فوضى سقف الدين تفاقم المخاطر على القيادة العالمية لأمريكا
24-أيار-2023
بغداد ـ العالم
كتب رئيس مركز "أتلانتيك كاونسيل" فريديريك كمبه أن تزامن اجتماعات مجموعة الدول السبع في نهاية الأسبوع الماضي مع الدراما المستمرة لمفاوضات سقف الديون الأمريكية يؤكد معاً الوعد الثابت للقيادة العالمية للولايات المتحدة وكذلك المخاطر المتزايدة لتراجعها.
على الجانب الإيجابي حسب كمبه، أنتجت قضية بايدن المشتركة مع زملائه قادة الديمقراطيات في العالم تقدماً جديداً في دعم الجيش الأوكراني قبل الهجوم المضاد الحاسم وعقوبات إضافية على روسيا وأول بيان أصدرته مجموعة السبع يستهدف الإكراه الاقتصادي الصيني. في رسالة دعم قوية للعالم، استضافت مجموعة السبع في اليابان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع ضيوف مدعوين من جنوب الكرة الأرضية، بما في ذلك جلوس زيلينسكي إلى جانب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي كان أبرز زعيم لديمقراطية كبيرة فشلت في الوقوف مع نضال أوكرانيا. وشدد اللقاء على القوة المستمرة لمجموعة السبع بناء على التزام بالتعددية والحكومة التمثيلية حيث جسدت المجموعة في 2020 نصف صافي ثروة العالم (200 تريليون دولار).
على الجانب السلبي، حسب الكاتب أيضاً، ينظر شركاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم إلى الخلل السياسي الوظيفي داخل الولايات المتحدة والذي سلطت مفاوضات سقف الدين الضوء عليه كدليل جديد على أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن لتوفير الاستقرار المالي أو السياسي الذي يتوقون إليه. ويسألون كيف يمكن الاعتماد على بلد متآكل النسيج إلى هذا الحد من أجل منع تفكك النظام العالمي للمؤسسات والقيم والقواعد الذي أقامته هذه الديمقراطيات نفسها بعد الحرب العالمية الثانية؟
الخطر الأكبر
لا شيء يشكل خطراً أكبر على الاقتصاد العالمي من تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها السيادية. يراهن معظم المستثمرين العالميين وحلفاء الولايات المتحدة على أن الأطراف المتحاربة في واشنطن ستحل مأزق سقف الديون قبل الموعد النهائي في الأول من يونيو (حزيران)، لكن ذلك لن يغير مخاوفهم الطويلة المدى بشأن القيادة الأمريكية. إن إخفاقات البنوك الأمريكية الأخيرة والعنف السياسي المقلق في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 والتوقعات المتزايدة بإعادة انتخابات دونالد ترامب سنة 2024 جعلت شركاء الولايات المتحدة يأملون الأفضل ويقلقون من الأسوأ.
عن الزيارة التي ألغيت
يمكن أن يسامَح الأمريكيون لأنهم لم يكونوا قلقين للغاية من أن بايدن، ومن أجل تجنب كارثة سقف الدين، ألغى محطته في بابوا غينيا الجديدة، وهي دولة جزرية يبلغ عدد سكانها 14.8 نسمة وتقع على بعد نحو 13 ألف كيلومتر جنوب غرب الولايات المتحدة.
ومع ذلك، إن توقف بايدن الملغى يسلط الضوء على قضية أكبر تتمثل بفقدان الولايات المتحدة زخمها العالمي من خلال ترك فراغ للنفوذ الاقتصادي والسياسي للصين وروسيا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأماكن أخرى. ألغى رؤساء أمريكيون سابقون زيارات خارجية لمعالجة أزمات محلية مثل بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما لكن الجروح التي تسببت بها أمريكا لنفسها أكثر ضرراً في هذا الوقت من نفوذ الصين وطموحها المتزايد.
