العالم - خاص
تستمر ورشة صناعة الصورة والأفلام التي تقيمها وزارة الشباب والرياضة – دائرة ثقافة وفنون الشباب في محافظة نينوى، بمشاركة حيوية من عدد من الشباب الموهوبين. تعكس هذه الورشة التزام الوزارة بتعزيز الفنون السينمائية وتطوير مهارات الشباب في هذا المجال الحيوي. تستمر الورشة على مدار خمسة عشر يوماً، وقد بدأت بمشاركة مدير التصوير الشهير مهند السوداني الذي قدم دروساً عملية قيمة حول فن التصوير والإضاءة.
وفي تصريح لوزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد المبرقع، أوضح أن "ورشة صناعة الصورة والأفلام التي أطلقتها الوزارة في جميع المحافظات، وتحتضنها الآن محافظة نينوى، تهدف إلى صناعة جيل محترف في فن صناعة الأفلام السينمائية. تُعتبر هذه الورشة واحدة من المشاريع الاستراتيجية الكبيرة للوزارة بطابعها البنائي الذي يخدم شريحة واسعة من الشباب الموهوبين، ويهدف إلى إيصالهم إلى مرحلة متقدمة من هذا الفن الحيوي والاحترافي". وأضاف الدكتور المبرقع أن "الوزارة وفرت جميع متطلبات العمل لإنجاح الورشة والخروج بنتاجات سينمائية شبابية سيكون لها أثر في تحريك هذا الوسط المهم في المستقبل".
مدير عام دائرة ثقافة وفنون الشباب الدكتور فائز طه سالم العبيدي تحدث "للعالم" على ان واحدة من اهداف الدائرة هي استقطاب المواهب الشبابية وتأطير تلك المواهب بانظمة ذات برامج تسهم في صقل مهاراتهم الحياتية وايجاد واسائل الوصول الى طريقة لاخراج ابداعاتهم الفنية وظهارها للمجتمع، وفي استقبالنا لهذا المشروع الحيوي الذي يعد من الناحية العملية رياديا باعتبار ان مساحة اشتغااله لمدة عام كامل ينتج من خلاله مخرجات نوعية مركزة باتجاه تفعيل المشهد السينمائي العراقي الشبابي
المدير التنفيذي للمشروع خالد زهراو أشار إلى أن "ورشة صناعة الصورة والأفلام في نينوى مستمرة بحضور وتواجد مجموعة مهمة من المواهب الشبابية، وما يفرحنا هو متابعة معالي السيد وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد محمد قاسم المبرقع لهذه الورشة كما تابع الورشة السابقة في بغداد". يعكس هذا الاهتمام العالي من قبل الوزير حرص الوزارة على تقديم أفضل مستوى من التدريب والمشورة للشباب.
وفي سياق متصل، صرّح الدكتور محمد عمر، رئيس قسم الفنون المسرحية والسينمائية في دائرة ثقافة وفنون الشباب، أن "ورشة صناعة الصورة والأفلام هي واحدة من الانطلاقات البنيوية التي تساهم بها دائرة ثقافة وفنون الشباب للموهوبين، باعتبارهم يمثلون حلقة الوصل لتطوير أي مجتمع يطمح أن يكون متحضراً عبر لغة الفن السينمائي". وأضاف أن الدائرة "تحاول بناء استراتيجيات عميقة وواعية تسهم في انطلاق مديات بناء الشاب الإيجابي الذي يبحث باتجاه صناعة أفلام سينمائية تعالج أزمات ومشاكل المجتمع وما يتعرض له الشباب من انحرافات على مستوى السلوك الحياتي. كما تهدف الورشة إلى تأسيس معادلة موضوعية لتلك الانحرافات بمعالجات إخراجية حداثوية سينمائية".
وأوضح الدكتور عمر أن "الورشة سعت إلى بناء تلك المنظومة بأساليب علمية وفنية تقترب من العلوم النظرية والتطبيقية لمناهج أكاديمية، بل تفوق عنها أحياناً للخزين المبثوث من قبل الخبراء الساعين إلى بلورة موقف علمي تكون مخرجاته تفاعل استثنائي للشباب في المحافل المحلية والعربية والدولية".
