما كان يحتمي من المطر في محل بقالة في المخيم “يذهب أطفالنا إلى مدارس الأونروا ويتعلمون عن التاريخ الفلسطيني. من أين سيتعلمون الآن؟ سيخرجون إلى الشارع”.
على وقع الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في لبنان، بات ثمانون في المئة من اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر، ويعيشون في ظل ظروف إنسانية صعبة مع افتقار المخيمات لأبسط مقومات الحياة والخدمات الأساسية.
وتزداد المعاناة لدى اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا الى لبنان بعد فرارهم من الحرب في سوريا منذ العام 2011، والمقدّر عددهم بنحو 23 ألفاً.
وتقول مديرة الوكالة في لبنان دوروثي كلاوس لفرانس برس “من دون الأونروا، لن يكونوا ربما قادرين على تحمّل تكاليف العلاج الباهظة”.
ويقيم 250 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، معظمهم موزعون على 12 مخيماً أقيمت تباعاً إثر النكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل في العام 1948.
الأونروا توفر الخدمات الأساسية من تعليم ورعاية صحية وصرف صحي في غزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان
وتنبّه كلاوس من أنّه “ما لم يتم التراجع عن القرار قبل نفاد التمويل لدى الوكالة في نهاية مارس، سيكون لذلك عواقب وخيمة على عمليات الأونروا وعلى جميع هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدماتنا”.
ويستفيد نحو ثمانين في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خدمات الوكالة، وفق كلاوس التي توضح أن “العدد يتزايد مع تفاقم الأزمة الاقتصادية” التي تعصف بلبنان منذ أكثر من أربع سنوات.
ويتلقى نحو 40 ألف طالب فلسطيني التعليم المجاني عبر 62 مدرسة تابعة للأونروا وموزعة في مناطق عدة.
وبخلاف حال الفلسطينيين في سوريا حيث يتمتّعون بحقّ العمل، وفي الأردن حيث يحظون بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها المواطنون، يمنع لبنان اللاجئين الفلسطينيين من العمل في 39 مهنة. كما يُمنع عليهم التملّك، خشية من أن يشكل ذلك مقدّمة لتوطينهم ويحول دون حقّ عودتهم إلى أراضيهم.

الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech