بغداد ـ العالم
لوحة في الرواق رقم 10 بركن الفنون، في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، استوقفت مطوّلاً زوّار المعرض، ودعتهم لنبش الذكريات مع أيقونات وعلامات أدبية وفنية.
وبمساندة ولديه، يحفر النحّات فيصل ذياب بورتريهات لشخصيات عربية خالدة لم يغّيبها الزمن بكل أحداثه وحداثته.
ففي يمين اللوحة الشاعر السوري الراحل نزار قباني، وعلى يسارها الشاعرة العراقية نازك الملائكة، ويتوسطها المطرب المصري وباعث النهضة الموسيقية في بلاده، سيد درويش.
والجدارية التي أنجزتها مؤسسة "عشتار للفنون الجميلة" على حجر الجبس، اجتذبت روّاد المعرض الذين تجمهروا لفترات طويلة متابعين سير إنجاز الجدارية.
ويقول النحّات السوري فيصل ذياب لـ 24: "تواجدي في معرض دولي يحظى باهتمام بالغ وزيارات من مختلف الخلفيات الثقافية، سيساعد في انتشار مؤسستي المختصة بالفنون الجميلة".
14 يوماً لإتمام الجدارية
ويعدّد ذياب خطوات إنجاز الجدارية بدءاً بتحضير وتجهيز اللوحات قبل انطلاق المعرض، والذي استغرق سبعة أيام. ويقول: "أثناء المعرض أسسنا أرضية اللوحة بالجبس، وأخذت هذه الخطوة إنجازها لغاية اليوم الرابع".
"باشرنا بعدها ببناء الكتلة تدريجياً حسب رؤيتنا، وفي اليوم الخامس والسادس بدأنا بإظهار التفاصيل والملامح، وفي اليوم الأخير للمعرض تم وضع اللمسات النهائية والتلوين والتعتيق" يوضح ذياب تفاصيل إتمام الجدارية لـ 24.
وأمضى ذياب قرابة 40 عاماً في هذه المهنة، التي شمل فيها كل أنواع الفنون التشكيلية والتطبيقية، أما عن اللوحة الجدارية التي نحتها لمعرض الكتاب، فيقول هذا الفن يدعى بـ “النحت الجداري النافر المباشر رولييف".
وتم اختيار هذه الشخصيات بالتشاور مع الجهة المنظمة للمعرض، ولاعتبارها شخصيات عربية بارزة في تكريس الدور العربي في الحضارة الفنية.
ويكمل ذياب، "التفاعل مع اللوحة الجدارية من قبل زوار المعرض كان ملحوظاً، على اعتبار أن هذا الفن جديد على الجمهور، وأغلب مرتادي المعرض تابعوا تطور اللوحة خطوة بخطوة".