عبر عدد من الحاضرين في الورشة عن حماسهم للاستفادة من الدورة، مشيرين إلى أن "الشباب في هذه المدينة محتاجون لرؤية أشياء جديدة وكيفية صناعة الفيلم باحتراف وجدية. هذه الورشة تنمي بداخل كل شخص فينا كيف نرى الأشياء العادية بطريقة غير عادية". ويعكس هذا التعليق التفاعل الإيجابي للمشاركين مع ورشة التدريب والتطوير.
مع تواصل الورشة، يتطلع المشاركون إلى تعزيز مهاراتهم واكتساب خبرات جديدة في مجال التصوير وصناعة الأفلام، مما يعزز من قدرة الشباب على التعبير الفني والإبداعي ويساهم في تطوير المشهد السينمائي في العراق. في الأسبوع الأول من الورشة، قام الاستاذ خالد زهرو بشرح الالية والكيفية التي على اساسها يمكن انتاج افلام وثائقية، ابتداءا اختيار الموضوع وتحديد بؤرة الاستهداف ومن ثم كتابة السيناريو بطريقة احترافية انتهاءا بتصوير المادة واجراء اللقاءات، ولقد تم تطبيق هذه المحاضرات بدورس عملية خرج فيها الطلبة مع زهرو الى عدد من المناطق في محافظة نينوى لاختيار المواضيع وتصوير اللقاءات ومن ثم صناعة الفيلم، ليستمر بالتزامن مع هذه المحاضرات مدير التصوير الشهير مهند السوداني بتقديم دروس عملية عميقة في فن التصوير، حيث استعرض المشاركون تقنيات متنوعة شملت اللقطات المختلفة والزوايا المتعددة ووجهات النظر. قدم السوداني شرحاً وافياً حول كيفية اختيار الزاوية المناسبة لكل لقطة وتأثيراتها على الرسالة البصرية التي يريدها المصور. أبرز ما يميز هذه الورشة هو اهتمامها بجوانب متعددة من فن التصوير، حيث لم يقتصر التدريب على الجوانب النظرية فحسب، بل شمل أيضاً تطبيقات عملية مكثفة. تعلم المشاركون كيفية تنفيذ الإضاءة على مستويات متعددة وبأساليب مختلفة، مما أضاف بُعداً جديداً لتصويرهم وجعلهم قادرين على التعامل مع ظروف الإضاءة المتنوعة.
بدأت الورشة بتركيز كبير على أسس التصوير، ثم انتقلت إلى جوانب أكثر تعقيداً مثل إعداد الإضاءة المتقدمة والتقاط الصور في ظروف إضاءة منخفضة. شرح السوداني كيف يمكن استخدام الإضاءة بشكل إبداعي لتعزيز جودة الصورة وجعلها أكثر جاذبية. كما تناول كيفية ضبط الكاميرا بما يتناسب مع متطلبات المشهد، مما أتاح للمشاركين فرصة فريدة لتحسين تقنياتهم والتعرف على أحدث أدوات التصوير.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة تأتي في إطار الجهود المستمرة لوزارة الشباب والرياضة لتعزيز الثقافة والفنون في مختلف المحافظات. وتهدف الورشة إلى توفير منصة للشباب لاستكشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم في مجال صناعة الصورة والأفلام، مما يعزز من قدرة الشباب على التعبير الفني والإبداعي.
تشهد الورشة تفاعلاً كبيراً من قبل المشاركين، الذين يعربون عن حماسهم للاستفادة من المعرفة التي يكتسبونها. يصف البعض تجربتهم بأنها فرصة لا تتكرر، حيث يتعلمون من خبراء محترفين ويشاركون في تجارب عملية تعزز من قدراتهم الإبداعية.، تعكس ورشة صناعة الصورة والأفلام في نينوى الجهود المبذولة لتنمية المواهب الشبابية وتقديم دعم فعّال للفنانين الناشئين. من خلال هذه المبادرات، تسعى وزارة الشباب والرياضة إلى تحقيق رؤيتها في بناء جيل مبدع ومؤهل في مختلف مجالات الفن والثقافة، مما يساهم في تعزيز المشهد الثقافي في العراق وسوف تنتج الورشة مجموعة من الافلام السينمائية ليس فقط في بغداد ونينوى بل في المحافظات الاخرى ايضا التي ستنطلق بها الورشة في الايام والاسابيع المقبلة.