كانت هذه لتكون أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي في منصبه إلى بابوا غينيا الجديدة وهي الزيارة التي دفعت العاصمة بورت مورسبي إلى إعلان عطلة وطنية بمناسبة حدوثها. أضاف كمبه أن الخلل السياسي لواشنطن قوض أشهراً من الديبلوماسية والتخطيط الدؤوبين وأدى إلى انتكاسة الجهود الأمريكية لمواجهة الاستثمارات العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية للصين في هذه الدول الجزرية ذات الموقع الاستراتيجي.
التحدي الملحّ
على المدى القصير، لا توجد قضية أكثر أهمية بالنسبة إلى مستقبل النظام العالمي القائم على القواعد من تزويد أوكرانيا بالوسائل العسكرية اللازمة للانتصار ضد روسيا. لكن على المدى الطويل، إن قدرة الولايات المتحدة على تشكيل المستقبل العالمي مع شركائها وحلفائها ستتحدد بشكل أساسي من خلال المنافسة غير العسكرية على مستوى العالم وقدرة أمريكا على معالجة نقاط ضعفها في الداخل.
إلى جانب الحاجة لمعالجة الاستقطاب السياسي، ثمة تحد ملحّ آخر تواجهه الولايات المتحدة وهو الحفاظ على ريادتها التكنولوجية العالمية. بالرغم من أن واشنطن قد فعلت الكثير لدعم هذا الجهد عبر قانون الرقائق والعلوم، هي لم تفعل سوى القليل جداً لجذب أفضل المواهب وأكثرها سطوعاً في العالم. وكتب الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل إريك شميدت في مجلة فورين أفيرز أن "الولايات المتحدة لا تزال الدولة الأكثر جذباً للمهاجرين في العالم"، مشيراً إلى أن أكثر من نصف الشركات الأمريكية التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار قد أسسها أو شارك في تأسيسها مهاجرون. "ولكن إذا كانت واشنطن تريد البقاء في الطليعة... فسيتوجب عليها أن تعمل على إزالة التعقيدات غير الضرورية لجعل نظام المهاجرين أكثر شفافية وخلق مسارات جديدة لألمع العقول كي تأتي إلى الولايات المتحدة".
تداعيات محتملة لحرب أوكرانيا
ولفت الكاتب إلى أن مجلة "إيكونوميست" كتبت الأسبوع الماضي أن "السيد بايدن دعم أوكرانيا وأعاد إحياء الناتو والتحالفات في آسيا. ومع ذلك، إن القومية الاقتصادية الأمريكية التي لا يمكن التنبؤ بها وعدم استعدادها لإتاحة الوصول إلى أسواقها يقوض نفوذها. تخشى أوروبا من حدوث سباق للدعم وتقلق من أن يؤدي تصعيد التوترات مع الصين إلى أضرار جسيمة بها".
ما تطالب به مجلة إيكونوميست هو مزيج من تناسق أكبر وثقة بالنفس ميز سياسات الولايات المتحدة في الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي عندما بنت النظام العالمي الذي قال الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين علناً إنهما يريدان استبداله بآخر أكثر ملاءمة لمصالحهما.
ورأت المجلة نفسها أنه "لسوء الحظ، فشلت عقيدة بايدن في دحض رواية التراجع الأمريكي، وبالتالي لم تحل التوتر بين السياسات السامة في البلاد ودورها كمحور أساسي لنظام ليبيرالي. ما لم تنظر أمريكا إلى العالم بثقة، فستعاني لقيادته".
وأوضح الكاتب في الختام أنه إذا عانت الولايات المتحدة في القيادة فستكون حرب بوتين في أوكرانيا مجرد بداية لحقبة ضائعة.
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
مجمع بزركان النفطي في ميسان يعلن إنشاء وحدة كبس بطاقة تصل إلى 70 مقمق
18-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
مختبر الكندي للفحوصات الهندسية والعلمية يحصل على شهادة اعتماد من وزارة التخطيط
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech