ميدل إيست آي: آلاف المصريين مهددون بالترحيل بسبب مشروع «ميناء العريش»
19-شباط-2023
بغداد ـ العالم
قال تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، إن آلاف المصريين في شمال سيناء يواجهون خطر الترحيل والنزوح القسري بسبب مشروع الميناء الذي تعمل السلطات على تطويره في العريش.
وجاء في التقرير الذي عملت عليه شاهندا نجيب، أن المشروع الجديد جزء من خطط رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، لجذب الاستثمارات الأجنبية عبر خصخصة الشركات والأصول التي تعود للدولة، والسماح لهم بالتحكم في ستة موانئ استراتيجية تطل على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، بما فيها ميناء العريش.
ورفض الجيش وسلطة الهندسة التابعة للقوات المسلحة، خططا وضعتها نقابة المهندسين، من شأنها أن تجمع بين التطوير، ورغبات المجتمع المحلي، دون الحاجة إلى هدم البيوت.
وأشار الموقع إلى أن مصدرا أمنيا برر ذلك بأن تطوير المنطقة يحمل بعدا أمنيا بالإضافة إلى البعد الاقتصادي، وأن أي مستثمر أجنبي يأمل في إدارة الميناء، لا يفضل أن يكون بجواره مناطق سكنية، ربما يتسلل منها مهاجمون، وانتحاريون.
وتاليا التقرير كاملا:
يوجه آلاف الناس في شمال سيناء الذي مزقته الحرب في مصر خطر النزوح القسري على يد الجيش بينما يتم تنفيذ خطط غايتها إخلاء أجزاء من مدينة العريش من السكان تمهيداً لإنشاء ميناء جديد على قناة السويس، كما تقول المصادر والسكان الذين تحدثوا مع موقع ميدل إيست آي.
لم يتم الإعلان عن رقم رسمي، إلا أن السكان والنشطاء يقدرون أن ما يقرب من 21 ألف من السكان سوف يتضررون من الميناء الذي يتم التخطيط لإقامته في العريش، أكبر مدينة في شبه الجزيرة، والتي تقع على ساحل البحر المتوسط إلى الشرق من ثغر القناة.
يقدر نائب البرلمان عن مدينة العريش رحمي بكر العدد بما يقرب من أربعة آلاف.
تأتي الخطوة كجزء من خطط حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي خصخصة الشركات وغير ذلك من الأصول التي تعود ملكيتها إلى سلطة قناة السويس، بما يسمح للمستثمرين الأجانب أو الكيانات الأجنبية التحكم بستة موانئ استراتيجية تطل على البحر المتوسط وعلى البحر الأحمر، بما في ذلك ميناء العريش.
تأتي الخصخصة كجزء من العديد من الاستملاكات داخل مصر من قبل شركات أجنبية، هي في الأغلب من بلدان الخليج، على أمل أن يساهم ذلك في تعزيز اقتصاد البلاد الذي يواجه مصاعب جمة.
ولكن في حركة نادرة من التحدي في شبه الجزيرة الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة، ينظم السكان احتجاجات يومية أمام مبنى محافظة شمال سيناء في منطقة الريسة من المدينة، رجاء أن يفضي ذلك إما إلى إلغاء مشروع التطوير أو تقديم تعويضات مناسبة إلى الذين يتم إخلاؤهم.
وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، يقول خورشيد، وهو خباز منزله معرض لخطر الهدم: "عليهم أن يقتلونا إذا كانوا يريدون طردنا، فبيوتنا هي شرفنا".
وفي وقت مبكر من شهر كانون الثاني/ يناير صرح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي للصحافة بأن العمل الذي يجري في مشروع التطوير داخل ميناء العريش إنما هو جزء من "استراتيجية تطوير الموانئ المصرية ورفع قدراتها التجارية... سعياً لإنجاز استراتيجية التنمية المستدامة للدولة المصرية".
وكانت الأرض فيما مضى ملكاً للدولة، ولكن في عام 2019 اشتمل مرسوم رئاسي على "إعادة تخصيص منطقة من الأرض المملوكة للدولة في محافظة شمال سيناء لصالح القوات المسلحة من أجل استخدامها في توسيع وتطوير ميناء العريش".
تناط بسلطة الهندسة في القوات المسلحة مسؤولية تطوير الميناء والمناطق المحيطة به.
ويقضي مشروع التطوير بإزالة الأحياء السكنية المحيطة بالميناء والمباني الإدارية التابعة له، وخاصة في حي الريسة الأوسع نطاقاً، والذي يقطنه حالياً ما يقرب من 21 ألف نسمة، بحسب ما صرحت به محافظة شمال سيناء.
وسوف يشمل البناء توسيع الأرصفة التي تستخدم لتحميل وتنزيل البضائع والحاويات على السفن ومنها.
في تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال محمد عبد الفاضل شوشة، الذي يعمل داخل مكتب محافظة شمال سيناء، إن مائة عائلة تم تعويضها حتى الآن، إلا أن السكان يقولون إن هذا الرقم هو نفسه منذ عام 2020.
وبحسب حجم المنزل، فإن التعويضات تتراوح ما بين 100 ألف و 350 ألف جنيه مصري (ما يعادل 3275 إلى 11455 دولاراً).
ويقول مكتب شوشة: "المحافظة ليست صاحبة القرار، وإنما هي مجرد قناة بين الناس والحكومة. لقد عقدنا اجتماعات في الثاني عشر والثالث عشر من شباط/ فبراير في مقر المحافظة الرئيسي، وننوي تسليم رفض السكان إلى الإدارة السياسية".
لقد حمل سكان شمال سيناء عبء حملة استمرت ثمان سنين داخل المنطقة بين القوات المسلحة المصرية وولاية سيناء، الفرع المحلي لتنظيم الدولة. بدأ المسلحون بشن هجمات في عام 2011 حينما كانوا يرتبطون بالقاعدة، ثم ما لبثوا بعد ذلك أن بايعوا تنظيم الدولة وبدأوا يعرفون باسم ولاية سيناء.
ولا توجد أرقام رسمية لأعداد من قضوا نحبهم في الصراع، ولكن بحسب الإحصاءات التي جمعها باحثون مستقلون لا يفصحون عن هويتهم حفاظاً على سلامتهم فإن ما يزيد عن 1500 من عناصر الجيش لقوا حتفهم ما بين عام 2011 وشهر حزيران/ يونيو من عام 2018.
وفي هذه الأثناء، تعتقد منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن ما يزيد عن مائة ألف من سكان شمال سيناء الذين يبلغ تعدادهم 450 ألف نسمة أخرجوا قسراً أو نزحوا من المنطقة منذ عام 2013. ولم تزل مدينة العريش مسرحاً للعديد من الهجمات الكبيرة وعمليات الخطف، ولقد أفضت حملة القمع التي تشنها الأجهزة الأمنية إلى مقتل المئات من المدنيين وعناصر الجيش.
وتخضع المدينة لهذه الحملة من القمع منذ عام 2017، وذلك مع أن وتيرة وشدة الهجمات تراجعت إلى حد ما خلال العامين الماضيين، بينما زادت حدة في منطقة الإسماعيلية على الضفة الغربية من القناة.
مشاعر معادية للحكومة
يبلغ سلمان، الذي يعمل حارس أمن في إحدى شركات النفط، الخامسة والخمسين من عمره. وكان سلمان يمتلك شقة في منطقة شاليهات السعد، والتي صنفت باعتبارها "مشروع تطوير في الجوار". ولكن في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2022 تم إبلاغه من خلال كتاب خطي إن عليه إخلاء المكان. ثم صحا ذات يوم ليجد كلمة "هدم" قد طليت على باب منزله باللون الأحمر. خلال ثلاثة أيام كان المنزل قد هدم بوجود قوات مكافحة الشغب للحيلولة دونأي نوع من التجمع أو المقاومة.
وقال سلمان متحدثاً لموقع ميدل إيست آي: "لا يمكنني إقناع أبنائي الذين رأوا منزلهم يدمر على أيدي الجيش بأن يكونوا وطنيين أو قوميين". وقال إن عائلته اضطرت للانتقال إلى الإسماعيلية المجاورة حيث تقيم مع بعض الأقارب.
وقال إن المشاعر المعادية للحكومة تتنامى داخل المدينة.
وتم نشر العديد من مقاطع الفيديو التي يظهر فيها السكان وهم ينظمون تجمعات صغيرة للاحتجاج والتعبير عن مطالبهم بما في ذلك مطالبة الحكومة بالتوقف عن هدم بيوتهم.
وأكد أحد المتظاهرين ممن تواجدوا في تلك التجمعات صحة مقاطع الفيديو وكرر ما كان يردده المتظاهرون من تظلم. وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، قالت أم محمد، التي تبلغ الخامسة والثلاثين من عمرها: "لقد عانينا من الإرهابيين وتهديداتهم، وها نحن الآن نواجه إرهاب المحافظة التي تعزم هدم منزلنا وطردنا".
وأضافت: "معظم المنازل التي في منطقة الريسة شيدها عمال كدحوا لسنوات من أجل تأمين سكن لعائلاتهم. لقد عمل شقيقي ووالدي في مشاريع البناء في مختلف أرجاء شبه الجزيرة من أجل أن يدفعوا ثمن كل لبنة. والآن يريدون منا أن نرحل".
وتخشى أم محمد، ويشاركها في ذلك آخرون، من أن التعويض المقترح لن يكفي لشراء أراض أو منازل في شمال سيناء، فالأسعار لم تلبث ترتفع بشكل حاد منذ 2019 مع فقدان الجنيه المصري لقيمته واستملاك الجيش لمعظم المساحات الخالية من أجل إنشاء مجمعات سياحية أو سكنية.
الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech