المشروع التربوي
10-تشرين الثاني-2022
محمد عبد الجبار الشبوط
في مناسبات عديدة اقترحت ان يتم تقسيم فقرات المنهاج الوزاري الى جدول ذي ثلاث شعب. شعبة المهام العاجلة، وشعبة المهام متوسطة المدى، وشعبة المهام بعيدة المدى. هذا بشرط ان تشرع الحكومة بالعمل على انجاز المهام كلها في وقت واحد، بمعنى ان خط الشروع سوف يتضمن ثلاث نقاط انطلاق في نفس الوقت.
ومن بين المهام بعيدة المدى المشروع التربوي الذي اطلقت عليه اسم "النظام التربوي الحضاري الحديث" والذي كتبت عنه الكثير من المقالات.
ويستغرق تنفيذ هذا المشروع دورة دراسية كاملة، اي ١٢ سنة متداخلة، باعتبار ان هذه هي الفترة التي يقضيها الطالب العراقي في المدرسة منذ السنة الابتدائية الاولى الى نهاية المرحلة الثانوية قبل دخوله الى الجامعة. ولاختصار الوقت او حرق المراحل كما يقولون قلت "١٢ سنة متداخلة" بمعنى ان يتم الشروع بتنفيذ المشروع في وقت واحد في كل السنوات الدراسية ال١٢.
والهدف الستراتيجي للمشروع هو تنشئة جيل من المواطنين الفعالين المؤمنين بنموذج الدولة الحضارية الحديثة والذين يمارسون حياتهم الاجتماعية طبقا لهذا النموذج. ويتطلب هذا غرس مفردات القيم الحضارية العليا الحافة بعناصر المركب الحضاري الخمسة اي الانسان والارض والزمن والعلم والعمل، وهذه بمجموعها تشكل الارضية القيمية للدولة الحضارية الحديثة، وركائزها اي المواطنة والديمقراطية والقانون والمؤسسات والعلم الحديث. وبسبب خصوصية المجتمع العراقي، اقترح ان يتضمن النظام التربوي مادة "الفهم الحضاري للقران" او للاسلام او للدين بصورة عامة. وبالتالي تحويل مفردات القيم العليا المختلفة الى اتجاهات سلوكية لدى الافراد والجماعات ومن ثم المجتمع والدولة. اجرائيا، يتطلب مشروع النظام التربوي الحديث اعادة النظر بالمناهج والمقررات الدراسية واعادة صياغتها وتأليفها لتشكل بمجموعها وحدة متكاملة مترابطة يكمل بعضها البعض الاخر. هذا فضلا عن خلق اجواء مدرسية، بما في ذلك النشاطات اللاصفية، التي تجسد القيم الحضارية العليا.
كما يتطلب هذا اعداد المعلمين والمدرسين من الجنسين اعدادا خاصا يؤهلهم ان يكونوا قادة ومربين لطلابهم على اساس منظومة القيم العليا. وهذا يتطلب ايضا ادخال مواد جديدة في معاهد وكليات التربية الخاصة بتخريج المعلمين والمدرسين، ليكونوا خير رسلٍ للنظام التربوي الحضاري الحديث.
في الجانب التنظيمي للمشروع اقترحت ان يتم تشكيل المجلس الدائم او اللجنة الدائمة (=١٢ سنة) للمشروع التربوي الذي يأخذ على عاتقه الاشراف على تنفيذ المشروع بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية.
ويجب ان يتم تشكيل اللجنة الدائمة او المجلس الدائم من اشخاص مهنيين مؤمنين بنموذج الدولة الحضارية الحديثة ومنظومة القيم العليا الخاصة بها، وابعادها عن المنافسات السياسية، والمحاصصات الحزبية والطائفية والعرقية. واقترح ان تكون عضوية اللجنة مجانية لا يتقاضى اعضاؤها رواتب عنها، على ان يتم تنسيب موظفين من وزارة التربية للعمل في الجهاز الاداري للجنة الدائمة.
تقوم اللجنة الدائمة بوضع الستراتيجية التربوية لمدة ١٢ عاما اعتبارا من العام الدراسي الحالي او المقبل، بالتعاون والتنسيق مع المديريات ذات العلاقة في وزارة التربية الاتحادية ووزارة التربية في حكومة الإقليم ودوائر التربية في المحافظات فضلا عن اللجنة المختصة في مجلس النواب.
ولما كانت المباني المدرسية وتجهيزها تؤدي دورا كبيرا في النظام التربوي الحضاري الحديث، فيجب ان تتضمن الستراتيجية التربوية الجديدة تشييد العدد المطلوب من المدارس على مدى ١٢ عاما بالشكل الذي يستجيب لمتطلبات النظام التربوي الحديث والمواصفات العالمية. ويجب تخصيص الاموال اللازمة لتحقيق ذلك.
سبق لي ان قدمت هذه الافكار للحكومات العراقية السابقة، بما فيها حكومة الكاظمي، وها انا اقدمها الى حكومة السوداني، متمنيا ان تحظى بالاهتمام الكافي المنطلق من الحرص على الزمن وبناء المستقبل الافضل للعراق والعراقيين.
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
السفارة الأوكرانية في العراق: محطة زابوريزهيا النووية.. الضمان الوحيد لسلامة أوروبا
26-نيسان-2025
الذكرى الـ٣٩ لحادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية: 5 ملايين شخص عانوا من عواقب الحادث
26-نيسان-2025
البياتي يواصل جولاته الميدانية لمتابعة المشاريع الخدمية في ديالى: خدمة المواطنين شرف لنا
23-نيسان-2025
الخارجية الأوكرانية تعلق على تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
29-آذار-2025
منتجات مصانع كردستان تتكدس.. بغداد تطالب أصحابها بوثائق رسمية واربيل ترفض
18-آذار-2025
اتصال هاتفي بين السوداني وماكرون
18-آذار-2025
نائب: لا تعديل على قانون الانتخابات
18-آذار-2025
زيارة الشيباني إلى بغداد فصل جديد من العلاقات العراقية – السورية
18-آذار-2025
مصير «نور زهير» تسليم الأموال مقابل الحرية
18-آذار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech