محمد عبد الجبار الشبوط
اظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات ان الاحزاب العراقية الفائزة بمقاعد في هذه المجالس انما هي في الواقع احزاب اقليات، بمعنى انه لا يوجد حزب يمكنه الادعاء بانه يمثل الشعب او يمثل الجماهير العريضة او يمثل شريحة كبيرة من الناخبين. كل حزب فائز انما استطاع ان يستحوذ على عدد قليل من اصوات الناخبين بالنسبة الى العدد الكلي للمصوتين، وهذا ما اقصده بكلمة احزاب اقليات، وبالتالي نال عددا صغيرا من مقاعد مجالس المحافظات نسبة الى المجموع الكلي لها. ليس لدينا حزب كبير، او حتى حزب متوسط الحجم، انما هي احزاب صغيرة، او احزاب صغيرة جدا، او احزاب مجهرية لا ترى بالعين المجردة، او احزاب موسمية، حسب عناوين وتقسيمات اقترحتها في مقالات سابقة.
يبلغ المجموع الكلي لمقاعد مجالس المحافظات (١٥ مجلسا) ٢٨٥ مقعدا، لم يحز منها اكبر الكيانات الفائزة سوى ٤٢ مقعدا، ثم ٣٥ مقعدا، ثم ٢٤ مقعدا، ثم ٢١ مقعدا. اضافة الى الكيانات المجهرية وهي الكيانات التي فازت بمقعد واحد.
وعلى مستوى عبور الكيانات السياسية للمحافظات عبر ثلاثة كيانات فقط الى ١٠ محافظات، ولم يعبر اي كيان الى ٩ او ٨ محافظات، وكيان واحد الى ٧ محافظات، فيما بقي ٣٢ كيانا محصورا في محافظة واحدة.
ظاهرة مرضية
وهذه ظاهرة مرضية مضطردة منذ ان بدأت الانتخابات في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري حتى اليوم، وفحوى الظاهرة ودلالتها ان المجتمع العراقي وشريحته السياسية لم يستطع ان يلد حزبا كبيرا يستطيع الادعاء عن حق وصدق بانه يمثل الاغلبية من الناخبين. يستطيع اي تيار ان يدعي خلاف ذلك، لكن عدم خوضه الانتخابات يحرمنا فرصة التثبت من هذا الادعاء انتخابيا. والانتخابات هي الالية الديمقراطية والدستورية الوحيدة لتحقيق ذلك.
ولهذه الظاهرة غير الصحية اسباب كثيرة منها على وجه الخصوص عدم قدرة الفاعلين السياسيين احزابا وافرادا على التجمع و العمل معا ضمن حزب كبير. فمازال الانتماء الطائفي او المناطقي او القومي او التنافس على الزعامة او تضارب المصالح الضيقة يمزق الجسم السياسي للمجتمع العراقي، وكنت وما زلت آمل ان يدرس علماء الاجتماع والسياسة هذه الظاهرة السلبية ويشخصوا اسبابها بطريقة علمية ومحاولة رسم حلول ناجعة لمعالجتها. كما كنت وما زلت آمل ان يتجاوز الفاعلون السياسيون اسباب الفرقة والخصام ويتوصلوا الى بناء عدد قليل من الاحزاب الكبيرة، الوطنية، العابرة لاسباب التشتت والتنافس والخصام.
هناك مستويان للانقسام في الجسم السياسي العراقي، وهما:
الانقسام الاول: الانقسام الطائفي والعرقي والديني، حيث ان الكيانات المتنافسة مغلقة طائفيا وعرقيا والديني على ابناء جلدتها.
الانقسام الثاني: الانقسام الحزبي حيث ينقسم ابناء المكون الواحد على انفسهم الى احزاب وزعامات متنافسة فيما بينها ولا يجمعها وحدة الانتماء الطائفي او القومي او الديني.
والنتيجة ان كل الاحزاب العراقية هي احزاب محلية، بمعنى انها منحصرة في تجمع واحد community وليست احزابا وطنية بمعنى انفتاحها على كل المواطنين بغض النظر عن الطائفة او القومية او الدين. لكن الاحزاب لا تعلن عن ذلك، يعني "تغلّس" عن هذه الحقيقة.
لاحظوا: اذا كان النظام السياسي العراقي قائما على اساس المكونات فان الفاعلين السياسيين لهذه المكونات (كرد، عرب، شيعة، سنة، تركمان، مسيحيون الخ) عجزوا عن تشكيل احزاب سياسية جامعة لكل مكون. واذا كان النظام السياسي يقبل الثنائية على اساس ايديولوجي فان الاسلاميين والعلمانيين كل طرف على حدة فشلوا في اقامة احزاب سياسية كبيرة تمثلهم. وهكذا بقي المجتمع العراقي السياسي اسير التشتت بحيث ينطبق عليه قول القران:"مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا، كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"، ويمكنك استبدال كلمة "دينهم" بكلمة "شعبهم" ليتحقق الانطباق الكامل من معنى الاية على حالة المجتمع العراقي. لا يمكنني التفكير بالوحدة المطلقة الشاملة للناس، لكن يمكنني التفكير بعدد اقل من الاحزاب يجمع الشتات والاصوات.
الارقام
واليك التفصيل حسب المحافظات واحدة فواحدة:
محافظة الانبار: تنافس ١٢ كيانا على ١٦ مقعدا فاز بها سبعة كيانات هي: تقدم ( ٦ مقاعد)، الانبار هويتنا (٣ مقاعد)، تحالف قمم (مقعدان)، السيادة (مقعدان)، عزم (مقعد واحد)، الحسم الوطني (مقعد واحد)، الانبار المتحد (مقعد واحد). ولم يفز خمسة كيانات.
محافظة البصرة: تنافس ١٩ كيانا على ٢٣ مقعدا فاز بها ٦ كيانات احدها للمكون المسيحي وعلى الشكل التالي: تحالف تصميم (١٢ مقعدا) وهذا انجاز مهم، تحالف نبني (خمسة مقاعد)، دولة القانون ( ثلاثة مقاعد)، تحال قوى الدولة الوطنية (مقعد واحد)، الاساس العراقي (مقعد واحد)، ومقعد واحد للمكون المسيحي. ولم يفز ١٣ كيانا.
محافظة القادسية: تنافس ١٠ كيانات على ١٤ مقعدا فاز بها ٦ كيانات على النحو التالي: تحالف نبني (اربعة مقاعد)، دولة القانون ( ثلاثة مقاعد)، تحالف قيم المدني (ثلاثة مقاعد)، تحالف قوى الدولة الوطنية (مقعدان)، اشراقة قانون (مقعد واحد)، ابشر يا عراق ( مقعد واحد). ولم يفز اربعة كيانات.
محافظة المثنى: تنافس ٩ كيانات على ١٢ مقعدا، فاز بها خمسة كيانات على النحو التالي: دولة القانون (ثلاثة مقاعد)، تحالف قوى الدولة الوطنية (ثلاثة مقاعد)، تحالف نبني (ثلاثة مقاعد)، ابشر يا عراق (مقعدان)، جمهور المثنى (مقعد واحد). ولم يفز اربعة كيانات.
محافظة النجف: تنافس ١٤ كيانا على ١٥ مقعدا، فاز بها ٩ كيانات على النحو التالي: تحالف نبني (ثلاثة مقاعد)، دولة القانون (ثلاثة مقاعد)، حركة الوفاء (مقعدان)، الدولة الوطنية (مقعدان)، ابشر يا عراق ( مقعد واحد)، حركة ادراك (مقعد واحد)، واثقون ( مقعد واحد)، قيم المدني ( مقعد واحد)، مدار(مقعد واحد). ولم يفز خمسة كيانات.
محافظة بابل: تنافس ١٣ كيانا على ١٨ مقعدا فاز بها ٩ كيانات على النحو التالي: تحالف نبني ( اربعة مقاعد)، دولة القانون (ثلاثة مقاعد)، الدولة الوطنية (٣ مقاعد)، برلمان الشعب (مقعدان)، ابشر يا عراق (مقعد واحد)، قيم المدني (مقعد واحد)، مدار (مقعد واحد)، الفاو زاخو (مقعد واحد). ولم يفز اربعة كيانات.
محافظة بغداد: تنافس ٤٧ كيانا على ٥٢ مقعدا فاز بها ١١ كيانا اضافة الى ثلاثة مقاعد للمكونات، وذلك كما يلي: دولة القانون (٩ مقاعد) نبني (٩ مقاعد)، تقدم (٨ مقاعد)، الدولة الوطنية (٥ مقاعد)، السيادة (٤ مقاعد)، عزم (٤ مقاعد)، الحسم الوطني (٣ مقاعد)، الاساس العراقي (٣ مقاعد)، ابشر يا عراق (مقعدان)،اشراقة كانون (مقعد واحد)، تجمع اجيال (مقعد واحد)، ولم يفز ٢٨ كيانا.
محافظة ديالى: تنافس ١٦ كيانا على ١٥ مقعدا، فاز بها ٧ كيانات على النحو التالي: تحالف ديالتنا (٤ مقاعد)، تقدم (٣ مقاعد)، السيادة (٣ مقاعد)، استحقاق ديالى (مقعدان)، عزم (مقعد واحد)، الاساس العراقي (مقعد واحد)، الاتحاد الوطني الكردستاني (مقعد واحد). ولم يفز ٩ كيانات.
محافظة ذي قار: تنافس ١٤ كيانا على ١٨ مقعدا فاز ٩ كيانات على النحو التالي: تحالف نبني (٥مقاعد)، دولة القانون (٤ مقاعد)، الدولة الوطنية (مقعدان)، الماكنة (مقعدان)، المهمة (مقعد واحد)، قيم المدني (مقعد واحد)، ابشر يا عراق ( مقعد واحد)، الاساس العراقي (مقعد واحد)، اشراقة كانون ( مقعد واحد). ولم يفز خمسة كيانات.
محافظة صلاح الدين: تنافس ١١ كيانا على ١٥ مقعدا فاز ٦ كيانات على النحو التالي:
الجماهير الوطنية (٥ مقاعد)، الاطار الوطني (مقعدان)، العزم المدني (مقعدان)، تقدم (مقعدان)، السيادة (مقعدان)، الحسم الوطني (مقعدان). ولم يفز ٥ كيانات.
محافظة كربلاء: تنافس ١١ كيانا على ١٣ مقعدا فاز ٥ كيانات على النحو التالي:
ابداع كربلاء: ٧ مقاعد، دولة القانون (مقعدان)، نبني (مقعدان)، ابشر يا عراق (مقعد واحد)، الدولة الوطنية (مقعد واحد). ولم يفز ٦ كيانات.
محافظة كركوك: تنافس ١٨ كيانا على ١٦ مقعدا فاز ٦ كيانات اضافة الى مقعد واحد للمكون المسيحي على النحو التالي:
كركوك قوتنا وارادتنا (٥ مقاعد)، التحالف العربي (٣ مقاعد)، جبهة تركمان العراق (مقعدان)، القيادة (مقعدان)، الحزب الديمقراطي الكردستاني (مقعدان)، تحالف العروبة (مقعد واحد). ولم يفز ١١ كيانا.
محافظة ميسان: تنافس ١٢ كيانا على ١٤ مقعدا فاز ٤ كيانات اضافة الى مقعد للمكون الصابئي على النحو التالي:
تحالف نبني (٦ مقاعد)، دولة القانون (٣ مقاعد)، الدولة الوطنية (٣ مقاعد)، تجمع اجيال (مقعد واحد). ولم يفز ٧ كيانات.
محافظة نينوى: تنافس ٣٠ كيانا على ٢٩ مقعدا فاز ١٤ كيانا اضافة الى ثلاثة مقاعد للمكونات على النحو التالي:
نينوى لاهلها (٥ مقاعد)، الحزب الديمقراطي الكردستاني (٤ مقاعد)، العقد الوطني (٣ مقاعد)، السيادة (مقعدان)، تقدم (مقعدان)، الحسم الوطني (مقعدان)، الحدباء (مقعدان)، الهوية الوطنية (مقعدان)، اتحاد اهل نينوى (مقعدان)، عزم (مقعد واحد)، الحزب الوطني للتجديد (مقعد واحد). ولم يفز ١٦ كيانا.
محافظة واسط: تنافس ١٧ كيانا على ١٥ مقعدا فاز ٥ كيانات اضافة الى مقعد واحد للمكون الفيلي على النحو التالي:
واسط اجمل (٧ مقاعد)، دولة القانون ( مقعدان)، نبني (مقعدان)، الدولة الوطنية (مقعدان). خيمة واسط (مقعد واحد). ولم يفز ١١ كيانا.